بدت خارطة الحملات الانتخابية أكثر وضوحاً بعد مرور أربعة أيام على انطلاقها رسمياً، فيما استبقت بعض الأحزاب والائتلافات السياسية الموعد وبدأت تعليق الملصقات واللافتات للترويج لقوائمها الانتخابية في بغداد وبقية المدن العراقية قبل اعلان المفوضية العليا المستقلة للانتخابات بدء الحملة. وفيما تتنافس القوائم السنية للحصول على أصوات الناخبين في المدن الغربية وبعض مدن الوسط تتخذ قائمة"الائتلاف العراقي الموحد"الشيعية من المدن ذات الغالبية الشيعية محوراً لحملاتها الانتخابية الى جانب مناطق أخرى يسكنها خليط من السنة والشيعة مثل مدن ديالى وكركوك وبابل، وينافسها في هذه المدن التيار الليبرالي الذي يقوده رئيس الوزراء السابق أياد علاوي الذي بدأ يتحرك بحرية اكبر من"الائتلاف"في المدن السنية مثل الموصل وتكريت بسبب وجود مرشحين من السنة في قوائمه الانتخابية التي تمثل تلك المدن، فيما بقيت منطقة كردستان مغلقة لصالح القائمة الكردستانية. ويؤكد علي السعدون عضو"القائمة الوطنية العراقية للحوار الوطني"التي يتزعمها صالح المطلك ان كل القوائم السنية حصرت حملاتها الانتخابية في مدن الانبار والكوت والموصل وتكريت وبعقوبة التي باتت المعقل الرئيسي للأحزاب والكتل السنية، الى جانب بعض الاقضية والنواحي الصغيرة في شمال بابل واللطيفية والإسكندرية والحصوة. ويشير الى ان عزوف القوائم التي تمثل الأحزاب والكتل السياسية السنية عن مد حملاتها الانتخابية الى جنوبالعراق ينطلق من قناعتها بعدم وجود قاعدة شعبية لها في هذه المدن، لافتاً الى ان التأثير السيئ لنظام المحاصصة الطائفية في البلاد أدى الى غلق الكثير من المدن العراقية لصالح قوائم معينة وانعدام الوزن السياسي لبقية القوائم فيها. ويرى حسين كريدي نائب الأمين العام لحزب الفضيلة وعضو قائمة"الائتلاف"ان القوائم الشيعية تقوم بحملاتها الانتخابية بحرية كبيرة في مدن الجنوب، لكنه يؤكد ان قائمة علاوي باتت تنافس"الائتلاف"في هذه المدن لا سيما ان غالبية مرشحي قوائم التيار الليبرالي الذي يتزعمه علاوي من المدن الشيعية ذاتها. ويرفض عزت الشابندر عضو"القائمة العراقية الوطنية"ومستشار رئيس الوزراء السابق أياد علاوي وصف"القائمة العراقية"بأي صفة طائفية او مذهبية ويؤكد انها تحظى بحرية واسعة في ممارسة حملاتها الانتخابية في وسط العراقوجنوبه، موضحاً ان احتواء القوائم التي طرحها التيار الليبرالي على اسماء شخصيات سياسية متعددة المذاهب والاتجاهات بالاعتماد على معيار المواطنة فسح المجال امامها لمباشرة حملاتها الانتخابية في غالبية المدن العراقية. في غضون ذلك أ ف ب حذرت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات الاحزاب العراقية من توزيع الهدايا او التبرعات او الترويج لافكار طائفية، محذرة من يقوم بهذه الافعال ب"تعريض نفسه للمساءلة القانونية". ونقل بيان عن الناطق باسم المفوضية فريد ايار"لا يجوز لأي كيان سياسي أو ائتلاف مشارك في الانتخابات ان يضمن حملاته الانتخابية افكارا تدعو الى اثارة النعرات القومية أو الدينية أو الطائفية أو القبلية أو الإقليمية بين المواطنين، سواء كان ذلك عن طريق الشعارات أو الصور أو الملصقات الجدارية أو الغرافيك والبث التلفزيوني أو غيرها من وسائل الاعلام المختلفة". واضاف"يحظر على أي مرشح أن يقدم خلال الحملة الانتخابية هدايا او تبرعات أو أي مساعدات أخرى أو يعد بتقديمها بقصد التأثير على التصويت". ودعا الاحزاب والكيانات العراقية الى"الامتناع عن ممارسة العنف والكراهية أو تحريض الاخرين على ذلك أو تخويفهم أو دعم الإرهاب وممارسته واستخدامه سواء من خلال الإعراب عن وجهات النظر أو الخطابات أو الكتابات أو الملصقات أو وسائل الإعلام المرئية أو المسموعة أو أية وسيلة أخرى". وحذر من ان"النظام نص على أن أي كيان سياسي أو ائتلاف ينتهك هذا النظام أو قواعد سلوك الكيانات السياسية يعرض نفسه لعقوبات تفرضها المفوضية بالإضافة الى المساءلة القانونية".