درجت العادة أن ينتظر القيمون على الوسط الفني موسم الصيف الذي يعتبر من أغنى المواسم على صعيد إصدار الالبومات الغنائية الجديدة لكبار المطربين العرب. وكانت شركات الإنتاج تزخر بتلك الإصدارات لاعتبارات عدة منها ازدحام مفكرة المهرجانات والحفلات الغنائية التي يشارك فيها معظم النجوم. إلا أن الأمور اختلفت هذه السنة، فغالبية المطربين أجلوا طرح البوماتهم بسبب الظروف التي شهدتها بعض الدول العربية. ومن هؤلاء كاظم الساهر ونجوى كرم ووائل كفوري وماجدة الرومي وعمرو دياب وجورج وسوف، علماً أن ألبومات بعض الذين قرروا المجازفة لم تحظ بالانتشار المعتاد. ومن هؤلاء نبيل شعيل وانغام وأصالة وإيهاب توفيق. وسط عمليات المد والجزر تلك، وجدت شركات الإنتاج الفرصة مناسبة لدعم البراعم الجديدة في عالم الغناء فأخذت تصدر الألبوم تلو الآخر. المفاجأة كانت في النجاح الذي حققته الوجوه الجديدة. واللافت أيضاً أن ذلك حصل عبر أغنيات رومانسية لاقت الاستحسان وأدت إلى بروز أصحاب هذه الأغاني مثل آدم الذي قدم أغنية"خلص الدمع"التي لقيت نجاحاً كبيراً. ومن الأغنيات الهادئة،"العمر ماشي"التي أعطت بريقاً جديداً لديانا كرزون، و"لا تشكي مني"لملحم زين، وتوصى فيّ"ليارا و"روح"لمايا نصري. وسجلت أغنية إيقاعية هي"التنورة"لفارس كرم. ويعزو بعض النقاد سبب نجاح النمط الرومانسي على حساب الأنماط الأخرى إلى الوضع النفسي للمستمع العربي الذي يعيش أوضاعاً عربية مقلقة وحزينة، فضلاً عن الأوضاع الاقتصادية التي تزداد سوءاً يوماً بعد يوم. إلا أن هذا النجاح لا يلغي بعض المحاولات التي قام عدد من المطربين على صعيد الأغاني الإيقاعية، كما حال أغنية"يا سلام"لإيهاب توفيق التي بدت عادية ومألوفة، لذا لم تحقق أي نجاح على رغم تصويرها فيديو كليب وعرضها على معظم الشاشات التلفزيونية العربية. وبذلك، يبقى رهان سوق الكاسيت مفتوحاً على الأوضاع التي يمر بها الوطن العربي أولاً، وعلى بحث المطربين عن أعمال غنائية مدروسة على جميع الصعد. وأخيراً، ينتظر المستمع العربي موعد الإصدارات الجديدة أول أيام عيد الفطر المبارك لعدد من أبرز النجوم، فهل نلمس أي تحسّن؟