يشير ملخص تقرير الاممالمتحدة عن زراعة المخدرات في افغانستان الى زيادة كبيرة في المساحات المزروعة والانتاج العام الماضي بنسبة 35 في المئة، وكانت نسبة الزيادة في العام السابق عند ثمانية في المئة. وكان مقرراً ان يصدر التقرير بداية الشهر الجاري لكنه تأجل بسبب الانتخابات الرئاسية في افغانستان الى نهاية الشهر او مطلع الشهر المقبل. ويُقدر مردود زراعة الافيون في افغانستان السنة الجارية بنحو بليوني دولار. وتستعد الحكومة البريطانية للرد على انتقادات ستُوجه اليها مع صدور التقرير عن زيادة انتاج المخدرات الافغانية،"لان بريطانيا هي الدولة التي أوكلت اليها الاممالمتحدة عملية القضاء على زراعة المخدر بعد اطاحة حكومة طالبان". وكانت زراعة المخدرات وانتاجها العصب الرئيسي للاقتصاد الافغاني حتى عام 1999، وبلغت مساحة الاراضي المزروعة بنبات الخشاش وقتها 91 الف فدان. ويُقدّر التقرير المساحة المزروعة حالياً باكثر من 100 الف فدان. الا ان مصادر مستقلة في افغانستان أكدت ان مساحة الاراضي المزروعة اكبر من ذلك"ربما بمقدار النصف"اي انها تُقدر حالياً بنحو 160 الف فدان. وحسب تقديرات الاممالمتحدة، انتجت افغانستان 4600 طن من الافيون عام 1999. وفي احتساب متوسط التقديرات للمساحة المزروعة حالياً مقارنة بتلك الفترة، يصل حجم الانتاج الحالي الى اكثر من ثمانية آلاف طن من الافيون. وحسب احد التجار في افغانستان، الذي يعمل في تلك التجارة منذ عشر سنوات، يُباع كلغ الافيون الخام بعشرة آلاف افغاني 230 دولاراً، ما يجعل سعر الطن الخام من المصدر عند ربع مليون دولار تقريباً. ويؤمن الانتاج عائدات تُقدر بنحو بليوني دولار سنوياً للاقتصاد الافغاني من انتاج المخدرات فقط. وبدأت جماعات الضغط والمنظمات الخيرية البريطانية حملة تستبق صدور تقرير الاممالمتحدة رسمياً، وتتهم الحكومة بانها لم تفعل شيئاً لوقف نمو زراعة المخدرات في افغانستان. يُشار الى ان انتاج الافيون الافغاني يُشكل نحو 70 في المئة من انتاج الافيون في العالم، ويُعد المصدر الرئيسي لنحو 95 في المئة من الهيروين الذي يُباع في السوق البريطانية. وتُقدر هيئات مكافحة الادمان في بريطانيا ان زيادة الانتاج الافغاني من المخدر سيؤدي الى انخفاض اسعار الهيروين في السوق وبالتالي زيادة عدد من يعانون من ادمان المخدر الخطير. وقال متحدث باسم الجمعية الخيرية للمعلومات عن الادمان"درغزكوب"لصحيفة"ايفننغ ستاندرد":"هناك احتمال قوي ان تؤدي زيادة انتاج الافيون في افغانستان الى زيادة واردات الهيروين الى بريطانيا، ما سيؤدي الى انخفاض اسعار المخدر محلياً". ويقول تجار وصيادلة ان انتاج كلغ من المورفين الذي يكفي لانتاج كيلوغرام من الهيروين يحتاج الى عشرة كلغ من الافيون. الا ان سعر كلغ الهيروين يزيد على عشرة اضعاف سعر كلغ الافيون، ويذهب الفارق الى التجار والمهربين. وتحاول الحكومة البريطانية مواجهة تلك التجارة كبيرة الحجم عبر مصادرة الشحنات المهربة والقاء القبض على التجار. وصادرت السلطات البريطانية نحو 51 طناً من المخدرات السنة الجارية فقط.