التونسية تطوراً ملحوظاً على المستويات كافة عقب انطلاق "ثورة الياسمين"، إذ تعدّ قطر من الدول الأكثر دعماً لتونس خلال فترتها الانتقالية على الصعيدين السياسي والاقتصادي، حيث أنها حلّت في المرتبة الثانية دولياً والأولى عربياً في الاستثمارات الأجنبية المباشرة. وبلغ حجم الاستثمارات القطرية داخل تونس حوالى 2.1 بليون دينار، ما يعادل بليون دولار في العام 2014، أي حوالى 13 في المئة من جملة الاستثمارات الأجنبية المباشرة، بينما بلغت المبادلات التجارية بين البلدين حوالى 40 مليون دينار تونسي، ما يعادل 20 مليون دولار خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الماضي. وتشمل الاستثمارات القطرية في تونس، القطاعات السياحية والعقارات والاتصالات، إذ يجرى تنفيذ مشروع سياحي قطري في مدينة توزر، إضافة إلى مساهمة قطر في بناء 30 ألف مسكن موجّهة إلى المناطق الأكثر احتياجاً، فضلاً عن ذلك تعدّ شركة "اتصالات قطر"(أوريدو) المشغل الأكبر للاتصالات في تونس. وفي السياق نفسه، دعمت قطر البنك المركزي التونسي ب500 مليون دولار وديعة، لدعم احتياطه من العملة الأجنبية، وإطلاق صندوق الصداقة القطري للشعب التونسي في العام 2013، إذ قدّم هبة بقيمة 79 مليون دولار وساهم في خلق 4300 فرصة عمل. وفي آذار( مارس) الماضي، أعلنت شركة "الديار" القطرية البدء في الأعمال الإنشائية لمشروعها السياحي الكبير في منطقة توزر في الجنوب التونسي، بحجم استثمارات يبلغ 100 مليون دولار، ويتضمن بناء منتجعات صحراوية عدة وفنادق فاخرة، ويتوقع الانتهاء منه خلال ثلاث سنوات. وأكد المديرالعام ل "وكالة الاستثمار الخارجي" في تونس خليل العبيدي، أن العلاقات بين البلدين قديمة، مشيراً إلى بناء قطر في ثمانينات القرن الماضي جامعة الطب الأكبر في تونس والمغرب العربي، لافتاً إلى مبادرة قطر لمساعدة تونس خلال ثورتها عبر منحها قرضين مالين، كان لهما أثر لدعم التعاون بين البلدين. وعلى صعيد آخر، زار قطر أخيراً رئيس الوزراء التونسي الحبيب الصيد، ليرأس وفد بلاده للجنة العليا المشتركة القطرية - التونسية في دورتها السادسة، والذي أكد رغبة بلاده في دفع عجلة الاستثمار القطري سواء في القطاع العام او الخاص، وذلك نظراً لما توفره تونس من مناخ مشجع على الاستثمار، لافتا الى أن بلاده ترغب في الاستفادة من التجربة القطرية في مجال الطاقة المتجددة، بخاصة ما يتعلق منها بالطاقة الشمسية. ويذكر أنه وُقعت اتفاقات عدة للتعاون بين البلدين في هذا الشأن بين "رابطة رجال الأعمال القطريين" و "كونفيديرالية المؤسسات المواطنة التونسية"، كذلك بين "غرفة التجارة القطرية" و "غرفة التجارة والصناعة" في تونس، تستهدف النهوض بالتبادل التجاري والاستثماري والتشجيع على إقامة المشاريع المشتركة في البلدين، وتبادل زيارات وفود الأعمال، والبعثات التجارية وتنظيم لقاءات ثنائية مباشرة بين رجال الأعمال في البلدين.