بدأت في العاصمة الجزائرية امس، الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية التي ستستضيفها الجزائر يومي 22 و23 آذار مارس الجاري، واكد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى انها ستشهد"الكثير من الاصلاحات"، ومناقشة"الأزمات في العالم العربي". ولم يستبعد عرض التطورات في لبنان، فيما وعد الرئيس حسني مبارك ببذل جهود لإنجاح القمة. ونفت القاهرة علمها بما يتردد عن ورقة أردنية ستطرح في شأن تعديل مبادرة السلام العربية، في حين اكد مسؤولون عرب ان القمة ستناقش 3 ملفات رئيسية: عملية السلام، ودعم العراق وعروبته، وتقويم الاصلاحات التي تعهدت الدول العربية اجراءها خلال قمة تونس. بدأ المندوبون الدائمون لدى جامعة الدول العربية في الجزائر امس اجتماعاتهم التحضيرية للقمة العربية، بحضور عمرو موسى الأمين العام للجامعة. ويستعرض الخبراء خلال الاجتماع الذي يستمر يومين المسائل المطروحة على جدول أعمال القمة العربية التي ستعقد يومي 22 و23 الجاري، وعلى رأسها اصلاح منظومة الجامعة وأساليب دعم العمل العربي المشترك، الى جانب قضايا عربية اخرى. وذكر مصدر رسمي ان الخبراء سيعملون لبلورة هذه المواضيع ضمن اطار توصيات تعرض على مجلس وزراء الخارجية العرب الذي سيلتئم الاسبوع المقبل للتحضير للقمة. والتقى مندوبو المجالس الاقتصادية والاجتماعية العربية، أمس، لبحث الملف الاقتصادي والاجتماعي العربي في ضوء مجموعة من الملفات أهمها بحث امكان التعجيل في الخطوات التحضيرية لانشاء منطقة التبادل الحر العربي، والتي ستدخل حيز التنفيذ عام 2008. كما يبحث مندوبو المجالس في انشاء منطقة عربية للاستثمار، لاجتذاب الأموال العربية الموجودة في الخارج، والتي تقدر بأكثر من 800 بليون دولار. وكان مجلس وزراء الخارجية العرب حدد في اجتماعه الأخير في القاهرة القضايا التي ستعرض على ملوك ورؤساء الدول العربية في قمة الجزائر، وبينها تقرير القمة السادسة عشرة وتقرير موسى حول العمل العربي المشترك لعام 2004 ومنظومته، بما في ذلك تعديل بعض مواد ميثاق الجامعة وانشاء برلمان عربي في مرحلته التي تسمى ب"البدائية الانتقالية"، قبل ان يتطور الى هيئة تمثيلية حقيقية، الى جانب انشاء هيئة المتابعة وكيفية التصويت في اطار الجامعة. وبين البنود التي ستطرح على القمة تطورات الوضع في العراق والسودان، وعودة لاجئي الصومال، الى جانب بند يتعلق بإحياء التعاون العربي - الافريقي. الى ذلك، اعتبر السيد عبدالقادر حجار مندوب الجزائر لدى الجامعة ان كل الظروف مهيأة لتكون القمة المقبلة متميزة، في حين نوه موسى بجهود الجزائر وترتيباتها لانجاحها. وشدد على أهمية القمة نظراً الى القضايا التي ستناقشها والتي وصفها بأنها"دقيقة تتطلب عملاً عربياً جماعياً". وعقد وزير الخارجية الجزائري عبدالعزيز بلخادم أمس سلسلة لقاءات مع الأمين العام للجامعة تناولت درس الترتيبات للقمة. رسالة لحود وأعرب الرئيس اللبناني العماد اميل لحود عن سعادته بتلبية دعوة وجهها اليه الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة لحضور القمة، معبراً عن أمله بأن