قال وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز إن الانسحاب التام لجيش الاحتلال من قطاع غزة لن يتم قبل تسوية عدد من القضايا العالقة مع الفلسطينيين، مضيفاً أن تاريخ الأول من تشرين الأول أكتوبر المتوقع أن يشهد انسحاب آخر جندي اسرائيلي من القطاع"ليس مقدساً". وأضاف الوزير في حديث لصحيفة"معاريف"أمس انه اذا اضطر الجيش الى مزيد من الوقت"فسنواصل السيطرة على المناطق التي اخليت، ولذا على الفلسطينيين عدم التسرع في احتفالاتهم". ورداً على سؤال عن موعد تسليم المناطق المخلاة الى الفلسطينيين رسمياً، قال:"إننا الآن في أوج المرحلة الأولى من الانسحاب، وبتقديري سنحتاج الى 4-6 أسابيع لجمع العتاد وهدم المباني ونقل القواعد العسكرية". وزاد انه ينبغي أيضاً الاتفاق على البروتوكول القاضي بنشر القوات المصرية في الشريط الحدودي بين القطاع ومصر المعروف بمحور فيلادلفي و"كنت أود رؤية انتشار القوات في المحور". وتابع أن ثمة ضرورة لانجاز اتفاق مع الفلسطينيين في شأن تشغيل المعابر قبل الانسحاب الاسرائيلي التام، مضيفاً أن اسرائيل تتوقع من السلطة الفلسطينية أن تواصل التنسيق مع اسرائيل"من اجل منع هجمات مسلحة ومسيرات". الحكومة تقر اخلاء باقي المستوطنات الى ذلك، صادقت الحكومة الاسرائيلية في جلستها الأسبوعية أمس على إخلاء المجموعة الثالثة والأخيرة من المستوطنات شمال قطاع غزة ومنطقة جنين، وسط أنباء عن"معركة حامية"متوقعة بين أنصار المستوطنين وقوات الجيش لدى إخلاء مستوطنتي"سانور"و"حومش"في منطقة جنين مع تسلل نحو ألفين من غلاة المتطرفين، بينهم المئات من حركة"كاخ"الفاشية المحظورة، الى منازل المستوطنين الذين غادروها طوعاً. مستوطنو غزة الى"آرييل"والجولان في غضون ذلك، كشفت صحيفة"يديعوت أحرونوت"أن مستوطني"نتساريم"55 مستوطناً الذين أخلوا من قطاع غزة انتقلوا للاستيطان في مستوطنة"أرييل"قرب نابلس في عمق الضفة الغربية، وأن ادارة الكلية الأكاديمية في المستوطنة أخلت نزل الطلاب وقدمتها الى المستوطنين ليقيموا فيها. واضافت الصحيفة أن مستوطني"نيتسر حزاني"انتقلوا للاستيطان في الجولان السوري المحتل. بليون دولار من اميركا على صلة، أفادت الصحيفة أن الادارة الأميركية ستمنح اسرائيل هبة خاصة بمبلغ بليون دولار لتمويل خطة"فك الارتباط"، وهو مبلغ أقل من نصف المبلغ الذي طلبته اسرائيل رسمياً 2,2 بليون دولار لتغطية نفقات نقل القواعد العسكرية من القطاع الى اسرائيل وتمويل مشروع تنمية ? تهويد منطقتي الجليل شمال اسرائيل والنقب جنوباً. وأضافت الصحيفة أن الرئيس جورج بوش قد يعلن قريباً عن الهبة المالية التي تحتاج الى تصديق الكونغرس، مضيفة أن واشنطن منحت الدولة العبرية منذ تسعينات القرن الماضي مبلغاً إجمالياً وصل الى 19 بليون دولار، بعضه لا يُعاد، وآخر على شكل ضمانات لقروض مالية. شارون الى نيويورك الى ذلك، يتوجه رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون الى نيويورك الشهر المقبل للمشاركة في مداولات الجمعية العمومية السنوية للأمم المتحدة، وسط توقعات الأوساط القريبة منه بأن يحظى ب"استقبال الملوك"وأن"يتهافت"زعماء العالم على التقائه تقديراً على تنفيذ الانسحاب من القطاع، ما سيعود على اسرائيل بفوائد سياسية جمة تنعكس، ضمن أشياء أخرى، في تحسين مكانتها على الحلبة الدولية. لكن صحيفة"يديعوت أحرونوت"التي تناولت الخبر، أضافت أنه بعكس التوقعات في وزارة الخارجية الاسرائيلية فإن التقارير الاستخبارية تفيد أن اختراقاً في العلاقات مع عدد كبير من الدول العربية لن يطرأ في المستقبل القريب في أعقاب الانسحاب من غزة، وأن اسرائيل ستحظى، في أحسن الأحوال، ب"هدوء سياسي"الى حين اجراء الانتخابات التشريعية الفلسطينية مطلع العام المقبل التي قد تتزامن أيضاً مع انتخابات عامة في اسرائيل، سيتم وفقاً لكل التوقعات تقديمها نهاية العام 2006 ازاء احتمال انهيار الائتلاف الحكومي الحالي على خلفية معارضة معسكر اليمين المتشدد للانسحاب من غزة. ... ولبيد يدعوه للاعتزال من ناحيته، دعا زعيم حزب الوسط"شينوي"يوسف لبيد رئيس الحكومة الى اعتزال الحياة السياسية والانصراف الى مزرعته في النقب وتربية الخراف ومساعدة نجليه"مع تحقيقه قمة انجازاته السياسية"المتمثلة بتنفيذ خطة"فك الارتباط". وكتب لبيد في مقال نشره في صحيفة"معاريف":"لو كنت مكان شارون لفعلت ذلك الان بعد وصولي الى قمة عملي السياسي والعالم يثمن سياستي فيما رجال السياسة الذين رفضوا التحدث معي في الماضي اصبحوا الان يريدون التقرب مني وبعد ان حلّقت شعبيتي". وأضاف لبيد الذي كان نائباً لشارون قبل مغادرته وحزبه الائتلاف، انه بصفته صديقاً لرئيس الحكومة ينصحه بالاستقالة"منتصراً بدلاً من الانسحاب من الحياة السياسية مهزوماً جراء التنافس على زعامة حزب ليكود الحاكم حيث يتوقع أن يهزمه بنيامين نتانياهو". من جهته، قال رئيس جهاز الأمن العام شاباك يوفال ديسكين في جلسة الحكومة، إن الهدوء السائد في قطاع غزة لا يدل على قدرات السلطة على فرض نفوذها، مرجحاً عودة بعض التنظيمات الفلسطينية مع مرور الوقت الى ارتكاب عمليات ضد اسرائيل. وأضاف ديسكين ان الاختبار الحقيقي لمدى قدرة السلطة على بسط سيطرتها"سيكون بعد خروج المستوطنين، وعليه من السابق لأوانه منح الأوسمة الى الرئيس محمود عباس أبو مازن".