ثمة أمران لا شك في صحتهما: الأول، أن كل الحوادث التي وقعت في السنوات الأخيرة واطلق عليها لفظ"الإرهاب"من تفجيرات لندن الى مدريد الى نيويورك وواشنطن... الخ، هي أحداث كريهة للغاية، وباعثة لأشد الحزن والاستياء، ولا يمكن الدفاع عنها أو تبريرها بأي عذر من الأعذار. والأمر الثاني، ان هناك نظرية كاملة ومنتشرة أوسع انتشار في مختلف أنحاء العالم حول هذه الأحداث، يرددها السياسيون والكتّاب ووسائل الإعلام، ليل نهار، من دون انقطاع، وتشمل تحديد المتهم وديانته وبواعثه على ارتكاب هذه الجرائم، المتهم هو اسامة بن لادن وأعوانه، ومنظمتهم تسمى"القاعدة"وديانتهم الإسلام وبواعثهم متعددة، منها الانتقام مما يقوم به الغرب، وبالذات الولاياتالمتحدة، من أعمال عدوانية ضد العرب والمسلمين، خصوصاًَ في العراقوفلسطين. ومنها الحقد والكراهية اللذان يفسران بدورهما بتفسيرات مختلفة، فيشار أحياناً الى أن هناك مبادئ في الدين الإسلامي تحض على الحقد والكراهية، ويشار أحياناً الى حقد الفقراء في بلاد العرب والمسلمين على الأغنياء في بلاد الغرب، وأحياناً الى كراهية الاباحية الجنسية في الغرب، وأحياناً الى كراهية شيء غامض يطلق عليه"نمط الحياة الغربي أو الأميركي"، وأحياناً يشار الى الرغبة في تطبيق الشريعة الإسلامية من دون توضيح أين يراد تطبيقها بالضبط وكيفية تنفيذ ذلك... الخ. النظرية إذاً جاهزة وكاملة، ولكنها رغم انتشارها الواسع، لم تفلح في اقناعي، ولا زلت أجد صعوبة بالغة في ابتلاعها، بل انني لاحظت على كثيرين من معارفي درجة مماثلة من النفور منها وعدم الاستعداد لتصديقها، وإن لمست هذا النفور وعدم التصديق في الكلام المباشر وجهاً لوجه، أكثر بكثير مما لمسته في الكتابات المنشورة أو في تعليقات التلفزيون أو الراديو. التصديق رسمي وعام، ويقال على الملأ بثقة وحسم، وعدم التصديق خاص وشخصي، ويقال بحذر وتردد، بل وبيأس من أن يقبله الآخرون. فكرت في أن أجلس وأكتب باختصار كل الأسباب التي تجعلني اشك في النظرية السائدة، ولنسمها"نظرية الإرهاب"، على أمل أن يؤدي وضع هذه الأسباب جنباً الى جنب، الى القاء ضوء أقوى بكثير مما يلقيه كل سبب إذا ذكر على حدة، بل وقد يؤدي ذلك الى تقوية قلوب غير المصدقين، وتدعيم موقفهم، بل ومن يدري قد يؤدي الى توجيه الأذهان في اتجاهات أخرى للبحث عن تفسيرات أخرى لما حدث، مختلفة تماماً عن التفسيرات السائدة وهو يؤدي الى توجيه اصبع الاتهام الى متهمين من نوع مختلف تماماً. عندما جلست لأحصر أسباب الشك، وجدتها لا تقل عن 16 سبباً بالتمام والكمال. فلماذا لا أعرضها على القارئ اللبيب باختصار شديد، تاركاً له فرصة للتفكير والتمحيص، بل وأيضاً لأن يضيف اليها أسباباً أخرى من عنده؟ ها هي أسبابي الستة عشر: 1- في أحداث بهذه الخطورة، وهذه القسوة، ولها هذا العدد الكبير من الضحايا الأبرياء، وتثير هذا القدر الكبير من الخوف، وتفقد الكثير من الشعور بالأمن على أنفسهم وأولادهم، بل وبدأت تجعل الحياة أكثر فأكثر ذات مذاق مرّ وتجعل البلاد التي يمكن أن يشعر فيها المرء بالطمأنينة اقل وأقل، ألا يتوقع المرء أن يسير التفكير بحذر شديد في محاولة الفهم والتفسير، وفي توجيه الاتهام وتحديد الجناة والدوافع، وتقليب الأمر على وجوهه المختلفة وطرح كل الاحتمالات من دون استبعاد أي شبهة ممكنة؟ العكس بالضبط هو الذي حدث، ففي كل مرة تحدث فيها الجريمة، وبلا استثناء، يوجه الاتهام بسرعة فائقة، بل ربما بعد ساعة أو ساعتين من وقوع الجريمة وبطريقة قاطعة ومدهشة في حسمها ويقينها. وهذا أمر لا بد أن يثير الشك. 2- من المبادئ المستقرة في التحقيقات الجنائية"ابحث عن المستفيد من الجريمة"، وهو مبدأ معقول جداً ومنطقي تماماً، إذ لا أحد يرتكب جريمة، خصوصاً إذا كانت بهذه الفظاعة، إلا إذا كان يتوقع فائدة من ورائها. فإذا كانت الجريمة تقترن بقتل المجرم نفسه، أي بالانتحار، فلا بد أن المنفعة المتوقعة كبيرة جداً حتى تبرر هذه التضحية الجسيمة. ولكن المتهم في هذه الجرائم لا يبدو انه يحقق أي نفع من ورائها، بل العكس بالضبط هو الصحيح، اذ يعود عليه من الضرر عدا موت بعض اتباعه منتحرين ما يفوق أي نفع متصور. الاسلام يضار بهذه الأعمال ولا يستفيد شيئاً منها، والمسلمون والعرب يدفعون ثمناً عالياً لهذه الأعمال، من دون ان يجنوا من ورائها شيئاً. بل ان المجرمين في معظم الأحوال لا يتركون لنا حتى ورقة صغيرة يقولون لنا فيها الذي يريدونه، وما الثمن الذي إذا دفعناه توقفوا عن جرائمهم. الجريمة اذاً، طبقاً لهذه النظرية، ترتكب من دون ان يكسب المجرم المزعوم شيئاً من ورائها، وهو ايضاً أمر يثير الشك والارتياب. 3- في جريمة بهذا الحجم، وهذه الغرابة، يتوقع المرء ان تذهب الظنون في مذاهب شتى، فأصحاب العداوات كثيرون، والمختلون عقلياً كثيرون ايضاً، في داخل البلاد التي ارتكبت فيها هذه الجرائم أو خارجها، والتاريخ الحديث مليء بأمثلة على جرائم لا تقل غرابة ارتكبها أشخاص لم يكن متطرف الذهن الى الاشتباه فيهم ولدوافع غريبة وغير مفهومة تماماً، كتلك الجرائم التي ارتكبها تلاميذ صغار قتلوا بعض زملائهم واساتذتهم بسبب اختلال عقلي أصابهم من جراء طول تعرضهم لأفلام خيالية مدهشة. إذا كان كل هذا ممكن الحدوث فلماذا هذا الاجماع أو شبه الاجماع على اتهام شخص واحد، هو هذا الشخص الملتحي الآتي من الصحراء دون غيره؟ 4- ثم فلنفرض جدلاً ان هذا الانتشار الواسع لنظرية الارهاب الاسلامي سببه انها أكثر النظريات معقولية، ألا تستدعي خطورة الجرائم ان يتسع الصدر للاستماع لآراء القلة التي تقول نظريات أخرى؟ أليس صحيحاً انه كلما زادت الخطورة وجب ان يزيد الجهد العقلي المبذول لمواجهتها؟ أو لا يتطلب ذلك ان نكون مستعدين لسماع كل رأي والإنصات الى كل وجهة نظر، وعدم استبعاد اي احتمال؟ على العكس، نجد ضيق صدر مدهش أمام أي تعبيرعن رأي مختلف، وتراجعاً سريعاً من جانب الكثيرين الذين تجرأوا على ذكر أي تفسير آخر، والاسراع باتهام كل رأي مغاير بأنه مجرد عودة الى"نظرية المؤامرة"مع ان نظرية الارهاب السائدة أقرب الى استحقاق اسم"نظرية المؤامرة"من بعض التفسيرات الأخرى التي تعطى هذا الاسم. ألا تفترض النظرية السائدة ان بن لادن وأعوانه يتآمرون في الخفاء وباستمرار ولا يصيبنا منهم إلا النتيجة النهائية لهذه المؤامرات الخفية؟ 