دعا بيان رباعي أصدره الرئيسان الفرنسي والروسي جاك شيراك وفلاديمير بوتين والمستشار الالماني غيرهارد شرودر ورئيس الوزراء الاسباني خوسيه لويس ثاباتيرو، الى اجراء الانتخابات اللبنانية في مواعيدها المتوقعة في حضور مراقبين مستقلين وباشراف"حكومة قادرة على التحرك باسم جميع اللبنانيين"، في حين تضاربت الانباء حول موعد تقديم الايرلندي بيتر فيزجيرالد رئيس الفريق الدولي لتقصي الحقائق في اغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريري تقريره الى الأمين العام كوفي انان. ورفضت النائبة بهية الحريري تشكيل لجنة عربية للتحقيق في اغتيال شقيقها، فيما تحدثت معلومات عن احتمال اعتذار رئيس الحكومة المكلف عمر كرامي عن عدم تشكيلها. راجع ص 2و3و4 وأكد الزعماء الاربعة في بيانهم التزام"التطبيق الكامل للقرار 1559 من أجل لبنان السيد المستقل والديموقراطي الذي يتمسك الشعب اللبناني به بشكل استثنائي". وأوضحوا ان تطبيق القرار"يمر عبر الانسحاب التام لكل القوات والاجهزة الامنية السورية التي يجب ان تغادر الاراضي اللبنانية في أسرع وقت". وأعرب الزعماء عن تضامنهم مع مهمة مبعوث الاممالمتحدة تيري رود لارسن ومع فريق المحققين الدوليين المكلف كشف الحقيقة في اغتيال الحريري. وفي نيويورك، نقل أحد سفراء الدول الاعضاء في مجلس الأمن أن فيتزجيرالد على وشك تقديم تقريره، فيما قالت مصادر الأمانة العامة انه"في صدد صوغ التقرير"مستبعدة ان يقدمه الى انان قبل مغادرته نيويورك الى الجزائر ليل الاثنين لحضور القمة العربية. وبقي مضمون التقرير سرياً وسط تعليقات على تسريبات ومقالات صحافية ابرزها ما ذكرته صحيفة"ذي اندبندنت"عن استنتاج الفريق الدولي ان الاجهزة الأمنية اللبنانية قامت بتغطية الأدلة على الاغتيال. وكان مقرراً ان يستقبل انان في ساعة متقدمة البطريرك الماروني نصر الله صفير الذي وصل الى نيويورك امس، والتقى على الفور رود لارسن في مقر بعثة الفاتيكان حيث أقيم للبطريرك غداء خاص. وأعد القائم بأعمال البعثة اللبنانية لدى الأممالمتحدة إبراهيم عساف حفلة استقبال في مقر سكن السفير. وفي بيروت، رفضت النائبة الحريري تشكيل لجنة تحقيق عربية باغتيال شقيقها، كان اقترحها لأمين العام ل"حزب الله"السيد حسن نصرالله، وأكدت تمسكها بلجنة تحقيق دولية وباستقالة رؤساء الأجهزة الأمنية. ونقلت وكالة"فرانس برس"عن الحريري قولها:"لا نريد لجنة تحقيق عربية. نحن متمسكون بلجنة دولية تكشف الحقيقة، وباستقالة رؤساء الأجهزة الأمنية كلهم". وأضافت بحزم:"دم الرئيس الشهيد لن يذهب هدراً". وأكدت الحريري انها"غير مرشحة"الى رئاسة الحكومة. ولخصت اهدافها بالسعي الى تحقيق مبادئ شقيقها الذي اغتيل في عملية تفجير كبيرة في وسط بيروت في 14 شباط فبراير الماضي. وأضافت:"عندما تتحقق مطالبنا نرى من ندعم لهذا المنصب، وهذا قرار تتخذه العائلة بأجمعها". من جهة ثانية، نقلت الوكالة الفرنسية عن مصادر ديبلوماسية في الجزائر ان مشروع البيان الختامي للقمة العربية الذي سيناقشه وزراء