حذر اختصاصيان من العواقب الوخيمة على الأجيال اللاحقة بسبب رفض بعض الأسر القبول بنتائج فحص ما قبل الزواج، وما تؤول إليه نتائج إهمال وعدم اهتمام ذويهم بأهمية الفحص المبكر. وأكد عضو الجمعية السعودية للأمراض الوراثية الدكتور محمود ريس ل «الحياة» أن عدداً من الأبحاث العلمية التي أجريت حول زواج الأقارب كشف أن الإصابة بالأمراض والإعاقات لدى الأطفال من أبوين قريبين واضحة، بسبب عدم إجراء الفحص الطبي للزوجين قبل الارتباط، حيث تكون فرصة الأزواج الأقارب أكبر في حمل صفات وراثية متنحية عندما يكون كل واحد من الأبوين حاملاً للصفة المؤدية للمرض. وقال: «بينت دراسات وآراء علمية محلية عدة أن تلك الأمراض الوراثية شائعة في السعودية بسبب زواج الأقارب، ما دعا الجهات المسؤولة في السعودية إلى توجيه القطاعات المختصة بالسعي نحو تطبيق الفحص الطبي قبل الزواج حفاظاً على سلامة الأجيال والمجتمع من الأمراض والإعاقات». وأشار إلى أن أمراض «هيموغلوبين الدم» والأمراض «أحادية الجينات» و«العيوب الخلقية الاستقلابية» تعتبر من الأمراض الوراثية الشائعة في السعودية، إضافة إلى أمراض خضاب الدم التي تتسبب في «فقر الدم المنجلي» و«أنيميا البحر الأبيض المتوسط»، والأخيران يعدان من الأمراض المزمنة التي تستدعي إدخال المريض إلى المستشفى بصفة متكررة ونقل جرعات دم له، أما أمراض التمثيل الغذائي فتتمثل في تدني سكر الدم وتأخر النمو وتضخم الكبد والطحال وتخلف عقلي ومثل هذه الأمراض يصعب علاجها. بدوره، كشف أستاذ العلوم الطبية التطبيقية في جامعة الملك عبدالعزيز حمزة بوحسنين أن الوراثة تعني نقل صفات الأفراد من جيل إلى آخر، فالطفل يرث من والديه لون عينيه وشعره ولون جلده، كما يرث أيضاً منهما قدراته العقلية وأبرز هذه القدرات التي تورث؛ الذكاء. وقال: «هنالك العديد من الآثار السلبية التي تنعكس على صحة الأبناء بسبب الصفات الوراثية التي تنتقل عبر الجينات من الوالدين إلى الأبناء، فإذا كان الزوجان متخلفين عقلياً فإنهما ينجبان في الغالب طفلاً متخلفاً عقلياً بالوراثة أيضاً. والقدرات العقلية للطفل هي نتيجة هذه الجينات في تفاعلها مع البيئة (الإيجابية أو السلبية) المحيطة بالطفل لاحقاً». ولفت إلى تحمل كل خلية في الجسم ما يقرب من 100 ألف جين موزعة على الكروموزومات. والجينات هي المسؤولة عما نتوارثه من صفات واستعدادات للتفاعل مع ظروف البيئة، وقسم من الجينات تعمل على إنتاج أنزيمات معينة ضرورية للإنسان وجينات أخرى تبقى كامنة حتى مرحلة قادمة من النمو كالبلوغ الذي يرتبط بظهور أمراض عقلية معينة مثل مرض الفصام العقلي. ونوه إلى أنه قد ينكسر أحد الكروموزومات ثم يعاد التحامه في وضع مقلوب فتتغير تبعاً لذلك مواضيع الجينات بالنسبة للكروموزوم، وتؤدي هذه الحال إلى بعض التشوهات الجسمية والعقلية، وكسر الكروموزوم قد يحدث تلقائياً أو بفعل عوامل بيئية مثل الإصابة بفيروس أو التعرض للأشعة أو تعاطي بعض العقاقير، ويعد الطفل المنغولي أحد الأمثلة على التغير في التركيب الكروموزومي. وعن أنواع الأمراض الوراثية حددها في أمراض ناتجة من خلل في الكروموسومات مثل متلازمة داون (الطفل المنغولي)، فضلاً عن أمراض ناتجة من خلل في الجينات (العوامل الوراثية) مثل أمراض الدم الوراثية كالتلاسيميا والأنيميا، إلى جانب أمراض ناتجة من عوامل متعددة (عوامل وراثية وعوامل بيئية) مثل أمراض السكر وارتفاع ضغط الدم.