في خطوة تبدو كأنها مشروع لبناء عاصمة جديدة قرب العاصمة الدوحة، أطلقت قطر إشارة بناء مدينة عصرية جديدة سميت مدينة"لوسيل"، وهي تحمل اسم المنطقة التي ستنبى عليها. وفي حفلة كبيرة ليل الثلثاء الماضي، دشن النائب الأول لرئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، المشروع الجديد الذي تبلغ كلفته خمسة بلايين دولار، ويبدأ العمل فيه عام 2006، ويستكمل في عام 2010. وتنفذ المشروع"شركة الديار القطرية للاستثمار العقاري"، وهي شركة حكومية أنشئت حديثاً وستنفذ مشاريع سياحية في المغرب وسلطنة عمان ومصر والبحرين. ويقام المشروع على مساحة 35 كيلومتراً مربعاً شمال الدوحة، ويتسع لنحو مئتي ألف شخص. وسيؤدي إلى تحويل الشواطئ الرملية إلى"مدينة عصرية عملاقة". ويشمل بحيرة زرقاء ضخمة مع مرسيين بحريين، ومناطق سكنية تمتاز بالجودة العالمية والكثافة السكانية المتدنية، ومناطق تجارية ومرافق ترفيهية وشواطئ طبيعية ومساجد ومدارس ومتنزهات ومراكز تسوق ومراكز صحية. وأكد وزير الخارجية رئيس مجلس إدارة شركة"لوسيل"ل"الحياة"في مؤتمر صحافي، أن التملك في المدينة الجديدة مسموح به للخليجيين وغيرهم العرب والأجانب لمدة 99 عاماً قابلة للتجديد، لافتاً إلى أنه سيكون في البداية مملوكاً للحكومة 100 في المئة، ثم يدرس موضوع تحويل جزء من أسهمه للاكتتاب بعد ثلاث سنوات. ووصف مدينة"لوسيل"بأنها رافد إضافي، وستكون ضمن مدينة الدوحة الكبرى، مشيراً إلى ارتفاع أسعار الإيجارات في قطر حالياً. وقال إن الحكومة لا تحبذ ذلك، مشيراً إلى أن الحكومة أصدرت قانوناً لتنظيم هذه العملية، حتى يكون هناك سكن كاف يواكب النهضة المعمارية والاقتصادية في قطر. وشدد على"أننا لسنا تجار عقار بل نعمل لتلبية احتياجات البلد والمستثمر الخارجي"، كاشفاً أن للديار مشاريع سياحية في سلطنة عمان ستكتمل قريباً، إضافة إلى مشاريع فندقية في مصر شرم الشيخ. وأضاف:"نحن مهتمون بالعمل السياحي في مصر"، إلى جانب مشاريع سياحية في المغرب، وان هناك مشروعاً في البحرين في مرحلة التفاوض ولن يُعلن عنه إلى أن يكتمل. مشاريع الديار وفيما شدد وزير الخارجية على أن"الديار"لا علاقة لها بالسياسة و ليست ذراعاً سياسية لقطر بل هي ذراع استثمارية، قال:"إننا مهتمون بالاستثمار في العالم العربي، وسنعطي الأولوية لأي بلد عربي تتوافر فيه بيئة صالحة للاستثمار". ولفت الى أن ذلك سيؤدي إلى خفض البطالة في دول عربية، ويساهم في تنميتها، مؤكداً أن هذا هو هدف أمير الدولة الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وأن"ديار"تتحدث في مجال الاستثمار مع دول عربية وغيرها. وسئل هل تسعى الدوحةبالمدينة الجديدة إلى منافسة دبي فقال:"لا نتنافس مع دبي، وهي حققت نجاحات كبيرة في هذا المجال ونشهد لها بذلك، ونحن نسعى لتحقيق احتياجات معينة للبلد، وكل بلد ينظر إلى احتياجاته الفعلية". واعتبر ان مشكلة الاسمنت قد حلت. وبدوره قال وزير المال يوسف حسين كمال، الذي شارك في المؤتمر الصحافي، إن مشكلة الاسمنت حلت بالكامل، وأن الكمية الموجودة لدى شركة الاسمنت أكبر من الطلب في السوق، كما أن مصانع اسمنت في دول مجاورة لديها كميات إضافية تريد تسويقها في قطر. من جهته، كشف الرئيس التنفيذي لشركة الديار ناصر الأنصاري، عن إعداد أكثر من عشرة مشاريع في قطر وخارجها، وتوقيع أكثر من 40 عقداً مع مؤسسات استشارات ومقاولات، تتجاوز قيمتها 800 مليون دولار. وأوضح أنه تم أيضاً توقيع اتفاق لشراء حصص في إحدى كبريات الشركات التايلاندية المعنية، لإقامة المنتجعات الصحية. كما أطلقت الديار شركة"بروة"العقارية في السوق القطرية برأس مال قيمته نحو 55 مليون دولار. أما في المغرب فهناك مشروعان مهمان، أولهما مع الحكومة المغربية، وكلفته في المرحلة الابتدائية 170 مليون دولار، وستبلغ 300 مليون دولار في مراحل أخرى، يرمي الى تطوير منتجع سياحي على ساحل هوارة في طنجة.