5- التحقيقات التي يعلن عنها كثيرة، والقبض على المشتبه فيهم لا يتوقف، ولكن ما السبب في هذه الندرة المدهشة في ما يذاع علينا من نتائج التحقيقات؟ ما أكثر ما ينشر عن هذه الجرائم وضحاياها، ولكن ما أقل ما ينشر عن تفاصيل حياة المجرمين منذ نشأتهم وعن بيئتهم الاجتماعية، وبالذات عن أقوالهم أثناء التحقيق معهم، ومضمون اعترافاتهم ان كانوا قد اعترفوا بشيء والاسباب التي قدموها لتبرير أفعالهم، على رغم الاهمية القصوى لهذه المعلومات والفائدة الكبرى التي يمكن ان نجنيها من ورائها لاجتثاث الارهاب من جذوره. هل هناك يا ترى الكثير من نتائج هذه التحقيقات وهذه الأقوال مما لا يراد معرفته وإذاعته بين الناس؟ 6- لماذا فشلت الجهود المبذولة للقبض على زعماء تلك التنظيمات التي تنسب اليها هذه الجرائم؟ بل ما هي هذه الجهود أصلاً؟ ما أقل ما نسمعه عنها، مع ان الجائزة التي يمكن ان نحصل عليها من القبض على هؤلاء الزعماء لا تقدر بثمن؟ هل صحيح ان هذا الزعيم الملتحي ومساعديه وأعوانه على هذا القدر من الذكاء ويمتلكون من القدرات ما يحير أقوى الدول وأعتى الجيوش وأذكى أجهزة الاستخبارات؟ 7- الشك يزداد كلما سمعنا عن شريط مسجل يصل الى قناة تلفزيونية شهيرة، يحتوي على كلام وصور المفروض انها لزعيم التنظيم أو مساعده، وقد ظهرت الى جانب الزعيم أو المساعد بندقية، والكلام كله، عدا انه يتضمن الاعتراف بالجريمة، يتوعد بمزيد من الهجوم والمزيد من الخراب. ففي هذا كله أكثر من شيء محير. القناة التلفزيونية التي تذيع هذه الشرائط المسجلة تنتسب الى دولة بينها وبين دولة كبرى من أهم الدول المعتدى عليها، صداقة حميمة، فلماذا لم تتدخل هذه الدولة الكبرى أو تلك الدولة الصغيرة الصديقة، لمنع اذاعة مثل هذه التسجيلات مع ان هناك سبباً وجيهاً للظن إذ كانت النظرية السائدة عن الارهاب صحيحة ان هذه التسجيلات قد تحفز بعض المجرمين المحتملين على أن يصبحوا مجرمين حقيقيين؟ هناك شيء آخر محير. ففي احدى قصص"علي بابا والاربعين حرامي"ارسلت مرجانة خادمة علي بابا من يسير وراء اللصوص حاملا كيساً من الدقيق به ثقب، فكان يسقط منه الدقيق طوال سيره حتى وصل الى بيت اللصوص، وبهذا تمت معرفة مكانهم وسهل القبض عليهم. فهل أجهزة الاستخبارات العالمية عاجزة حقاً عن ابتداع طريقة مماثلة لتتبع الشخص القادم بالشريط، وهو في طريق عودته بعد ذلك الى قادة التنظيم؟ 8 - الثمن الذي يدفعه المنتحر، وهو حياته، لا يبدو انه يتناسب أبداً مع ما يطلبه، او ما يزعم انه يطلبه، وهو تحرير العراق أو فلسطين. لا أعني بذلك بالطبع ان تحرير العراق أو فلسطين ليس مطلباً غالياً يستحق التضحية من أجله بالنفس والنفيس، ولكنني أقصد المقارنة بين حجم التضحية قتل النفس وبين حجم الأثر المحتمل لهذه التضحية في تحقيق هذا التحرير. بعبارة أخرى، ما نوع التفكير الذي طاف بذهن مرتكب الجريمة ودفعه الى الاعتقاد بأن تفجير بعض عربات مترو الانفاق في لندن، او حتى برجي التجارة العالمية في نيويورك، يمكن بالفعل ان يؤدي الى تحرير العراقوفلسطين، وان احتمال ان يتحقق هذا التحرير كبير لدرجة تبرر التضحية بنفسه؟ تفكير غريب وغير طبيعي وغير متوقع. 9 - الذين ينفذون هذه الجرائم يقال انهم ينتحرون، وانهم يذهبون لتنفيذ جرائمهم وقد عزموا عزماً أكيداً على الانتحار، والذي يحفزهم على هذا العمل الفظيع اشياء تتعلق بالعقيدة او السياسة أو الاثنين معاً. والسؤال هو: أليست هناك نسبة معينة من المقبلين على الانتحار تتوقع أن تعيد التفكير في الأمر، وان تعدل عن فكرتها الفظيعة، بسبب الدافع الطبيعي للتمسك بالحياة والخوف الطبيعي من الموت؟ اليس من الطبيعي جداً ان يفكر بعض هؤلاء في الذهاب الى أحد أقسام الشرطة، ويعلنوا عن ندمهم وتوبتهم، بل وقد يبدون استعداداً للافصاح عن اسماء زملائهم وموجهيهم الى هذا العمل الخطير؟ أليس غريباً ان هذا لا يحدث أبداً؟ الانتحار دائم يتم، ولا يتحول أبداً الى شروع في الانتحار او عدول عنه. شيء يثير الريبة حقاً! 10 - التاريخ المعروف للمتهم الرئيسي اسامة بن لادن لا ينسجم بتاتاً مع الاعمال المنسوبة اليه الآن. لقد بدأ الرجل حياته شاباً لاهياً وباحثاً عن الملذات، وقد روى عنه ارتياده لملاهي بيروت في مطلع شبابه، قبل ان ينضم الى المحاربين لمصلحة الولاياتالمتحدة وضد الاتحاد السوفياتي في افغانستان. وليس من المعروف عن الطبيعة البشرية ان المرء الذي يبدأ حياته شاباً لاهياً، يميل في متنصف حياته أو قرب نهايتها الى التضحية بكل شيء من أجل المبدأ أو الدين، وان ينتهي متديناً ورعاً بعدما بدأ عابثاً مستهتراً لا يأبه بشيء. 11 - من المعروف ايضاً ان أسرة هذا الرجل بن لادن ظلت فترة طويلة وربما لا تزال على علاقة وثيقة بجماعة من اصحاب المصالح المالية والسياسية الكبرى في الولاياتالمتحدة، وبخاصة في ما يتعلق بقطاع النفط. وليس غريباً أن ينهض احد أفراد هذه الاسرة بتقديم خدمات مهمة للولايات المتحدة في افغانستان او غيرها ضد السوفيات، ولكن من الغريب بلا شك ان يقود هذا الرجل، في ما بعد تنظيماً ارهابياً ضد الولاياتالمتحدة واصدقائها. 12 - يلاحظ ان حوادث"الارهاب"تسارعت بشدة بعد حدوث تغير مهم في الظروف الدولية، منذ نحو خمسة عشر عاماً، وهو انتهاء الحرب الباردة وسقوط الاتحاد السوفياتي والكتلة الاشتراكية، وانفراد الولاياتالمتحدة بمركز الدولة العظمى في العالم. لا يحتاج المرء الى الكثير من التأمل ليرى ان كل الاسباب التي تقدم لتفسير الارهاب، طبقاً للنظرية السائدة لم يطرأ عليها أي تغير مهم خلال مدة طويلة تزيد بكثير على خمسة عشر عاماً، وقد تصل الى قرون عدة. فاذا كان سبب الارهاب هو ما يفعله الاسرائيليون بالفلسطينيين، فإن هذا السبب قديم بدوره اذ يعود الى اكثر من نصف قرن، واذا كانت الكراهية والحقد على الغرب هما السبب، فما الجديد بالضبط الذي اشعل نيران هذه الكراهية وهذا الحقد فسبّب كل هذا الارهاب؟ 