يعود حسين فهمي إلى خشبة المسرح القومي بعد غياب دام 16 عاماً. ويشارك في بطولة إعادة عرض مسرحية"أهلاً يا بكوات"أمام عزت العلايلي وخليل مرسي ولقاء سويدان. والعمل من تأليف لينين الرملي وإخراج عصام السيد. وعلى رغم مضي كل هذه السنوات التي شهدت تغيرات وتحولات دولية وعربية عدة واختلاف جمهور المسرح عن الماضي، تعرض المسرحية بمضامينها وأسلوبها نفسه. وفي حديثه إلى"الحياة"، يقول فهمي:"لم يحدث أي تغيير في النص المسرحي. لكنني عندما قرأت النص في المرة الأخيرة، شعرت وكأنني أقرأ الرواية للمرة الأولى إذ شعرت بالخوف والرهبة من أننا كنا نقول هذا الكلام ومع ذلك لم يحدث أي تغيير. تأكدت حينها أن وقوفي على الخشبة ليس اعتباطاً... نحن لم نقدم إلى العالم خلال القرن الماضي والذي قبله كعرب ومسلمين، أي اختراعات أو أفكار، الأمر الذي جعل الدول الكبرى تضعنا على الهامش... أصبحنا نسقط من حسابات العالم بالتدريج. أرى أن العمل/النص الذي كتبه لينين الرملي مسؤولية ويجب أن يقدم في شكل جيد ليثير فكر المتفرج على عكس ما يحدث في عروض فنية أخرى. ولن أحدد أسماء العروض الأخرى لأنني لا أريد إهانة أحد أو التقليل من قيمته". وأضاف فهمي منفعلاً:"أهمية"أهلا يا بكوات"تكمن في أن الناس لن تنام عقب العرض وستظل تفكر فيه وفي مضمونه. وهذه مهمة الفنان والنجم التي تتلخص في دق ناقوس الخطر. النجومية لم تكن يوماً ما برجاً عاجياً ولكن هي تلاحم مع الشعب ومع أفكار الجمهور. نحن جزء منه وكثيراً ما نقول إن الفنان هو الذي ينير الطريق". في حديث حسين فهمي مراهنة على محاولة جذب الشباب مرة أخرى إلى المسرح،"على رغم أن الشباب اليوم تغير عن ستة عشر عاماً ماضية. أصبح العالم منفتحاً على بعضه بعضاً وأصبحنا نعيش عصر الكومبيوتر والهواتف النقالة والفضائيات المتعددة... حتى في أعمالي الأخرى حاولت طرق باب المواضيع المختلفة شكلاً ومضموناً. ففي"الشارد"، تأكيد على أن قيمة الإنسان في نفسه كإنسان لا عقله أو ماله أو نفوذه. العمل يسلط الضوء على شخصية الدكتور علي الرفاعي الذي يعمل مستشاراً لأمين عام الأممالمتحدة وهو عقلية عبقرية له العديد من المؤلفات والمحاضرات الدولية. يعيش ظروفاً صعبة في البيت حيث تغار زوجته، أستاذة الجامعة من نجاحه المستمر فحولت حياته في المنزل إلى جحيم لا يطاق، إلى جانب مشاكل اخوته المستمرة على ميراث أبيهم، وأمام كل هذا يعتذر عن عدم قبول ترشيحه تولي إحدى الحقائب الوزارية، في الوقت الذي تطارده الشائعات حول وجود علاقة مع سكرتيرته وتضخم بعض القوى المعادية هذه المسألة في محاولة منها لإبعاده عن أي دور فاعل في الأممالمتحدة، ووسط كل هذه الظروف يصاب ببدايات مرض ألزهايمر ويصبح في طريق نسيان كل شيء، الأمر الذي يدفع جميع المحيطين به والذين كانوا ينهلون من امتيازاته المادية ونفوذه إلى الانصراف عنه ولا يقف إلى جواره إلا ابنته، وفي المقابل تستغل القوى المعادية ظروفه الصحية للتشهير به وإقناع الأمين العام لإبعاده عن منصبه".