في محور الصراع العالمي على مصادر الطاقة، اعتبر مسؤول كبير في"اويل آند ناشونال غاز كوربوريشن"الهندية الحكومية أمس ان"صفقة شراء بتروكازاخستان لم تتم بعد، معلناً ان شركته التي عقدت شراكة مع شركة تابعة لمجموعة بليونير الصلب الهندي لاكشمي ميتال تدرس مجدداً تقديم عرض مضاد". وكانت شركة بتروكازاخستان الكندية أعلنت يوم الاثنين الماضي أنها وافقت على العرض المقدم لشرائها من جانب تشاينا ناشونال كوربوريشن انترناشونال الصينية الرسمية مقابل 4.18 بليون دولار، حيث ستدفع تشاينا ناشونال كوربوريشن 55 دولاراً للسهم نقداً، أي بزيادة تبلغ 21.1 في المئة عن سعر إقفال سهم بتروكازاخستان في بورصة نيويورك يوم الجمعة الماضي. ويشمل الاتفاق توفير دولار واحد من كل سهم، أي نحو 76 مليون دولار، بهدف تأسيس شركة"نيو كومباني"التي ستتولى التنقيب عن النفط في دول آسيا الوسطى. ومن المنتظر ان يعلن المساهمون في"بيتروكازاخستان"عن قرارهم في شأن هذا العرض خلال جمعية عمومية استثنائية متوقع عقدها في تشرين الأول أكتوبر المقبل، علماً انه سيترتب على الشركة تسديد بند جزائي بقيمة 125 مليون دولار، في حال وافق مجلس إدارتها على عرض منافس وفسخ الاتفاق. يذكر ان الشركة الكندية تمارس نشاطات إنتاج النفط في كازاخستان آسيا الوسطى التي تشمل عمليات التنقيب والتكرير، وهي شركة نفطية خاصة في كازاخستان وتملك احتياطاً نفطياً يقدر بنحو 550 مليون برميل نفط خام، وتنتج 149.732 برميل نفط خام خفيف يومياً من حقولها البريّة الواقعة في وسط البلاد، بحسب معلوماتها. وذكرت صحيفة"وول ستريت جورنال"أمس ان"هذا الصراع على مصادر الطاقة بين الشركات الهندية والصينية، جعل قيمة الشركات أعلى بكثير من سعرها السوقي، وحتى أعلى من قيمة احتياطها النفطي". وأضافت ان"الصين تشكل الشريك الطبيعي لكازاخستان لأسباب جيوسياسية، إذ من جهة تؤمن الصين إمدادات نفطية لأقاليمها الغربية، ومن جهة أخرى تتجنب كازاخستان التعاطي مع الشركات الغربية مجدداً مثل شفرون وإكسون موبيل الأميركية وپ"إيني"الإيطالية التي لديها استثمارات كبيرة في التنقيب والإنتاج في البلاد، في ظل توتر العلاقات السياسية في المنطقة مع الولاياتالمتحدة". ومن ناحية أخرى، تعتبر هذه الصفقة توسعاً طبيعياً لتشاينا ناشونال كوربوريشن التي تملك استثمارات عدّة في كازاخستان، إذ تبني حالياً أنبوب نفط يربط أتاسو في كازاخستان بمعبر ألتاو في إقليم كسينغيانغ الصيني، من المتوقع ان ينقل 200 ألف برميل نفط يومياً بدءاً من نهاية السنة الحالية. كما تملك من خلال شركة تابعة لها70.4 في المئة من مشروع"أكتوب"و50 في المئة من حقل"بوزاتشي"الشمالي، وبالتالي تملك 506 مليون برميل احتياط نفط مكافئ من أصولها الكازاخستانية حالياً. وتطرق بعض المحللين إلى إمكانة حدوث عرقلة من السلطات الكازاخستانية، جراء صدور قانون يمنع أخيراً بيع الأصول النفطية المحلية إلى الأجانب. إلا ان الرئيس التنفيذي للشركة برنار إيزوتيه علق على الموضوع قائلاً ان"القانون لا ينهي عن بيع الشركة". وكانت بتروكازاخستان دخلت في نزاع مع السلطات المحلية التي ربحت دعوى احتكار ضدها في تموز يوليو الماضي، حيث أرغمت المحكمة الشركة على دفع 7.48 بليون تينغي كازاخستاني 55.4 مليون دولار غرامة مالية. كما تواجه الشركة استحقاقاً آخر بعد ان رفعت شركة لوك أويل الروسية دعوى تحكيم دولية ضدها في محاكم باريس تطالبها ب220 مليون دولار تعويضات على مشروع"تورغاي"المشترك، على ضوء نزاع قائم بينهما على تقاسم النفط المستخرج من الحقل المذكور.