13 - اذا كانت هناك شكوك قوية في وجود أي نفع للعرب او المسلمين من وراء الاعمال الارهابية، فإن هناك دولاً وجهات أخرى تصلح أكثر من العرب والمسلمين بكثير لاعتبارها"مستفيدة من الجريمة". فأعداء العرب والمسلمين كثيرون، ممن يهمهم الصاق التهمة بالعرب والمسلمين، إما لتبرير بعض الاعمال الوحشية التي يقومون بها في بلاد عربية واسلامية، أو لتبرير الهجوم على بعض هذه البلاد او اعادة ترتيبها او تقسيمها... الخ. 14 - تصادف أم لعلها ليست صدفة بالمرة ان هذه الامة التي يوجه اليها الاتهام بالارهاب اكثر من غيرها، تقطن منطقة من العالم تحوز كميات هائلة من مادة اولية ثمينة للغاية، ويتنافس عليها، في هذه الحقبة الزمنية بالذات، دول قوية كثيرة، وتتصادم بشأنها مصالح شركات عملاقة تنتسب الى دول مختلفة. وهي شركات عرفت عنها القدرة على تسخير القوة العسكرية لدولها لتحقيق مصالحها هي، فضلاً عن قدرتها على تعبئة وسائل الاعلام لخدمة هذه المصالح. للكاتب الانكليزي الشهير ادموند بيرك كلمة بليغة قد يكون من الملائم جداً اقتطافها هنا:"انني لا أميل الى تصديق شخص يطلق اوصافاً شريرة على شخص آخر اذا كان الاول ينوي سرقة الثاني. وأميل الى اعتبار أي ذم يطلقه شخص على آخر مختلقاً او مبالغاً فيه كلما كان هناك بعض الكسب المتوقع من وراء هذا الذم. ان العدو لا يصلح شاهداً، اما السارق فشاهد أسوأ منه". 15 - تصادف ام لعلها ليست محض صدفة صدور الكثير من الكتب والتقارير والتحليلات والتعليقات التي تشهّر بالعرب والمسلمين، وكثرة الكلام عن عيوبهم الحقيقية والمختلفة، القديمة والجديدة، مع زيادة احداث الارهاب، حتى تلك العيوب التي لا يمكن بسهولة الربط بينها وبين الارهاب. فالعلاقة ضعيفة جدا، في ما يبدو، بين اعمال الارهاب ومركز المرأة في الإسلام، أو بين الإرهاب وضعف ساهمة العرب في البحوث العلمية والتكنولوجيا المتقدمة بل انه اذا صحت النظرية السائدة عن الارهاب لوجب الاعتراف بتقدم العرب والمسلمين في السنوات الاخيرة في العلم والتكنولوجيا. 16 - بمجرد ان حدث ذلك الحادث الارهابي الفظيع في 11 أيلول سبتمبر 2001، بدأت الولاياتالمتحدة تتكلم عن اعمال عسكرية في تلك المناطق الغنية بالبترول، وسرعان ما بدأت تنفيذ هذه الاعمال العسكرية، رغم ثبوت عدم وجود أي صلة بين بعض هذه البلاد التي تمت مهاجمتها واحتلالها، وبين التنظيم الذي تنسب اليه قيادة الارهاب. وقد لفت نظر البعض ان هذا الهجوم على افغانستانوالعراق وزيادة الوجود العسكري الأميركي في أواسط آسيا، حيث توجد ايضاً مصادر غنية بالنفط، وقعا بعد وقت قصير جداً من وقوع العمل الارهابي في 11 ايلول. كما لفت نظر البعض ان الترتيبات لهذا الهجوم ولهذا الوجود العسكري كانت قد بدأت حتى قبل وقوع هذا العمل الارهابي. وقد دفع هذا البعض الى القول إنها"صدفة مدهشة"، أو فإن هذا العمل الارهابي كان، في نظر المخططين للهجوم"صدفة سعيدة جداً"، اذ مدهم بتبرير للهجوم كان من الصعب جداً العثور على مثله. هذه"الصدفة"هي ما ينطبق عليه القول المأثور"رب صدفة خير من ألف ميعاد". ولكن المفروض في التفكير العلمي ان يحاول المرء التقليل بقدر الامكان من تفسير اي ظاهرة بأنها"صدفة"بخاصة اذا كانت هذه الصدفة"سعيدة جداً"الى هذه الدرجة في نظر المستفيدين منها. على أي حال، فإن اقتران هذه الصدفة بعمل آخر كان قد اتخذ القرار بشأنه والترتيب لحدوثه قبل وقوع هذه"الصدفة"بسنوات عدة، لا بد على الاقل ان يثير بعض الشك لدى أي قارئ لبيب. كاتب وأكاديمي مصري.