افتتحت في الرستمية الواقعة جنوب شرقي بغداد "مدرسة عليا للجيوش" لتأهيل كوادر الجيش العراقي الجديد يعتبر مسؤولون محليون واخرون في حلف شمال الاطلسي ان ملامح مستقبل العراق ترتسم الى حد ما داخلها، من خلال تعليم الطلاب العقيدة العسكرية للحلف. جاء ذلك فيما يسود الاعتقاد بأن قوات التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة لن تتمكن من القضاء على التمرد وسيكون على العراقيين تولي ضمان أمنهم بأنفسهم. ولا يخفي المسؤولون العسكريون الاميركيون انهم يعولون كثيراً في هذا الاطار على نقل تدريجي للمسؤوليات الامنية الى العراقيين الذين يعيشون يوميا على وقع العمليات الانتحارية التي تستهدف مراكز التطوع للجيش والشرطة. وأكد رئيس الوزراء العراقي ابراهيم الجعفري عند تدشين المركز الثلثاء أمام مجموعة من الضباط الذين يتدربون فيه والامين العام للحلف ياب دي هوب شيفر ان العراقيين يريدون جيشاً قادراً على مواجهة الواقع اليومي أي الارهاب. وقال للطلبة: "نريدكم ان تكونوا ممثلين للعراق كله". الا ان مسؤولين في الحلف الاطلسي يقولون ان الطموح في تحويل قوات مسلحة كانت مهمتها الاساسية تنحصر في دعم سلطة الرئيس السابق صدام حسين الى جيش نظامي محترف على النمط الغربي يعد تحدياً حقيقياً. وقال الجنرال الايطالي بيار جورجيو سيغالا مساعد قائد بعثة التدريب التابعة للحلف ان "أكبر مشكلة في هذا البلد هي ضرورة تغيير العقليات ونمط التفكير". واضاف: "من الصعب تحقيق ذلك مع الاكبر سنا لذلك اعتقد بأنه من الضروري ايلاء اهتمام أكبر للشبان لاعداد الزعامة القادمة لهذا البلد". وأوضح ضابط اميركي طلب عدم كشف هويته انه "من السهل اعادة تشكيل جيش لكن العمل على جعل مؤسسات هذا الجيش قابلة للحياة يشكل الصعوبة الحقيقية". وبعثة التدريب الصغيرة التابعة للحلف الاطلسي والتي تتكون من اقل من مئتي شخص وتعنى فقط بالرتب العليا مرتبطة بصورة وثيقة بالبعثة الأكبر حجماً بكثير وهي التابعة للقوة المتعددة الجنسية التي تعمل على تدريب الجزء الاكبر من القوات المسلحة وقوات الشرطة العراقية والتي يصل قوامها حتى الآن الى نحو 180 ألف رجل، وتخضع البعثتان لقيادة الجنرال الاميركي مارتن دمبسي. ويدرب الحلف الجيش العراقي في المركز الثقافي السابق في بغداد الذي افتتح ايضا الثلثاء وفي "الاكاديمية العسكرية" في الرستمية التي تبعد عشرة كلم عن وسط العاصمة. وكان البريطانيون هم الذين انشأوا هذه الاكاديمية التي اصبح اسمها الآن "جامعة الدفاع الوطني" عام 1928 في عهد الانتداب. وفي هذا الموقع الخاضع لحماية مشددة والمحاط بارض خلاء واسعة يتخرج كل عام نحو 900 ضابط وضابط صف. ومعظم هؤلاء من عناصر الجيش السابق الذي تم حله بعد سقوط نظام صدام حسين في ربيع 2003. وفي هذا المكان يتلقى المجندون الجدد وبينهم امرأتان دروساً نظرية تشمل اللغة الانكليزية والمعلوماتية على أيدي معلمين تابعين للحلف الاطلسي تلقوا بدورهم دورات تدريبية. ورداً على سؤال عما اذا كانوا يدرسون العقيدة العسكرية للحلف الاطلسي، اجاب الجنرال سيغالا بلا تردد "نعم".