تكون"محطة اساسية في تاريخ الدول والشعوب العربية، وان تعزز نتائجها الدور العربي في كل المجالات". وأفادت وكالة الانباء الجزائرية ان لحود نوه في رسالة شكر وجهها الى بوتفليقة بحرص الأخير على"النهوض بالعمل العربي المشترك ومواجهة التحديات الماثلة أمام أمتنا العربية، بكل مسؤولية وحكمة وتبصر، لا سيما ان قمتنا تلتئم مع الذكرى الستين لانشاء جامعة الدول العربية". وزاد انه يأمل بأن تكون توصيات وزراء الخارجية التي ستحال على القمة"متطابقة مع توجه الدول العربية الشقيقة، تفتح الباب مجدداً أمام التضامن العربي الحقيقي الذي تجلى بأبهى مظاهره خلال قمة بيروت عام 2002". واعتبر ان"التشاور الدائم بين القادة العرب سيوفر قاعدة اساسية لصون وحدة الموقف العربي، لا سيما أن احداثاً وقعت في الفترة التي تلت قمتنا في تونس"، وهي أحداث"تتطلب منا وقفة واحدة تحفظ حقوقنا المشروعة، وتعزز مواقفنا في مواجهة التحديات الاقليمية والدولية المتسارعة". ونقلت الوكالة الجزائرية عن مندوب لبنان لدى الجامعة عبداللطيف مملوك ان القمة"ستركز على القضايا العربية الجوهرية العالقة كقضية فلسطين والوضع في العراق والتطورات في لبنان، ومحاولة الخروج بحلول". وزاد:"من المهم ان تبحث الدول العربية عن حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية والاختراقات الاسرائيلية شبه اليومية للبنان، اضافة الى عودة الاستقرار للعراق". واشار الى أهمية"الدفع بمبادرة السلام العربية التي أقرتها قمة بيروت وضرورة تفعليها". الاصلاحات وكان الأمين العام للجامعة اكد لدى وصوله الى الجزائر الثلثاء ان القمة ستشهد طرح الملفات"المتعلقة بالاصلاح والتطوير في العالم العربي وفي الجامعة"، اضافة الى"الأزمات في العالم العربي مثل النزاع العربي - الاسرائيلي والوضع في فلسطين بصفة خاصة والمسائل العراقية والسودانية والصومالية وكذلك التطورات الأخيرة في لبنان". وأشار الى ان قمة الجزائر"ستعرف الكثير من الاصلاحات المتفق عليها من أجل التقدم بالعالم العربي والجامعة الى موقع متقدم في القرن الواحد والعشرين". وأوضح بلخادم ان التحضيرات للقمة"تتم بيسر"، مذكراً بأن العرب اتفقوا على"مجموعة خطوات في قمة تونس تتبعها خطوات اخرى في قمة الجزائر"، والتي قال ان جميع القادة العرب سيشاركون فيها. تنقية الأجواء في القاهرة، تسلم الرئيس حسني مبارك رسالة من نظيره الجزائري تتناول التحضير للقمة، نقلها رئيس مجلس الأمة الجزائري عبدالقادر بن صالح. وصرح الناطق باسم رئاسة الجمهورية المصرية السفير سليمان عواد، بأن بوتفليقة اكد في رسالته تطلعه الى مواصلة مبارك جهوده ضماناً لأقصى مشاركة من القادة في القمة، ولتنقية الأجواء العربية بما يكفل نجاح القمة. واضاف ان بن صالح عرض مع الرئيس المصري جدول أعمال القمة، ووعد مبارك بالاستمرار في بذل الجهد لانجاح القمة"المهمة". ورداً على سؤال عما يتردد عن ورقة أردنية سيطرحها الملك عبدالله الثاني على القمة في شأن تعديل مبادرة السلام العربية التي أقرتها قمة بيروت، قال سليمان انه لم يطلع على مثل هذه التقارير. وأضاف:"علينا ان ننتظر اجتماعات المندوبين