قررت الأممالمتحدة إجلاء كل عائلات موظفيها الأجانب في إريتريا لأسباب أمنية تعود الى التوتر الشديد السائد على طول الحدود مع اثيوبيا، كما اوضح عدد من المسؤولين الدوليين في اسمرة أمس. وصرح مسؤول في الاممالمتحدة في اسمرة طالبا عدم كشف اسمه:"بلغنا المستوى ثلاثة من الاستنفار الامني في كل مناطق اريتريا باستثناء منطقة غاش بركا المجاورة لأثيوبياجنوب غرب التي وضعت في مستوى اربعة". يشار الى ان سلم الاستنفار الامني للامم المتحدة يعد خمسة مستويات وفي المستوى ثلاثة يجب على عائلات الموظفين مغادرة البلاد. لكن عمليات الوكالات الدولية تتواصل في حين تتواصل في المستوى اربعة العمليات الطارئة فقط وفي المستوى خمسة يتم سحب جميع موظفي الاممالمتحدة. واوضح المسؤول الدولي"لم يحدد اي موعد لمغادرة افراد العائلة"، مضيفا ان هذه الاجراءات اتخذت نهاية الاسبوع الماضي. وتشمل الاجراءات الوكالات المدنية للامم المتحدة كافة مثل المفوضية العليا للاجئين وبرنامج الغذاء العالمي وغيرها. اما عسكريو بعثة الاممالمتحدة في اثيوبيا واريتريا فيفترض الا تكون عائلاتهم معهم. أفورقي في غضون ذلك، عتبر الرئيس الإريتري أسياس أفورقي"البيانات التي تتحدث عن حرب وشيكة"بين إريتريا وأثيوبيا"بدعة"من أديس أبابا بهدف"تحويل الانتباه عن الأزمة الحالية في أثيوبيا". وفي مقابلة نادرة مع التلفزيون الوطني نشر ملخص عنها بالإنكليزية أول من أمس في أسمرا، قال أفورقي:"صبر إريتريا لا يمكن أن يستمر إلى الأبد"في ما خص ترسيم الحدود، مضيفاً:"البيانات التي تتحدث عن استئناف حرب وشيكة بين إريتريا وأثيوبيا هي ابتداع من الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي التمرد السابق الحاكم اليوم في أثيوبيا بهدف تحويل الانتباه عن الأزمة الداخلية الحالية في أثيوبيا". وترفض المعارضة الأثيوبية الاعتراف بنتائج الانتخابات التشريعية التي أجريت في 15 أيار مايو والتي أسفرت عن فوز السلطة المنتهية ولايتها. وأوقعت مواجهات بين معارضين والشرطة 85 قتيلاً على الأقل منذ حزيران يونيو الماضي. وتواجهت إريتريا وأثيوبيا في حرب حدودية بين عامي 1998 و2000 أوقعت 80 ألف قتيل. وبموجب اتفاق السلام المبرم في كانون الأول ديسمبر 2000، تعهّد البلدان احترام القرار"النهائي والملزم"الذي تتخذه لجنة مستقلة لترسيم الحدود. ووضعت اللجنة ترسيماً في 2002 لكن أديس أبابا ما زالت تحتج على الترسيم، ولم تبدأ بعد هذه العملية فعلياً. تحركات وكشفت بعثة الأممالمتحدة إلى أثيوبيا وإريتريا في الأسابيع الماضية عن"تحركات لقوات"البلدين في المنطقة الحدودية. وتحظر أسمرا تحليق مروحيات بعثة الأممالمتحدة وتحد من دوريات القبعات الزرق على الحدود. واعتبر أفورقي ان اعلان مجلس الأمن الدولي أنه"بما انه لا يمكن تجنب الحرب فلا بد من المصادقة على قرار صارم تجاه البلدين، وبما أن إريتريا حظرت تحليق مروحيات الأممالمتحدة في أجوائها، فيجب اتخاذ قرار اكثر صرامة"ليس سوى"مضيعة للوقت". وفي تعليق على قرار حكومة أسمرا التوقف منذ أيلول سبتمبر الماضي عن توزيع المساعدات الغذائية المجانية، قال:"الشراكة في شأن المساعدات الدائمة ليست سوى مؤشر على مشاكل مجاعة مزمنة وغير قابلة للتسوية"، وهو ليس وضع إريتريا على حد قوله. وأثار هذا التعليق قلق المنظمات الإنسانية التي تشدد على أن ثلثي الإريتريين الذين يقدر عددهم بنحو 3.5 مليون نسمة، في حاجة لمساعدة غذائية خلال 2005. وتطرّق الرئيس إلى"انبثاق منظمات تنشط تحت غطاء المساعدة الإنسانية، وتستخدم أسماء الديانات الكبرى في حين انها متورطة في دسائس وأعمال إرهاب وتجسس"، مشيراً إلى أن"سياسة مراقبة كل هذه الانحرافات تحسنت".