منح رئيس الجمهورية اللبنانية اميل لحود ثلاثة أطباء لبنانيين حققوا إنجازات بارزة في حقلي المعالجة والأبحاث الطبيين في بريطانيا وسام الأرز من رتبة ضابط. وللمناسبة أقامت"جمعية الصداقة البريطانية ? اللبنانية"حفلة تكريم على شرفهم في لندن، تحدثوا خلالها عن نشاطاتهم أمام حشد من اللبنانيين المقيمين في المملكة المتحدة وفي طليعتهم السفير اللبناني جهاد مرتضى. والأطباء الذين كرموا هم الدكتور محمود بربير اختصاصي الأمراض القلبية في مستشفى هيرفيلد والدكتور نديّ حكيم اختصاصي الجراحة وزرع الأعضاء في مستشفى سانت ماري، والدكتور بول سرحال اختصاصي الأمراض النسائية والخصوبة في مستشفى يونيفرستي كوليدج. وكرّم في الحفلة أيضاً المدير الطبي لمركز معالجة سرطان الأطفال في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور ميغيل عبود، وقد تحدث عن إنجازات المؤسسة التي يشرف عليها والمرتبطة بمستشفى"سانت جود". بدأت الحفلة بكلمة لرئيس اللجنة التنفيذية للجمعية السير ديفيد مايرز،الذي خدم كسفير لبريطانيا في لبنان. وأشار مايرز إلى أن"هذه الإنجازات تحققت بفضل ثروة لبنان الإنسانية والنشاط الطبي النابض في بريطانيا". وأكد السفير اللبناني جهاد مرتضى انه خدم ديبلوماسياً في سائر أنحاء العالم، لكنه يشعر بفخر خاص إزاء إنجازات الجالية اللبنانية في بريطانيا. وركز بربير في كلمته على أن الطب"يعني المعالجة الطبية والإنسانية وليس تحقيق الشفاء من المرض فقط، كما يشمل إجراء الأبحاث المعمقة في مادة الاختصاص والاستمرارية في العلاقة مع المريض". وأشار إلى أن اختصاصه مرض القلب منتشر أكثر من غيره في بريطانيا وفي سائر أنحاء العالم. وركز على أهمية الوقاية من حدوث هذا المرض قائلاً إن 99 في المئة من المبالغ المرصودة لهذا المرض تذهب إلى العلاج، وواحداً في المئة فقط يذهب إلى الوقاية،"ويجب أن ترتفع هذه النسبة الثانية". وذكر بأن الوقاية تشمل مكافحة التدخين وتناول المأكولات الضارة وإجراء الأبحاث حول تمكين المريض من التخلص من العوامل الوراثية في تكوينه الجسدي، أو على الأقل مداراتها لتجنب تفاقمها بواسطة الأدوية والوقاية. أما الدكتور ندي حكيم، رئيس الاتحاد الدولي للجراحين في العالم، وهو نحات ويعزف على آلة الكلارينيت، فأوضح أنّه اضطر إلى مغادرة لبنان بسبب الحرب اللبنانية واستقر مع عائلته في فرنسا حيث درس الطب. وأشار حكيم إلى انه استقر في لندن سنة 1995 حيث ركز على عمليات نقل الأعضاء والجراحة العامة. وقد أصدر مؤلفات عدة، وكتب أوراقاً طبية كثيرة حول عمليات زرع الأعضاء. وهو أول من أجرى عملية زرع يد في تاريخ زرع الأعضاء. كما قام بعمليات عدة مشابهة،"فيها المجازفة والقدرة الخارقة في الوقت ذاته". واستبدل حكيم البنكرياس لعدد من المرضى المصابين بمرض السكري. وبفضل إنجازاته الطبية في العالم عين سفيراً في"منظمة الصحة العالمية". وأكد حكيم انه يستمع إلى الموسيقى الكلاسيكية خلال إجرائه العمليات الجراحية الصعبة والدقيقة. وهو يشعر بأن الموسيقى تعطيه قدرات إضافية،علماً أن إنتاجه الموسيقي الأخير هو اسطوانة عزف على الكلارينيت لكونشرتو موزارت. وركز الدكتور بول سرحال في عمله في مستشفى"يونيفرستي كوليدج"على الأبحاث الآيلة إلى عزل الخلايا الوراثية المضرة من مكونات الحمل للعائلات التي تحمل أمراضاً وراثية. كما يعمل على مساعدة النساء اللواتي يرغبن بالإنجاب في سن متأخرة. ويساعده في أبحاثه في المختبر 35 باحثاً معظمهم اختار مهنة البحث الطبي لتعلقه بها. وقد كتبت الصحف البريطانية والعالمية عن إنجازات الدكتور سرحال في حقله، خصوصاً انه يعتمد تقنية جديدة في استخراج الكروموزومات الصالحة ونقلها فقط وعزل الكروموزومات المرضية الناتجة من الوراثة. ونال جوائز طبية عدة بينها جائزة تتعلق بأبحاث مرتبطة بخصوبة النساء. كما ساهمت أبحاثه في تحقيق إمكان عزل الجينات السرطانية الناتجة من الوراثة. وأكد سرحال أن الطبيب الذي يكرس حياته لعمله وبحثه، بوسعه أن ينجح في بريطانيا مهما كانت جنسيته. كما أكد أن وجوده في بريطانيا والأبحاث التي يقوم بها هنا تفيد وطنه لبنان.