قبل يومين من انتهاء المدة المحددة لتقديم أسماء الكتل والائتلافات الى المفوضية العليا للانتخابات، بدأت الخريطة السياسية تشهد تحولات واسعة ومفاجئة، ففيما يحاول الشيعة تشكيل كتله موحدة تضم التيار الصدري، تشهد الساحة السنية انشقاقاً في صفوفها قد يفضي الى تشكيل قائمتين، إحداهما تمثل"الحزب الإسلامي"و"مؤتمر أهل العراق"وثلاث شخصيات قيادية في"مجلس الحوار الوطني"هم خلف العليان وعبد الناصر الجنابي وحارث المشهداني. وتمثل الأخرى بقية الأحزاب والكتل المنضوية في"مجلس الحوار"بقيادة صالح المطلك، ومجموعة من الشخصيات الأكاديمية والتنكوقراط. وتحافظ الكتلة الكردية على مكوناتها على رغم انسحاب"الحزب الإسلامي"الكردستاني منها، وقراره تشكيل قائمة منفردة. وعلى رغم تأكيداته المستمرة على المشاركة في الانتخابات بقائمة منفردة يطلق عليها "القائمة الصدرية"إلا ان بعض التقارير تؤكد محاولات استقطاب واسعة للتيار لضمه إلى بقية الأحزاب والتيارات الشيعية التي تنضوي تحت خيمة"الائتلاف العراقي الموحد". وتؤكد مصادر مطلعة ل"الحياة"وجود اتفاق مبدئي بين الصدر والحكيم لخوض الانتخابات المقبلة بقائمة واحدة اشترط فيها الصدر ضمان عدم تهميش دور أنصاره بعد فوز الائتلاف في الانتخابات وزعامة مشتركة للقوائم. وأشار كريم البخاتي الناطق باسم"التيار الصدري"إلى تنافس 200 شخصية من الاكاديمين والكوادر العلمية على القائمة الصدرية، وقال ل"الحياة"إن"الصدريين بدأو عملية تنقيح وغربلة واسعة لاختيار الأسماء التي ستدخل في قائمتهم"، مؤكداً وجود"محاولات من الحكيم لكسب ود الصدر". ويرى المراقبون إن محاولات الحكيم تنطلق من مخاوف من عدم إحراز النجاح ذاته الذي حازت عليه كتلة"الائتلاف"، في الانتخابات الماضية اذا استأثرت قائمة الصدر بأصوات أنصاره في المدن الشيعية، وسحب السيستاني المبكر أي دعم له. إلى جانب المخاوف التي أفرزها الاستفتاء الأخير على مسودة الدستور والتي أكدت اقبالاً متوسطاً على التصويت في غالبية المدن الشيعية بالإضافة إلى الوضع السياسي العام الذي يضغط باتجاه التوافقات، سيما بعد انبثاق الكتلة الديموقراطية الوطنية بزعامة رئيس الوزراء السابق اياد علاوي والتي شكلت تحدياً جديداً للائتلاف. وفيما انضمت بعض الأحزاب والكيانات السياسية الصغيرة الى الكتل البرلمانية الثلاث الكبيرة، كتلة علاوي، فضلت أحزاب صغيرة أخرى لم تحسم أمرها المشاركة بقوائم منفردة على رغم صعوبة حصولها على فرص للفوز بمقاعد برلمانية في المجلس النيابي المقبل. ويعاني السنة انشقاقات واسعة، اثر فشل المفاوضات بين الأحزاب التي تنضوي تحت لواء"مجلس الحوار الوطني"في التوصل الى اتفاق على استبعاد"الحزب الإسلامي" بسبب موقفه الداعم للدستور. ويؤكد علي السعدون العضو القيادي في"المجلس"وجود كتلتين بسبب إصرار شخصيات قيادية على الدخول في"التجمع الوطني"الذي يجمع الحزب"الإسلامي"مع"المؤتمر العام لأهل العراق"، ما دفع الجهات الثلاث الكبرى في"الحوار"والتي تتمثل ب"الجبهة الوطنية الحرة"بزعامة حسن اللهيبي و"الجبهة العربية الاشتراكية"بزعامة فهران حواس الصديد و"الجبهة الوطنية العراقية"التي يتزعمها صالح المطلك الى تشكيل ائتلاف جديد والمشاركة بقوائم مستقلة عن الائتلاف السني تحمل اسم"الحوار الوطني"لافتاً الى انضمام مجموعة من الأحزاب والكيانات الى الكتلة السنية الثانية مثل"الجبهة الوطنية"بزعامة حاتم مولود مخلص، و"الحزب المسيحي الديموقراطي"، بالإضافة الى عدد من الشخصيات السياسية من التكنوقراط. ويرى محللون ان الانقسام السني بين تيار ديني وآخر عشائري وانشطار التكنوقراط، وتوزع بعض الأحزاب الصغيرة على بقية الكتل الكبرى، بات مؤشراً واضحاً الى غياب كتلة سنية يمكن ان تنافس الكتل الكبرى الثلاث.