لم يكن أسبوع موضة نيويورك الدولي الذي نُظّم أخيراً كسابق عهده. فهذا الحدث العالمي الذي جرت العادة أن تشارك فيه أسماء من العالم الغربي، حقق فيه مصمم أزياء لبناني للمرة الأولى في تاريخه خرقاً كبيراً، بنجاحه في الوصول إلى خشبات عرض مدينة العازبين الأولى، وحصده جائزة تصميم الأزياء الدولية للعام 2005. وليست مصادفة أن يختار منظم أسبوع موضة نيويورك العالمي أندريس أكينو، جميل الخنسا لتحقيق صلة الوصل بين الشرق والغرب ولمنحه الجائزة الدولية، في زمن تسعى فيه الولاياتالمتحدة إلى رأب الصدع الذي خلفته الحرب على الإرهاب بينها وبين العالم العربي. وفي هذا الإطار، أكد أكينو في لقاء مع"الحياة"أنه طالما تنبّه إلى بروز أسماء عربية في مجال صناعة الموضة، وهي على رغم ذلك، ما زالت مجهولة في السوق الأميركية،"ما دفعنا إلى النظر في فتح الباب وحملها إلى خشبات عرض نيويورك ضمن الحدث الذي ننظمه". وعن مصممي المنطقة الذين لفتوا نظره قال:"هناك بالطبع اللبناني- الأميركي جميل الخنسا، خريج جامعات الولاياتالمتحدة وإيلي صعب والسعودي يحيى البشري، وروبير أبي نادر وزهير مراد ويوسف كمون…". أكينو الذي بهرته مجموعة الخنسا، قال:"إنّه مصمم رائع ولولا تميّزه لما اخترناه من دون غيره ليكون أول عربي يقدم مجموعته هنا. كما أن الأصداء جاءت كبيرة بعد عرضه من محطات التلفزة والصحف الأميركية، ما جعله يستحق الجائزة عن جدارة". من جهة أخرى، لفت أكينو إلى أن"هذا الحدث أبصر النور لتقديم الأزياء الراقية في نيويورك في وقت لم تكن فيه هذه المدينة شهيرة في هذا المجال. فغالبية الناس يعرفون التفاحة الكبيرة للألبسة الجاهزة والماركات التجارية. ومن يحب الهوت كوتور يقصد باريس وميلانو. فكانت بادرتنا هذه لاستقطاب أثرى نساء العالم اللواتي يقدرن أهمية الأزياء الراقية ويبدين اهتماماً بتحف فريدة من نوعها". وعن المشاريع المستقبلية، قال أكينو:"سنستضيف المهرجان هذا مرتين سنوياً للوصول إلى جمهور أكبر في أسواق مختارة بتأنٍٍ في الولاياتالمتحدة". وليست المقارنة بين مدينة موضة وأخرى بالأمر السهل. لكن موقع نيويورك في الصناعة العالمية يجعلها منافسة لباريس ومدريد وميلانو وروما. يقول:"تعتبر نيويورك عاصمة القوة في الموضة الآخذة بالنمو فيها. وطالما كان حلمي جلب الأضواء إلى أزياء نيويورك. وهو ما يفسر احتضاننا لمصممين من مختلف أرجاء العالم في مدينة فريدة فيها من التنوع الاثني واللغوي والزخم في الطاقات الابداعية ما يجعل الأحلام حقيقة"، لافتاً إلى أن"لدينا من يمثلنا في مختلف أرجاء العالم يعملون معنا في نيويورك، من العصب الاقتصادي إلى الوسط الديبلوماسي، وما من ممثل دولة لا يفتخر بعرض مواهب أبناء بلاده القادمين من مكان ما في العالم". وعن رأيه بالمرأة العربية، يقول:"لم ألتق الكثير من النساء العربيات، لكن من عرفتهن فائقات الجمال والذكاء ويتمتعن بالحس الجيد للموضة. كما أن العائلة تعني لهن الكثير، وكثيرات منهن يرغبن في إظهار مواهبهن كشخصيات مبدعة". وعلى رغم النجاح الذي حققه مصممو أزياء عرب في أوروبا، يرى أكينو أن ثمة ما ينقصهم."فهم في حاجة إلى من يسلط عليهم الضوء خارج رقعتهم. إنهم يحملون رؤى يافعة للموضة تستند إلى ثقافتهم وتقاليدهم إضافة إلى الخبرة العالمية نتيجة موقع الشرق الوسط كمعبر إلى العالم. وأعتقد بأن أسبوع موضة نيويورك الدولي هو أفضل مكان لتحقيق ذلك، حيث الإعلام العالمي حاضر كذلك التجار وسيدات المجتمع المخملي".