سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رفضت رعاية تسوية بين بريطانيا وفرنسا ... ووزير خارجيتها في واشنطن الاسبوع المقبل لتعزيز العلاقات . مركل في لندن تناقش ازمة الموازنة الاوروبية وتسعى الى توافق اكبر مع بلير في الاقتصاد
عقدت المستشارة الالمانية آنغيلا مركل محادثات في لندن امس، مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير تطرقت خصوصاً الى آلية التوصل الى اتفاق حل وسط لانهاء الخلاف المالي داخل الاتحاد الاوروبي، وذلك قبل عقد القمة الاوروبية التالية نهاية الشهر المقبل. ووصلت مركل الى لندن امس، قادمة من بروكسيل حيث اجرت محادثات مع مسؤولي المفوضية الاوروبية وحلف شمال الاطلسي، في اعقاب لقائها الرئيس الفرنسي جاك شيراك في باريس اول من امس. وفي وقت اكدت مركل، في اعقاب لقائها رئيس البرلمان الاوروبي جوزب بوريل في بروكسيل اول من امس، صعوبة التنبؤ في شأن فرص التوصل الى مواقف موحدة لحل أزمة الموازنة، اعلنت بعد اجتماعها مع رئيس المفوضية الاوروبية خوسيه مانويل باروسو انها تلتزم بسياسة سلفها غيرهارد شرودر التي تميل الى تأييد الموقف الفرنسي من الموازنة"كونه يصب ايضاً في مصلحة المزارعين الالمان". وتقترح بريطانيا ضمن مشروع اتفاق تعده حالياً لانهاء الخلاف المالي، تقديم تنازلات متبادلة مع فرنسا على ان تتحمل دول كبيرة اخرى مثل ألمانيا بعض الاعباء المالية الاضافية. لكن مركل رفضت تأكيد امكان رعايتها وساطة للتسوية بين فرنساوبريطانيا، في وقت اعتبر خبراء الاتحاد الاوروبي أن"الحل الاكثر مثالية لأزمة الموازنة الاوروبية يتمثل في تنفيذ إصلاحات اقتصادية في ألمانيا تساهم في احداث نمو على مستوى القارة". وكشف السفير البريطاني في المانيا السير بيتر توري جاهزية بلاده لاجراء مساومة حول موازنة الاتحاد الاوروبي وحجم الاشتراك الذي تدفعه كل دولة فيها". وهو دعا الآخرين الى اتخاذ الموقف نفسه"شرط خفض الدعم المالي الذي يقدمه الاتحاد الى المزارعين بصورة ملموسة"، في اشارة الى فرنسا المستفيدة الاكبر من الدعم، وايطاليا واسبانيا والبرتغال ايضاً. ورفض السفير توري العودة الى اقتراح لوكسمبورغ التي تولت الرئاسة الدورية للاتحاد قبل ستة اشهر، والذي طالب بتجميد تسهيلات قدمها الاتحاد الى بريطانيا في عهد رئيسة الحكومة مارغريت ثاتشر في الثمانينات من القرن العشرين، وأدت الى خفض اشتراكاتها في موازنة الاتحاد بسبب عدم وجود قطاع زراعي فيها. وشدد على ان الاقتراح"لا يصلح كأساس للمساومة لأنه يعني وجوب دفع بلاده بليون يورو اضافية. ويذكر ان وزير الخارجية الالماني فرانكل فالتر شتاينماير الذي غادر برلين امس، في جولة اوروبية تقوده الى هولندا وايطاليا واسبانيا من اجل بحث العلاقات الثنائية ومسائل اوروبية، صرح بأن المستشارة اتفقت مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك في باريس التي شكلت محطتها الاولى في جولتها الاوروبية، على مواصلة نهج اللقاءات الدورية غير الرسمية ودراسة الاقتراح البريطاني لتسوية الخلاف المالي. ويتوجه شتاينماير الى نيويورك الاثنين المقبل، وينتقل منها الى واشنطن ويلتقي وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس في اطار جهود الحكومة الجديدة"لتعزيز"العلاقات مع الولاياتالمتحدة التي تأثرت برفض المستشار السابق شرودر المشاركة في الغزو الاميركي للعراق. وفي سياق آخر، تسعى مركل الى نغمة أكثر توافقاً مع بلير، وذلك بخلاف سلفها شرودر، وصولاً الى الاتفاق على خطط لبدء صناعات خدمية والاصلاحات في قطاعي السكر والكيماويات وسواها. وفي بروكسيل ايضاً، اكدت مركل في اجتماع عقدته مع الأمين العام لحلف الاطلسي ناتو جان دي هوب شيفر،"الالتزامات الاطلسية"السياسية والعسكرية لبلادها، ما شكل مبادرة المانية لطمأنة الولاياتالمتحدة، علماً انها صرحت بأن العلاقات مع واشنطن"يمكن ان تكون أفضل". وأشارت الى تفهم بلادها لحلف"الناتو"باعتباره حلفاً سياسياً اكثر مما هو عسكري". وكررت ان المانيا لن ترسل ضباطاً الى العراق بصفة مدربين، في مقابل مواصلة اشراف عناصرها العسكرية على تدريبات في دول مجاورة. وشددت بالتالي على"نهج الاستمرار"في سياسة حكومتها.