التي تليها اجتماعات على مستوى وزراء الخارجية العرب، حيث ستناقش البنود المطروحة على القمة وعددها 13 والتي سترفع توصيات في شأنها الى القادة العرب". وسئل هل جدول أعمال قمة الجزائر يتضمن بنداً في شأن الملف السوري - اللبناني، فأجاب:"هناك بنود ثابتة على جدول اعمال القمم العربية، بينها بند تحت عنوان التضامن مع الجمهورية اللبنانية، وهو نوقش في القمم السابقة، وقد يكون من الممكن عند ذلك ان تتاح الفرصة لتناول الأوضاع على الساحتين اللبنانية والسورية، في ما يتصل باتفاق الطائف وقرار مجلس الأمن الرقم 1559". وهل هناك مؤشرات سورية الى جدول زمني للانسحاب من لبنان، أجاب:"لا أرغب في المضي في تفاصيل حول هذا الموضوع". واشار الى المحادثات بين الرئيسين مبارك وبشار الأسد ونتائج محادثات المبعوث الخاص للأمم المتحدة تيري رود لارسن المكلف تنفيذ القرار 1559 مع مبارك في شرم الشيخ. وشدد على ان مبارك"لا يزال يبذل جهداً كبيراً للخروج من الوضع الحالي على الساحة السورية - اللبنانية". 3 ملفات رئيسية ومن الجزائر، نقلت وكالة"فرانس برس"عن مسؤولين عرب قولهم ان القمة ستناقش ثلاثة ملفات رئيسية هي عملية السلام في الشرق الأوسط، ودعم العراق وتقويم الاصلاحات التي تعهدتها الدول العربية خلال قمة تونس. وترغب دول عربية في اعادة طرح مبادرة السلام التي اقرتها قمة بيروت مع"بعض التعديلات في التعابير". وقال وزير الخارجية الأردني هاني الملقي ان"الهدف هو جعل المبادرة اكثر وضوحاً بلغة تقدم كعرض سلام على اسرائيل من جانب كل الدول العربية". وقال مسؤول عربي رفيع المستوى:"انها ليست وثيقة خطية وانما توضيح بمعنى انه لن يكون باستطاعة أي كان تقديم تفسير مختلف لاقتراح السلام الجماعي العربي على اسرائيل، مع التشديد على ان السلام هو كل لا يمكن تفكيكه أو تجزئته". وستأخذ القمة في الاعتبار التطورات على المسار الفلسطيني - الاسرائيلي، مع مشاركة الرئيس الجديد للسلطة الفلسطينية محمود عباس للمرة الأولى في قمة عربية، بعد وفاة الرئيس ياسر عرفات. وسيشغل العراق حيزاً مهماً في المناقشات، خصوصاً ان القمة ستعقد بعد أول جلسة للجمعية الوطنية البرلمان واقتراب موعد تشكيل حكومة جديدة في بغداد. واكد مسؤول عربي لوكالة"فرانس برس"ان"القمة ستعيد تأكيد دعمها العراق، خصوصاً اجراء الانتخابات المقبلة، وستشدد على الحفاظ على عروبة العراق". وأوضح المسؤول الذي رفض ذكر اسمه ان القادة العرب الذين تعهدوا عام 2004 عملية الاصلاحات السياسية"كل بحسب ظروفه وامكاناته"سيعربون عن قلقهم حيال"زعزعة استقرار بعض الأنظمة في حال تسريع الخطوات"في هذا المجال. وذكر مسؤول عربي اطلع على وثيقة تقويم للاصلاحات وضعتها الجامعة ان"الاصلاحات التي اقرتها الدول العربية منذ قمة تونس لا تظهر تقدماً يذكر"في هذا الشأن. واعتبر ان بامكان قمة الجزائر"اقتراح خطة شاملة تحدد أولويات الاصلاح ووتيرته، كي تعمد الدول العربية الى تطبيق مشترك لهذه الاصلاحات". وزاد:"واضح انه لا يمكن فرض الاصلاحات من الخارج، انما يجب ايضاً تنظيم هذه العملية في شكل يمنع خضات داخلية تؤثر في أمن البلاد".