كشف أحد أعضاء هيئة الدفاع عن الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين، خميس العبيدي، بعض تفاصيل الجلسة المغلقة التي عقدتها المحكمة الجنائية الأولى بناء على طلب الأخ غير الشقيق لصدام، برزان التكريتي، والتي استمرت ساعة كاملة. فيما أكد محامي صدام أن موكله ما زال يتعرض للتعذيب النفسي. وقال العبيدي ل"الحياة"إن برزان تحدث عن تفاصيل احتجاز ولده في سجن أبو غريب وتعرضه للتعذيب. وأضاف:"ان السلطات الأميركية والعراقية استخدمته وسيلة ضغط عليه لإجباره على الاعتراف بأرقام الأرصدة السرية في البنوك التي اودع فيها صدام ثروته، والتي قدرت ب36 بليون دولار وفق مصادر اميركية"، موضحاً أن برزان توجه الى القاضي وأشار باتجاه صدام قائلاً:"صدقني يا سيدي القاضي ان هذا الرجل لا يملك مبلغاً نقدياً يكفي لاستئجار منزل يقيم فيه إذ أطلقتموه من سجنه، فكيف يطالبون بالكشف عن مكان ثروة لا يملكها؟". وأكد ان برزان شكا من وضعه الصحي السيئ الذي يعاني منه، ومن سوء معاملة حراس السجن له، لكنه طلب من القاضي عدم نقله الى السجون التي تقع تحت اشراف الحكومة العراقية، وخاطب القاضي قائلاً:"اذا كانت سجون المحتلين تعاملنا بهذه القسوة ولا تمنحنا ابسط حقوقنا كمعتقلين، فكيف سيكون الحال اذا أصبحنا تحت يد عملاء الاحتلال؟". وقال العبيدي إن برزان رفض اطلاع القاضي على الكثير من الأسرار والقضايا الخطيرة، التي قال ان كشفها للمحكمة سيقلب المعادلة ويظهر الكثير من الحقائق الغائبة عن العراقيين والعرب"، موضحاً أن"الأخير طلب من القاضي عقد جلسة لاحقة لإكمال حديثه بعدما تقرر تأجيل الجلسة الى 24 الشهر المقبل". من جانبه، أكد جعفر الموسوي، رئيس هيئة الادعاء العام في المحكمة الجنائية ل"الحياة"أن تأجيل جلسات المحاكمة الى نهاية الشهر المقبل"يعود الى مراعاة المحكمة للوضع العام للناس في اعياد الميلاد وموسم الحج"، وقال إن"المحكمة ستستمر في جلستها المقبلة في الاستماع الى الشهود والمشتكين". الى ذلك، أكدت مصادر مطلعة ل"الحياة"أن هيئة الدفاع هيأت خمسة شهود لتقديمهم الى المحكمة عقب انتهاء جلسات الاستماع الى شهود الادعاء. الى ذلك، أعلن المحامي خليل الدليمي أن صدام"عذب تعذيباً شديداً"من سجانيه الاميركيين الذين ما زالوا"يعذبونه تعذيباً نفسياً". وقال لدى وصوله الى الاردن آتياً من العراق، إن"صدام عذب تعذيباً شديداً جداً في بداية اعتقاله، وشاهدت الكدمات على جسده". وأضاف:"ما زالوا الأميركيون يعذبونه تعذيباً نفسياً وتنتهك حقوقه بشكل كامل". وأوضح انه"تقدمت بالأمس الخميس بشكوى للمحكمة للتحقيق بصفتي محامي الرئيس". وكان صدام اعلن خلال جلستي الاربعاء والخميس انه تعرض للضرب من جنود اميركيين بعد اعتقاله في كانون الاول ديسمبر 2003. ورد البيت الأبيض هذه المزاعم فوصفها بأنها"مضحكة". ويحاكم صدام وسبعة من معاونيه السابقين بتهمة قتل اكثر من 140 شيعياً خلال عملية القمع العنيفة التي تلت محاولة اغتيال الرئيس السابق في قرية الدجيل في تموز يوليو 1982. وقال الدليمي إن"المحكمة مهزلة وستكون وصمة عار في تاريخ اميركا". وأكد وزميله الأردني عصام غزاوي انهما تعرضا لحادث اعتداء في مطار بغداد من قبل عاملين حاولوا ضربهما. وأوضح:"تعرضنا لحادث اعتداء في مطار بغداد قبل المحكمة بيوم بالسب والشتم وهجم علينا عدد من العاملين في المطار ليضربونا. وتدخل الخيرون فدافعوا عنا". واضاف:"اتصلت بالجانب الاميركي وهو قدم لنا الحماية". وأكد المحاميان أن التهديدات لن تثنيهما عن الدفاع عن صدام. وأعربا عن ثقتهما بأن مزيداً من المحامين العرب والأجانب سينضمون الى الدفاع عن صدام لدى استئناف محاكمته في 26 كانون الثاني يناير. واغتيل حتى الآن اثنان من محامي الدفاع منذ بداية المحاكمة في 19 تشرين الاول اكتوبر.