مع ان حبكة فيلم"خطة للطيران"الذي تقوم ببطولته الممثلة الأميركية جودي فوستر بالغة التعقيد وكان ممكناً ان تثير أسئلة عدة حولها، إلا ان صديقي، وبعد خروجنا من صالة العرض، اختار الجزئية التي تهمنا كعرب. فبعدما شاهدنا الفيلم أثار سؤالاً عما ستفعل اذا كنت في الخارج ووجهت إليك أصابع الاتهام حول عمل إرهابي لكونك عربياً في المكان الخطأ؟ فكان جوابي هو أن أظهر أكبر قدر من الصبر والتحمل الى أن ينجلي الضباب وتظهر الحقيقة. جودي فوستر التي تعمل مهندسة طيران مع ابنتها البالغة من العمر ست سنوات، متجهة بالطائرة في رحلة عادية من برلين الى الولاياتالمتحدة برفقة تابوت يحمل جثة زوجها الذي قتل في حادث. والعصابة التي قتلته وضعت أجهزة الكترونية ومتفجرات في تابوته ويقودها ضابط أمن موظف في شركة الطيران تساعده إحدى المضيفات. بعد ثلاث ساعات من الطيران تصحو فوستر لتكتشف ان ابنتها اختفت من على متن الطائرة. يقتنع قائد الطائرة وأفراد طاقمها الى أن فوستر تعاني أزمة نفسية فيحاولون اقناعها بأن ابنتها قتلت في الحادث نفسه الذي تعرض له زوجها. المهم في الموضوع ان في لحظات توترها تنفجر فوستر موجهة الاتهام بخطف ابنتها الى عربي يجلس في الصف الأمامي وتدعي انه كان يراقب تحركاتها في برلين، وعزز شكها تفهم بعض الركاب لهذا الاتهام. والمفارقة ان العربي لا يجد ما يبرئ ساحته إلا تصريحه بأنه كان زائراً في برلين وانه لا يعرف المدينة جيداً، ولإثبات ذلك يظهر فاتورة حسابه في أحد الفنادق. تعبث فوستر خلسة بأسلاك الكهرباء في الطائرة مطفئة الأنوار لكي تضغط على قائد الطائرة للبحث عن ابنتها، فينهال أحد الركاب بالضرب على العربي متهماً إياه بأنه وراء هذا الخلل. المسافرون العرب ومنذ 11 أيلول سبتمبر وثم انفجارات مدريدولندن موضع شك اينما كانوا. ففي معظم الأحيان نلفت انتباه رجال الشرطة والجمارك، ان كان في برلين أو نيويورك أو لندن، وهم في معظم الأحيان يحسنون المعاملة، لكنهم عادة يأخذون مزيداً من الوقت في التمعن في سحناتنا وجوازات سفرنا وأمتعتنا الشخصية. وما علينا إلا أن نظهر مقداراً كبيراً من الصبر وأن نستعيد في ذاكرتنا دائماً ما سببه لهم ولنا أبناء جلدتنا وديننا. ان سلوكيات رجال الشرطة والجمارك أمر محتمل ونستطيع ان نتكهن بحدوده أو عواقبه. لكن ماذا ستكون ردود أفعالنا عندما توجه إلينا أو الى أبنائنا أو أصدقائنا أصابع الشك من غوغاء كما حدث للعربي الذي اتهمته فوستر بأنه وراء اختفاء ابنتها؟ قلق صديقي بعد خروجنا من الفيلم كان من رد فعل الغوغاء أكثر من معاملة رجال الشرطة في المطارات. فالتأخير والتصوير وأخذ البصمات تظل أموراً محتملة، لكن التعرض لهجوم غوغاء، أمر قد لا يصلحه الدهر ولا تمحوه الذاكرة. كاتب كويتي.