قالت مصادر وزارية ان ليس في مقدور لبنان سوى الترحيب بمبادرة رئيس وزراء سورية محمد ناجي عطري بدعوته في رسالته الى نظيره اللبناني فؤاد السنيورة الى ترسيم الحدود بين البلدين عبر تشكيل لجنة عسكرية مشتركة، لكنه سيطلب منه توضيحاً حول اقتراحه في البند الرابع من الرسالة الذي يشير الى تعليق الترسيم في الجنوب وتحديداً في مزارع شبعا المحتلة الى حين جلاء الاحتلال الاسرائيلي بالكامل عنها وعن هضبة الجولان المحتلة. وبحسب المصادر، فإن السنيورة الذي لا يزال يدرس الرد على رسالة عطري بالتشاور مع الاطراف المعنية، لا يستطيع ان يتجاهل الغموض القائم حول هوية مزارع شبعا وإصرار دمشق على ربط الترسيم فيها بتحرير الجولان بالكامل من الاحتلال الاسرائيلي، بخلاف ما تقوله علناً وأمام المحافل الدولية من انها لبنانية. ولفتت المصادر الوزارية الى ان هذا الموقف قد يتسبب بالإحراج لدمشق، لأن المجتمع الدولي سيعتبر الرسالة بمثابة وثيقة رسمية تخالف مواقفها السابقة القائلة ان ملكية المزارع لبنانية. وقالت مصادر ديبلوماسية اوروبية لپ"الحياة"ان عدم إقرار دمشق بالهوية اللبنانية للمزارع يحرج ايضاً القوى المحلية اللبنانية وخصوصاً"حزب الله"الذي يستمر في مقاومته لاسرائيل على خلفية تحرير هذه المزارع من الاحتلال، انطلاقاً من قناعته بلبنانيتها. وعلمت"الحياة"ان الاتصال الهاتفي الذي اجراه عطري الاثنين الماضي بالسنيورة جاء بناء لنصيحة اسدتها جهات عربية الى الاول، بذريعة ان دمشق تطلب من الحكومة اللبنانية التدخل لدى الاممالمتحدة لاقناعها بأن يقوم رئيس لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري بالتحقيق مع الضباط السوريين الستة المشتبه بهم في الجريمة في مكان محايد خارج لبنان، فيما هي تواصل حملاتها الاعلامية والسياسية ضد رئيس الحكومة اللبنانية. وأكدت المصادر ان عطري استجاب للرغبة العربية، وأجرى الاتصال بالسنيورة لكسر الجليد بعد ان كان الاول قد امتنع سابقاً في الرد على مكالمتين اجراهما الاخير به، وسرّب معلومات في هذا الخصوص الى الاعلام في دمشق. وأوضحت ان السنيورة اعلن مراراً ان من المستحسن الاستماع الى افادة الضباط السوريين خارج الاراضي اللبنانية، وأبلغ هذا الموقف الى اكثر من جهة الى دمشق، لكنها سألت القيادة السورية كيف تطلبون منا التدخل لدى لبنان لإصدار موقف يساعدكم، بينما تستمرون في حملة على السنيورة وعدد من القيادات السياسية، تنطوي على تهديد مباشر؟ وأشارت المصادر الوزارية الى ان الكلام الذي تبودل بين عطري والسنيورة ظل في حدود البروتوكول واللياقة وتشاورا في الاوضاع الراهنة، من دون ان يغيب عن بال الاخير تجديد دعوته دمشق الى التعاون مع لجنة التحقيق لجلاء الحقيقة في جريمة اغتيال الحريري لأن ذلك يساعد على تنفيس الاحتقان بين البلدين.