أثار خبراء تربويون قطريون وخليجيون دوليون نقاشاً حيوياً أمس عن"مبادرة المدارس المستقلة"التي أدخلتها قطر للمرة الأولى الى منطقة الخليج، في إطار توجه يهدف الى"احداث تغيير جذري ومستمر في النظام التربوي"، يقوم على تعددية المناهج بشرط الاحتكام الى معايير دولية بالنسبة لأربع مواد هي اللغتين العربية والانكليزية والعلوم والرياضيات، كما يمنح المدارس حرية اختيار المعلمين. وفي الذكرى الأولى لاطلاق هذا النوع من المدارس الحكومية التي تتيح لأولياء الأمور اختيار نوع التعليم لأبنائهم، احتشد تربويون وأولياء أمور للطلاب ومعلمون ومعلمات لدرس آفاق التجربة وأبعادها، وهي تجربة تأتي في اطار"عملية اصلاح تشمل التعليم والاقتصاد وغيرهما من مجالات الحياة". وعكست المشاركة الخليجية في"الملتقى السنوي للمجلس الأعلى للتعليم"اهتمام دول مجلس التعاون ب"بمبادرة المدارس المستقلة"، وشاركت في اللقاء وفود تربوية على مستوى رفيع من السعودية والكويت والإمارات ومكتب التربية العربي وجامعة الخليج في البحرين. وتحت شعار"حوار"و"تعليم لمرحلة جديدة"قالت الدكتورة شيخة المسند المتحدث باسم"المجلس الأعلى للتعليم"وهي أيضاً مديرة جامعة قطر، إن"الحدث المنتدى ليس مجرد احتفال بانجازات مجلس التعليم بل فرصة تحاور مع خبراء دوليين في تطوير التعليم لنتعرف الى الاتجاهات التربوية الحديثة حتى نرى التقدم الذي حققناه في ظل ما يحدث من حولنا من تغيرات عالمية". مديرة التعليم في المجلس صباح الهيدوس أكدت أن عدد المدارس المستقلة سيرتفع الى اربعين هذا العام. وكان النظام بدأ ب 12 مدرسة مستقلة في ايلول سبتمبر الماضي. وأشارت صباح الى شراكة بين جامعتي تكساس و قطر لتأهيل المعلمين، وتحدثت عن دور شركات دولية في تفعيل عمل المدارس التي يحرص القطريون على القول إنها"تهتم بالمواد الاسلامية والقيم المجتمعية وتحترم المعتقدات والموروث الثقافي". وأثار مشاركون في المنتدى تساؤلات عن كيفية الترخيص للمدارس المستقلة وشروط ذلك، وقالت الهيدوس:"اننا نركز على عملية التقطير في وظائف العاملين في هذه المدارس". ولفت عادل السيد الى أن هناك شرطاً بأن لا يقل عدد القطريين الذين يعملون في المدارس عن سبعين في المئة، وكان لافتاً أن تساؤلات دارت عن أسباب وجود نظامين للتعليم حاليا نظام وزارة التربية ونظام المدارس المستقلة وبدا من الاجابات أن النظام الجديد سيحل على مدى السنوات المقبلة في محل النظام التعليمي الحالي. ولم تكن مشاكل التعليم في الخليج بعيدة عن المناقشات. وتمنت الدكتورة رفيعة غباش رئيسة جامعة الخليج في البحرين أن"يتم طرح مشاكل التعليم في قطر والخليج لنعرف مكامن الخلل"، أما وكيل وزارة التربية في الكويت حمود السعدون فشدد على اهمية التركيز على"الهوية الوطنية"للقطريين في النظام التعليمي الجديد، فرد مدير هيئة التقويم عادل السيد مؤكداً على الاهتمام ب"الهوية"و"التقطير".