أعلنت منظمة "أوبك" أمس أنها قد تبدأ محادثات الأسبوع المقبل في شأن زيادة جديدة في الإنتاج، فيما تجاهلت السوق اتفاق المنظمة لتشكيكها في توافر طاقة إنتاجية وافية في المستقبل المنظور، مما دفع الأسعار الى مستويات قياسية. وارتفعت أسعار الخام الأميركي في التعاملات الآجلة في بورصة نايمكس أمس 79 سنتاً أخرى لتسجل مستوى قياسياً عند 57.25 دولار للبرميل. كما قفز سعر مزيج برنت القياسي إلى مستوى 56.15 دولاراً للمرة الأولى في المعاملات الآجلة في بورصة التداول الدولية أمس مع إقبال صناديق المضاربة والتحوط على شراء النفط الخام بعد الانخفاض الحاد في مخزون البنزين في الولاياتالمتحدة. "أوبك": مشاورات لخفض جديد وقال رئيس "أوبك" وزير الطاقة الكويتي الشيخ أحمد الفهد الصباح: "إذا ظلت الأسعار كما هي سنبدأ مشاوراتنا اعتباراً من الأسبوع المقبل". وأضاف: "مع ذلك نعتقد أن هناك إمدادات كافية في السوق. لكن حتى إذا كانت 500 ألف برميل يومياً أخرى تعني وفرة في الإمدادات سنأخذ القرار. فهذا هو دورنا في تحمل المسؤولية". واتفقت "أوبك" الأربعاء الماضي على زيادة إنتاجها بمقدار 500 ألف برميل يومياً اعتباراً من الأول من نيسان أبريل المقبل ليبلغ سقف إنتاج المنظمة الرسمي 27.5 مليون برميل يومياً. ويسمح الاتفاق كذلك بزيادة إضافية قدرها 500 ألف برميل أخرى في وقت لاحق من الربع الثاني من العام إذا لم تتراجع الأسعار عن مستوى 55 دولاراً للبرميل من خام القياس الاميركي. السوق تحدد الأسعار وقال وزير النفط الإماراتي محمد الهاملي للصحافيين أن الأسعار "ليست في أيدينا، بل تحددها السوق." وذكر مصدر مسؤول نروجي أن بلاده، وهي ثالث أكبر مصدر للنفط في العالم، "ذات قدرة محدودة في زيادة الإنتاج". وقال بنك "سوسيتيه جنرال" في مذكرة عن أسواق النفط" ان هذه السوق تشعلها المخاوف وليس الأساسيات". كما صرح الخبير النفطي غاري روس "بأن المشكلة لا تكمن في أساسيات السوق، بل في التطورات في الأسواق المالية". وأضاف:" يتطلع المستثمرون إلى الأمد المتوسط والبعيد، بعيداً من أساسيات السوق في الوقت الحاضر. وتتركز تساؤلاتهم حول إمكان أقطار أوبك زيادة الإنتاج لتلبية الطلب دون أن ترتفع الأسعار إلى مستويات أعلى". الحاجة إلى 50 - 80 دولاراً للبرميل وصرح رئيس قسم الطاقة في المؤسسة المالية الاميركية "غولدمان ساكس" ارجون مرتي "بأن أسعار النفط يجب أن ترتفع بين 50 و 80 دولاراً عبر فترة طويلة من الزمن لكي تستطيع الصناعة بناء مخزون كاف من النفط يمكن أن يؤثر سلباً في الأسعار". وأضاف في خطاب له في سان فرانسيسكو أمام المؤتمر السنوي للمنظمة القومية الأميركية للتكرير والبتروكيماويات "أن من الضروري أن يكون هناك تغيير في نمط تصرف المستهلكين والطريقة التي سيتم بها هذا هو عن طريق الأسعار المرتفعة". ترحيب من الوكالة الدولية للطاقة ورحب المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية كلود مانديل بقرار منظمة "أوبك" زيادة إنتاجها، آملاً أن يؤدي القرار إلى تهدئة الأسواق. كما أشاد في البيان الذي أصدره من مقر المنظمة في باريس بالدور السعودي في دفع بقية أعضاء المنظمة الى اتخاذ قرار زيادة الإنتاج. وأضاف:" نرحب بأي قرار من المنتجين يؤكد على توفير إمدادات كافية إلى الأسواق. ويشير قرار المنظمة الأخير إلى إدراكها أن الأسعار مهمة وان هذا ممكن أن يؤدي إلى استقرار الأسواق".