أدى نشر مقتطفات من محضر الاجتماع الأخير لمجلس الاحتياط الفيديرالي المصرف المركزي الأميركي إلى بلبلة في الأسواق المالية أمس. إذ تراجع الدولار أمام سائر العملات بشكل عام، وقفزت أسعار الأسهم والسندات في المقابل. وفي التفاصيل ان محضر الاجتماع 1 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، الذي انتهى بقرار رفع سعر الفائدة للمرة 12 على التوالي إلى 4 في المئة، أشار الى ان"مجلس الاحتياط قد يكون في نهاية مرحلة رفع أسعار الفائدة الأساس، كون بعض المشرعين أظهروا قلقهم من خطر الاستمرار في رفع سعر الفائدة على النمو الإقتصادي، أكثر من تخوفهم من أثر التضخم المالي". وورد أيضاً في المحضر ان"المسؤولين ما زالوا يتابعون وتيرة ارتفاع أسعار الطاقة، الذي بدأ في فصل الصيف الماضي، على مؤشر أسعار الاستهلاك الجوهري الذي لا يتضمن أسعار الطاقة والمواد الغذائية". لكن رئيس فرع مجلس الاحتياط الفيديرالي في ريتشموند، جيفري لاكر، صرح لرويترز أمس انه"من المبكر الإعلان ان سياسة رفع سعر الفائدة انتهت، مشدداً على ان مخاطر التضخم المالي ما زالت حاضرة في ظل النمو الاقتصادي القوي". وأضاف انه من المبكر القول ان سعر الفائدة 4 في المئة حالياً وصل إلى مستوى"حيادي". وكانت أسعار الفائدة على الدولار ارتفعت"بوتيرة مستقرة"في الشهور ال18 الماضية، ما ساهم في رفع سعر صرف الدولار بنحو 15 في المئة أمام اليورو، و16 في المئة أمام الين في السنة الجارية، كون هامش عائد الفائدة توسع بين الدولار من جهة وكل من الين واليورو من جهة أخرى. ضبابية الفائدة الأوروبية وفي أوروبا، استمرت الأجواء"ضبابية"بخصوص السياسة النقدية المستقبلية للمصرف المركزي الأوروبي تجاه سعر الفائدة على اليورو، بعد ان ترك رئيس المصرف المركزي الأوروبي جان كلود تريشيه المستثمرين حائرين بخصوص"خطوات المصرف المستقبلية". وكان تريشيه صرّح الاثنين الماضي ان المركزي الأوروبي مستعد للبدء في رفع سعر الفائدة على اليورو، لكنه لن يعمد إلى رفع أسعار الفائدة"بشراسة"أسوة بنظيره الأميركي، بعد ان أشار في الأسبوع الماضي الى ان المركزي الأوروبي"مستعد لرفع أسعار الفائدة". واختلفت آراء الخبراء إثر هذه التعليقات المتفاوتة، إذ اعتبر مصرف"ويست إل بي"ان المصرف المركزي الأوروبي سيرفع سعر الفائدة على اليورو بواقع ربع نقطة مئوية على ثلاث دفعات، لتصل إلى 2.75 في المئة في نهاية 2006، في حين تكهن"بنك أوف أميركيا"ان المركزي الأوروبي سيرفع الفائدة ربع نقطة مئوية في كل فصل، بدءاً من كانون الأول ديسمبر المقبل، لتصل إلى 3.25 في المئة في نهاية السنة المقبلة. وأظهر محضر صدر عن الاجتماع الأخير ل"لجنة السياسة المالية"التابعة للمصرف المركزي البريطاني أمس ان أعضاء اللجنة التسعة"صوتوا بالإجماع على إبقاء سعر الفائدة على الجنيه الإسترليني مستقراً على 4.5 في المئة في الشهر الجاري"، لكنهم لم يشيروا إلى اتجاه واضح للسياسة التي ستعتمد مستقبلاً. كما أشار المحضر الى ان"السلطات البريطانية ما زالت غير متأكدة من غياب أثر أسعار الطاقة على التضخم المالي المحلي". الدولار يتراجع أمام العملات تراجع الدولار مقترباً من أدنى سعر له خلال 3 أسابيع أمام اليورو أمس، إلى 1.1805 دولار لليورو خلال التداولات الصباحية، جراء معرفة الأسواق تفاصيل محضر اجتماع المصرف المركزي الأميركي بخصوص سعر الفائدة الأساس. وتراجع 0.25 في المئة أمام الين الياباني إلى 118.46 ين للدولار. ومن ناحية أخرى، أقفل اليوان الصيني أمس مرتفعاً للمرة الأولى إلى 8.0816 يوان للدولار، كاسباً 0.35 في المئة من قيمته منذ ان قامت السلطات المالية الصينية برفع سعر صرفه امام الدولار إلى 8.11 يوان للدولار في تموز يوليو الماضي. وسجل اليوان تراجعاً أمام اليورو من 9.4824 إلى 9.5638 أمس، وتراجع إلى 6.8123 يوان لكل 100 ين من 6.7851 يوان لكل 100 ين، كما أشار المصرف المركزي الصيني. واعتبر الخبراء ان سبب ارتفاع اليوان أمام الدولار وتراجعه أمام العملات الأخرى"كان جراء عوامل خارجية، أهمها تراجع الدولار أمام العملات الرئيسة الأخرى". سوق الأسهم ارتفعت الأسهم الأوروبية قليلا صباح أمس مقتربة من أعلى مستوياتها في ثلاث سنوات ونصف السنة، بعد أصداء محضر اجتماع مجلس الاحتياط الأميركي، متأثرة بارتفاع أسهم"وول ستريت"، حيث سجل مؤشر"ستاندرد آند بورز لأكبر 500 شركة"ومؤشر"ناسداك"المركب أعلى سعر إقفال لهما خلال 4 سنوات أول من أمس. وارتفع مؤشر"يوروفرست-300"لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى 0.03 في المئة إلى 1246.8 نقطة في منتصف النهار. وسجل في مرحلة من التداولات 1247.44 نقطة، وهو أعلى مستوى يسجله منذ نيسان ابريل 2002. ومن المتوقع ان يكون التداول خفيفاً في الأسواق اليوم لمناسبة عطلة"عيد الشكر"في الولاياتالمتحدة.