اذا كنت تجهل تفسير قانون التسلل في كرة القدم فلا تسأل رجلاً... عليك بالمرأة، لأن معلومات الجنس اللطيف عن اللعبة الشعبية الاولى اصبحت تفوق ثقافة الرجل الكروية، مع توقعات منظمي نهائيات كأس العالم الصيف المقبل، حضوراً قياسياً للمرأة في الملاعب الالمانية. وبحسب دراسات احصائية اجريت في بريطانيا اخيراً، وشملت الفي رجل وامرأة، اثبتت ان متابعة مشجعات اللعبة فرقهن زادت على مجرد ملاحقة النجم الوسيم صاحب الشعر الطويل، وطاولت الغوص في عالم المعرفة في قوانين اللعبة، وتاريخ إنشاء الفرق والمسابقات ومحرزي الألقاب، وتفوقن على نظرائهن الذكور. ووجدت الدراسة ان 59 في المئة من السيدات البريطانيات يستطعن شرح قانون التسلل بوضوح وبفهم، وهو القانون الذي يعد الاكثر تعقيداً في قوانين اللعبة، في مقابل 55 في المئة من الرجال نجحوا في شرحه. وايضاً نجحت 65 في المئة من السيدات في اختيار مصطلح"مساعد الحكم"الصحيح والرسمي، فيما اشار 40 في المئة من الرجال الى المصطلح الخاطئ والشائع"رجل الخط"او"حامل الراية". وتقول احدى ابرز مقدمات البرامج الرياضية في بريطانيا، هيلين تشامبرلن، المشهورة بثقافتها الكروية الواسعة:"لم افهم الضجة الكبيرة التي تدور حول ان كانت السيدات يفهمن ويستوعبن ما يتحدثن عنه في الشؤون الكروية، لأن من علمني قوانين كرة القدم على طريقتها الصحيحة ومنها قانون التسلل المعقد، كانت أمي في صغري". في المقابل، لم يكن تفوق المرأة سائداً في كل ما يخص كرة القدم، اذ نجح 80 في المئة من الرجال في التعرف على فانلات الفرق العشرين في الدرجة الممتازة، في مقابل 33 في المئة من السيدات. واثبتت دراسة اجرتها مؤسسة"مجموعة البحوث الترويجية الدولية"، ان كرة القدم باتت تجذب أعداداً كبيرة من الجنس اللطيف من كل انحاء العالم، وان أعداد المشاهدات للمباريات على الشاشات التلفزيونية باتت اكبر من متابعة الرجل لها، متوقعة حضوراً قياسياً لنهائيات كأس العالم من السيدات، يصل الى نحو 41 في المئة من مجموع المشاهدين. وتقول الدراسة انها توصلت الى استنتاجاتها، من وتيرة الحضور الكبيرة للسيدات في مختلف الرياضات في السنوات الاخيرة الماضية، ففي مباريات كرة القدم الدولية خلال العام الحالي، وصلت نسبة المشاهدات إلى 43 في المئة، مقارنة ب39 في المئة قبل خمس سنوات، علماً ان 36 في المئة من مشاهدي مباريات"مونديال"2002 كانوا من السيدات، فيما وصلت نسبتهن إلى 40 في المئة من مجموع مشاهدي مباريات كأس الامم الاوروبية العام الماضي في البرتغال. وباتت الاعلانات التجارية، التي تستهدف السيدات والفتيات بين اشواط مباريات الدوري الانكليزي وقبلها وبعدها، تزداد بصورة كبيرة في التلفزيون البريطاني. وتعيد الدراسة الإقبال الأنثوي الكبير على مباريات كرة القدم الى ثلاثة عوامل: اولها، تحول لاعبي كرة القدم في السنوات الاخيرة الى مشاهير على غرار نجوم الغناء والسينما، وتصدر صورهم واسمائهم اعمدة غالبية الصحف، واخبارهم لا تختفي من الشاشات التلفزيونية، فصار الامر مغرياً للجنس اللطيف، ومشجعاً على الاقتران اكثر باللعبة، للاقتراب اكثر من نجومهن المفضلين. ثانياً، اصبحت اللعبة مناسبة اجتماعية، يجتمع لحضور مبارياتها الاصدقاء والاقارب، والعائلة الواحدة على اختلاف انتماءاتهم، فبات لا مجال للمرأة سوى اختيار فريق ونجم محبب، كي يكون لها حضور اجتماعي وموقف حاسم في تشجيع هذا او ذاك. ثالثاً، ارتفعت شعبية اللعبة بين السيدات وزادت اعداد مزاوليها بين صغار السن، على اعتبار انها رياضة تنافسية، فبدل الالعاب"الانثوية"التقليدية ككرتي الطائرة والمضرب، اصبح الاقبال اكبر على ممارسة كرة القدم، بعدما توافرت كل تسهيلاتها من ملاعب وادوات واحذية، للفتيات والسيدات. واقبال السيدات على اللعبة بشغف كبير، كان له اكبر الاثر لدى الشركات الراعية، واصحاب حقوق النقل والبث، ومنظمي البطولات،كونه سيزيد من مداخيلها في ظل وجود جنس هاو جديد.