الخارجية العرب اليوم وغداً يدعو الى"مساندة حق لبنان السيادي في ممارسة خياراته السياسية ضمن الأصول والمؤسسات الدستورية". ولا تتطرق هذه الفقرة الى الانسحاب السوري من لبنان، ولا الى قرار مجلس الأمن الخاص بهذا الأمر الرقم 1559، ولا الى اتفاق الطائف الموقع العام 1989. ويؤكد مشروع البيان"دعم القادة العرب قرارات لبنان الحرة في إقامة وتعزيز علاقاته مع سائر الدول العربية آخذاً في الاعتبار العلاقات التاريخية والخاصة بين لبنان وسورية". رفض عربي للجنة التحقيق وعلمت"الحياة"من مصادر سياسية لبنانية ان دولاً عربية سترفض فكرة لجنة التحقيق العربية اذا طرحت على القمة، خصوصاً ان لا إطار قانونياً لها. وقالت مصادر واسعة الاطلاع ل"الحياة"ان فريق التقصي الدولي عن ظروف وملابسات اغتيال الحريري سيقدم تقريره الى انان الأربعاء المقبل، وأن الامين العام قد يقدمه الى مجلس الأمن في اليوم التالي. وأعلن النائب اللبناني المعارض المحامي بطرس حرب ان"مجموعة من الاختصاصيين في القانون الدولي أجروا دراسة ثبت بنتيجتها ان اقتراح لجنة تحقيق مشتركة بين الأممالمتحدة والقضاء اللبناني غير قانوني وأن رفض السلطة اللبنانية التحقيق الدولي يزيد الشكوك في مسؤوليتها عن جريمة اغتيال الرئيس الحريري ويعرض لبنان وسورية للمساءلة". وكان حرب تحدث عن فكرة اللجنة المشتركة فتولى رئيس الحكومة المكلف عمر كرامي اقتراحها على المعارضة وعائلة الحريري، لكن الأخيرة رفضتها. وقال حرب ان"مجلس الأمن الذي اعتبر جريمة اغتيال الرئيس الحريري عملاً إرهابياً أفسح في المجال امام تطبيق احكام القرار الدولي الرقم 1566 الذي يتناول التعاون الكامل للدول في محاربة الإرهاب". وذكر ان"امتناع لبنان عن القبول بلجنة تحقيق دولية يعرضه لعقوبات". وعلى صعيد الوضع الحكومي المعلّق، اخذت اوساط رسمية تردد ان كرامي، في حال اصطدم برفض تشكيل حكومة اتحاد وطني سيبادر الى الاعتذار عن عدم تشكيلها كما عن عدم مواصلته تصريف الأعمال. لكن مصادر نيابية بارزة قالت انه لا يملك دستورياً الحق في الاعتذار عن عدم تصريف الأعمال. واعتبرت ان تلويحه بذلك يجيء من باب الضغط على المعارضة لدفعها الى تعديل موقفها من حكومة اتحاد وطني. وفي هذا السياق نصحت مصادر ديبلوماسية اوروبية بعقد تفاهم بين الموالاة والمعارضة يؤمن مخارج لمطالب المعارضة وعائلة الحريري، ويكون الاساس لقيام حكومة اتحاد وطني متوازنة عددياً وفي توزيع الحقائب بدلاً من ان تلعب المعارضة فيها دور شاهد زور على التمديد للأزمة الراهنة. ويشار الى ان البطريرك الماروني نصرالله صفير يدعو الى اشتراك المعارضة في الحكومة لئلا يحصل فراغ يؤدي الى تأجيل الانتخابات النيابية. ويعود صفير الى بيروت ليل الأحد المقبل. وفي باريس، قال العماد ميشال عون لوكالة"رويترز"انه سيعود من منفاه الى لبنان خلال اسابيع حينما يتم تحديد موعد المرحلة الثانية من الانسحاب السوري من البلاد. وأشار الى انه سيحدد موعد عودته ما بين مغادرة السوريين وبداية الانتخابات النيابية.