أكدت لجنة برلمانية بريطانية انه كان الاولى ببريطانيا فتح تحقيقات بعد معلومات صادرة عن اجهزتها الامنية حول سوء معاملة عسكريين اميركيين لمعتقلين في العراق وافغانستان وغوانتانامو. وستمثل المجندة الاميركية ليندي انغلاند المتهمة بعمليات تعذيب امام القضاء الاميركي في ايار مايو المقبل. وطالب الديموقراطيون في مجلس الشعب الاميركي بإجراء تحقيق في هذه القضية. وأعلنت اللجنة البرلمانية للاستخبارات والامن ليل اول من امس، ان بعض الضباط البريطانيين"حضر او اجرى"اكثر من الفي عملية استجواب لمعتقلين، ولاحظ خلالها ما لا يقل عن 15 مناسبة لانتهاك اتفاقات جنيف او القوانين السارية داخل القوات البريطانية. وجاء في تقرير للجنة:"تحقيقاتنا تشير الى وجود ما لا يقل عن 15 مناسبة حصلت فيها انتهاكات"لاتفاقات جنيف او القوانين البريطانية في شأن المعتقلين. واستجوب ضباط من جهاز الاستخبارات الخارجية البريطانية ام-آي 6 مرتين عامي 2003 و2004 معتقلين غطى عسكريون اميركيون وجوههم وكان احدهم مقيداً. واكد هؤلاء الضباط انهم لم يكونوا يعرفون هل تلك الممارسات محظورة بموجب القوانين السارية في بريطانيا. واشارت اللجنة الى حالات شكا فيها الضباط البريطانيون من معاملة الاميركيين لبعض المعتقلين، ولكن من دون ان تتلقى شكاواهم اي متابعة. واضاف التقرير:"على السلطات البريطانية ان تتابع كل التقارير من هذا النوع وان تجري بمقدار امكاناتها تحقيقا معمقاً". الى ذلك اعلن مسؤولون عسكريون اميركيون ان المجندة ليندي انغلاند التي اصبحت رمزاً للفضائح التي ارتكبت في سجن ابو غريب القريب من بغداد لظهورها في صورة وهي تجر معتقلاً عراقياً عارياً برسن مربوط بعنقه، ستمثل في ايار مايو امام محكمة عسكرية. وجاء في بيان للجيش الخميس ان المجندة البالغة 22 عاماً ستمثل امام محكمة عسكرية في الثالث من ايار في قاعدة فورت هود العسكرية تكساس - جنوب بتهمة سوء معاملة معتقلين والتخلف عن الواجب والقيام بتصرفات غير لائقة وتواجه في حال ثبوت التهمة عليها عقوبة بالسجن ل16 سنة. وستكون الشخص الثاني الذي يحاكم امام محكمة عسكرية في الولاياتالمتحدة في اطار فضيحة ابو غريب. وفي كانون الثاني يناير حكمت محكمة عسكرية في فورت هود على الجندي تشارلز غرانر الذي يعتبر المسؤول الرئيسي عن عمليات التعذيب في السجن عشر سنوات. وخلال محاكمته اكد انه تصرف بأمر من اجهزة الاستخبارات العسكري. وفي نهاية نيسان ابريل تصدرت انغلاند الاحتياطية في سلاح البر الاميركي التي خدمت في وحدة للشرطة العسكرية في ابو غريب، الانباء في وسائل الاعلام الاميركية والدولية بعدما ظهرت في صور وهي تسيء معاملة معتقلين في السجن ولا سيما اساءات ذات طبيعة جنسية. ومنذ اتهامها، تؤكد ليندي انغلاند ومحاموها انها كانت تنفذ اوامر رؤسائها الذين كانوا يريدون اخضاع المعتقلين. في واشنطن دافع الرئيس الجمهوري للجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ عن وكالة الاستخبارات المركزية سي آي اي في مواجهة اتهامات بأنها عذبت معتقلين ولكنه سرعان ما واجه جبهة موحدة من الديموقراطيين الذين يريدون من اللجنة التحقيق في التعذيب. واعرب السناتور الجمهوري بات روبرتس عن ثقته في ان اجراء الكونغرس تحقيقاً في ادعاءات التعذيب لن يكون ضرورياً لأن المفتش العام ل"سي آي اي"يضطلع بمراجعة عامة لهذه القضية. وقال روبرتس في منتدى عام قرب مبنى الكونغرس"اعتقد ان لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الى جانب لجنة لاستخبارات في مجليس النواب تدركان جيداً ما تفعله" سي آي اي"في الخارج دفاعاً عن امتنا وهي لا تعذب اي معتقل". ولكن العضو الديموقراطي البارز في اللجنة السناتور جون روكيفيلر اصدر بيانا قال فيه ان كل الديموقراطيين السبعة الاعضاء في تلك اللجنة الرقابية المؤلفة من 15 عضوا يطالبون باجتماع الاسبوع المقبل للبحث في اجراءات تؤدي الى تحقيق. وطلب الديموقراطيون بالاجماع بعقد هذا الاجتماع في رسالة بعثوا بها الى روبرتس.