تحظى السينما العربية بجانب كبير من الحضور في مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي ال 21، إذ تشارك فيه خمس دول عربية هي: الجزائر، وتونس، والمغرب، والعراق، ومصر. ويمثل الجزائر في المسابقة الرسمية لسينما البحر المتوسط فيلم"تحيا الجزائر"سيناريو واخراج نادر مكناش، وهو واحد من جيل السينمائيين الجدد الذين درسوا في اميركا ويقدمون نظرة جديد. وقد تلقى الفيلم تمويلاً من مؤسسة فرنسية مستقلة. ويرسم فيلم"تحيا الجزائر"صورة سوداء لجيل من الشباب بلا أوهام حيث ترغم فتاة تُدعى"ج وسام"على الخروج الى المنفى بصحبة أمها، وتهجران القرية الى العاصمة وتعكس الاحداث السعي المحموم للتحرر الجنسي لدى الشخصيات الرئيسة في الفيلم من خلال مقارنة بين فتاة ليل وفتاة تعمل في محل متواضع للتصوير الفوتوغرافي تدين بوضعها كامرأة"حرة"الى علاقة تقيمها مع طبيب ينفق عليها". الفيلم من بطولة البلجيكية المولد، والمغربية الأصل لبنى الزبال مع الممثل المصري الاصل الراحل وجيه تكلا، وتقول لبنى عن دورها في"تحيا الجزائر"، تحولت امام الكاميرا الى هذه المرأة المجبرة على قبول الوضع الذي تعيشه من دون نقاش، وبقيت تلك المرأة راضخة الى أن وجدت نفسها ضائعة، ولا تعرف كيف تتخلص من الديكتاتورية المفروضة عليها. من جهة ثانية، اعتقد ان قبولي تصوير مشاهد جريئة اعرف انها سيثير ردود فعل كبيرة". وأضافت"ان هذه الادوار تلعب دورًا في هز الضمائر تجاه كيان المرأة في بلادنا". ويعرض للجزائر خارج المسابقة في مهرجان الاسكندرية فيلم"شاي انيا"اخراج سيد ولد خليفة. ويشارك المغرب في المسابقة الرسمية بفيلم"باب البحر"اخراج داوود اولاد سيد، بينما يعرض له خارج المسابقة فيلم"خيط الروح"من سيناريو واخراج المغربي المقيم في شيكاغو حكيم بلعباس، وتمثيل عز الدين بوعياد، لورا ماركس، هدى ريحاني. ويتناول هذا الفيلم قصة مهاجر على مشارف الموت يعود بصحبة ابنته وهي فتاة اميركية ليزور مسقط رأسه، وهناك يتصالح مع ما تركه فيه من خصومات وذكريات مقلقة،"خيط الروح"هو الفيلم الاول للمخرج حكيم بلعباس الذي درس وعمل في فرنسا قبل ان ينتقل ويدرس ويعمل في الولاياتالمتحدة الاميركية، وتلقى فيلم"خيط الروح"دعماً مالياً مليون و500 ألف درهم من لجنة دعم الانتاج السينمائي المغربية. ويعرض لتونس في المسابقة الرسمية فيلم"التملص"من اخراج عبد اللطيف كشيش، وهو انتاجك مشترك مع فرنسا، بينما تشارك العراق خارج المسابقة بفيلم"غير صالح"للعراقي عدي رشيد، الذي يعتبر اول فيلم عراقي روائي طويل يُنجز في بغداد بعد سقوط نظام صدام حسين. ويحكي هذا الفيلم عن حيرة وضياع مجموعة من الشباب، وذلك من خلال تعقيدات حياتهم الجديدة في الايام التي اعقبت سقوط صدام، وذلك الموت الذي صار رفيقاً لهم في رحلتهم الى المستقبل. أما الدولة العربية الخامسة فهي مصر - الدولة المضيفة - التي لم يحدد حتى الآن الافلام التي ستمثلها، والمعروف ان 28 دولة تشارك في الدورة ال 21 لمهرجان الاسكندرية السينمائي التي تقام في الفترة من 7 - 13 ايلول سبتمبر المقبل، من بينها 12 دولة تتنافس في المسابقة الرسمية لسينما البحر المتوسط وهي: اسبانيا، وفرنسا، وايطاليا، والبوسنة، والصرب، والبانيا، واليونان، وتركيا، ومصر، وتونس، والمغرب، والجزائر. تكريم صاحب "القلب المحطم" يكرم مهرجان الاسكندرية الدولي، في دورته ال 21 التي تبدأ 7 الشهر المقبل، اسم المخرج التركي عمر كافور الذي يعد منذ بداياته قبل ثلاثين عاماً وجهاً بارزاً للسينما"التقدمية"في تركيا وتطورت اعماله بعد تأثره بالفكر الصوفي الذي انعكس على ابداعاته، فقد انهى عمر كافور دراسته السينمائية في فرنسا وعاد إلى وطنه عام 1974 حيث انتج القليل من افلامه، بالتمويل المشترك مع السينما الفرنسية وشارك في معظم مهرجانات السينما العالمية، وعد واحداً من تيار التجديد في السينما التركية. رحل عمر كافور عن دنيانا منذ ايام، وكان شارك في المسابقة الرسمية لمهرجان الاسكندرية السينمائي العام الماضي بفيلم"المواجهة"ويعرض له المهرجان هذا العام في إطار تكريمه فيلمي"القلب المحطم"و"الوجه السري". تتسلم درع التكريم بيكيت إلهان التي تشارك في لجنة التحكيم الدولية للمهرجان هذا العام، والتي يكرمها المهرجان ايضاً ضمن بانوراما للسينما التركية بعرض فيلمها"الجانب المظلم من القمر". كما يعرض في بانوراما السينما التركية فيلم"امي... أنا خائف"اخراج ريها ايرديم الذي شارك في كتابة السيناريو مع جونجورمو، وفيلم"محروم من الحب"سيناريو واخراج يافوز تورجل. وتشارك تركيا في المسابقة الرسمية بفيلم"العروس المعارة"اخراج عاطف يالمظ احد رواد السينما التركية، ويعد المؤسس الاول لصناعة السينما التركية حيث بدأت مسيرته في العام 1951 ويروي في فيلمه الأخير نواحي رومانسية ووطنية في الحياة الاجتماعية بتركيا والعواطف المضطربة في حقبة شهدت تحولات سياسية واجتماعية عاشها المجتمع التركي.