يصر"الحزب الاسلامي"و"هيئة علماء المسلمين"، ومعظم السنة، المشاركون في الحكم أو المعارضة، على التمييز بين"المقاومة الشريفة"والارهاب. ويتحدث كثيرون عن إمكان الحوار معها، لاستبعاد جماعة"تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين"بزعامة أبي مصعب الزرقاوي، و"البعثيين الصداميين"، حتى أن الأميركيين، وعلى لسان الناطق باسم الجيش ريك لنش يشجعون الاتجاه الى ضم المقاومة الى العمل السياسي. وعلمت"الحياة"من مصادر مطلعة أن مشاورات استخباراتية أميركية - عربية - عراقية جرت على هامش مؤتمر القاهرة للبحث في إمكان تطويق الزرقاوي. ونقل بعض الذين شاركوا في المشاورات شروط المقاومة المتمثلة ب"الجيش الاسلامي"و"جماعة المجاهدين"، و"كتائب ثورة العشرين"للمشاركة في هذه العملية. ومن هذه الشروط: العمل لإنهاء الاحتلال، وتعويض العراقيين الخسائر الناجمة عن الغزو الأميركي، واطلاق المعتقلين، وبناء مؤسسات سياسية وعسكرية غير خاضعة للنفوذ الأميركي أو الاقليمي. واضافت المصادر:"ان فحوى هذه المطالب الشروط التي عرضتها قوى مسلحة عراقية خلال المشاورات في القاهرة يتجاوز الأبعاد الأمنية إلى تطبيق قوانين صارمة لمكافحة الارهاب على غرار تلك التي تعكف المملكة الاردنية على تطبيقها بعد تفجيرات عمان". واعتبرت المصادر ان تطويق جماعة الزرقاوي في الدول المجاورة لن يؤدي إلى وقف نشاطه ما دام الاحتلال موجوداً. وهو بذلك"يلتقي مع المقاومة الوطنية التي تستطيع إنهاءه"، مشيرة إلى ان تسليمه إلى القوات الاميركية"غير وارد حتى لو تعهدت الانسحاب من العراق لأسباب اخلاقية ودينية لكن المقاومة يمكن ان تسلمه إلى حكومة عراقية كاملة الشرعية او تطرده وجماعته خارج العراق". وكشفت ان القدرة المالية الهائلة لتنظيمه تتيح له تمويل عملياته ومساومة جماعات عراقية تضطر احياناً ان تقدم اليه خدمات استخباراتية ولوجستية مقابل تمويل عملياتها ضد القوات الاميركية. واشارت الى ان تبني الزرقاوي عمليات ضد المدنيين والشيعة دفع الكثير من العراقيين ممن كانوا ينتمون الى جماعته الى التطوع في"الجيش الاسلامي"أو الجماعات المتحالفة معه. وكشفت ان تخلي اي من عناصر"قاعدة الجهاد"عن العمل ضمن الجماعة التي يقودها الزرقاوي غير متاح ومن يقدم على ذلك يوصم ب"المرتد". لكن"الجيش الاسلامي"وفر حماية للمنسحبين من"القاعدة"، وهي لا تستطيع استهداف من بدل ولاءه في هذا الاتجاه لمعرفتها ان استهدافهم يعني فتح باب جهنم على التنظيم، وقد حدثت بالفعل مواجهات عدة اسفرت عن اتفاق يقضي بعدم استهداف المتنقلين بين الجهتين. وتابعت ان قدرة الزرقاوي على توفير"الانتحاريين"من العراقيين والاجانب تعود في الأساس الى المتعاطفين من الدعاة داخل الحركة السلفية الجهادية في دول عدة، بالإضافة الى امكاناته التمويلية. ولفتت الى ان المقاومة لم تتخذ موقفاً بعد من مؤتمر القاهرة الأخير، فهي تنتظر ان تتحول"الاقوال الى أفعال". واشارت الى ان الواجهات السياسية التي ادعت تمثيلها أو تمثيل"الجيش الاسلامي"سواء قبل المؤتمر أو خلاله، لا تمثلها ولا يوجد تنسيق معها، وان عدم اعلان ذلك يعود الى ان تلك الواجهات السياسية قد تتقاطع معها في الموقف. وأكدت ان ما اشيع عن تأييد"الجيش الاسلامي"وفصائل أخرى قرارات المؤتمر"ليس صحيحاً اذ ان التلميح الى جدولة الانسحاب لا يعني إلقاء السلاح حالياً بل ان الفصائل ستنتظر لترى تطبيقات فعلية على الأرض"، في ضوء المشاورات التي حصلت على هامش المؤتمر، وقد أوصلت أفكارها وطروحاتها الى المندوبين وتنتظر الرد لطرح رؤية أكثر وضوحاً للمقاومة.