ذكر تقريران للأمم المتحدةوالولاياتالمتحدة أن زراعة الأفيون في أفغانستان تراجعت كثيراً، وخفضت من 20 إلى 50 في المئة في 2005 مقارنة ب2004، لكنها لا تزال تشكل تهديداً خطراً للاستقرار في البلاد. في المقابل، أبدت وكالة الأممالمتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة في كابول، قلقها أمس،"من بعض نتائج"دراسة عن استهلاك المخدرات في أفغانستان التي كانت معروفة حتى الآن اكثر بتصدير الأفيون أكثر من استهلاكه. ودعت الأممالمتحدة والحكومة الأميركية إلى تدابير قاسية لوقف تجارة المخدرات التي تضطلع بدور مهم في الاقتصاد الأفغاني. لكن التقريرين أشارا إلى أن مساحة الأراضي المزروعة بالأفيون، تقلصت للمرة الأولى منذ 2001، تاريخ سقوط حركة طالبان. وأوضحت الأممالمتحدة أن مساحة الأراضي المزروعة بالأفيون تقلصت بنسبة 21 في المئة وبلغت 104 آلاف هكتار. أما دائرة مراقبة المخدرات في البيت الأبيض، فأشارت إلى أن هذه المساحة تقلصت بنسبة 48 في المئة عما كانت عليه في 2004. وأشاد التقريران بشجاعة الفلاحين الذين أتلفوا حقول الأفيون. ويقدر إنتاج الأفيون ب 4475 طناً، أي بتراجع قدره 10 في المئة مقارنة بالعام 2004، كما قال البيت الأبيض الذي أوضح أن أفغانستان قادرة على إنتاج 526 طناً من الهيرويين. أما الأممالمتحدة، فقدرت تدني الإنتاج ب5.2 في المئة. وقال مدير مكتب السياسة الوطنية الأميركية لمكافحة المخدرات جون وولترز:"يتعين إجراء خفوضات متواصلة للحد من تجارة أفغانستان في المخدرات إلى المستوى الذي لا تشكل فيه خطراً على الاستقرار الداخلي لتلك الدولة". وتنتج أفغانستان 87 في المئة من الأفيون العالمي، وتنتج تقريباً كل الأفيون المستهلك في أوروبا. وأبدت وكالة الأممالمتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة في كابول، قلقها"من بعض نتائج"دراسة هي الأولى من نوعها حول استهلاك المخدرات في أفغانستان. وأشارت الدراسة إلى أن"1.4 في المئة من البالغين الأفغان أي نحو 200 ألف شخص يتعاطون المخدرات أو مشتقاتها الهيرويين"، ما يضع أفغانستان في مجال الاستهلاك في مرتبة بعد إيران 2.8 في المئة وقبل باكستان 0.8 في المئة وطاجيكستان 1 في المئة وأوزبكستان 0.5 في المئة. وأفادت الوكالة في بيان"إننا قلقون من بعض نتائج هذه الدراسة، إلا أن هذا سيسمح لنا بالتعامل بشكل افضل مع هذه المشكلة". وذكرت الدراسة أن العدد الإجمالي لمستهلكي المخدرات في أفغانستان يبلغ 920 ألفاً من اصل 22 مليون، هو مجموع عدد السكان. وأوضحت أن غالبية هؤلاء 520 ألفاً هم من مدخني الحشيشة، يضاف إليهم نحو 150 ألفاً من مستهلكي الأفيون و50 ألفاً من مستهلكي الهيرويين و180 ألفاً من المدمنين على الأدوية المحظورة. وأشارت الدراسة إلى أن ثمانين في المئة من المستهلكين هم من الرجال، في مقابل 13 في المئة من النساء و7 في المئة من الأطفال، معتبرة أن حقن 15 في المئة من الرجال أنفسهم بالمخدرات أمر"مثير للقلق". كما أوردت أن"استهلاك المخدرات مرتفعة اكثر في شمال ووسط أفغانستان مما هي عليه في بقية أنحاء البلاد"، مشيرة إلى أن النسبة الأعلى سجلت في كابول. وكان الرئيس الأفغاني حميد كارزاي اعتبر الإنتاج غير الشرعي للأفيون خطر على البلاد اكبر من الإرهاب. وخصصت الولاياتالمتحدة 700 مليون دولار للقضاء على زراعة الخشخاش بينما خصصت بريطانيا مئة مليون دولار وطلبت من الدول الأخرى تقديم 300 مليون دولار. غير أن الحكومة الأفغانية تخشى أن يؤدي القضاء سريعاً على هذه الزراعة إلى تدهور أمن في المناطق الجنوبية والشرقية التي تكثر فيها زراعة الأفيون وينشط فيها المتشددون.