قبل يومين من تقديم المحقق الدولي الألماني ديتليف ميليس تقريره المنتظر الى الأمين العام للأمم المتحدة عن جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه، ذكرت مجلة"شتيرن"الألمانية نقلاً عن مصادر"موثوقة"ان رئيس اجهزة الاستخبارات السورية آصف شوكت صهر الرئيس السوري بشار الأسد ورئيس جهاز الأمن والاستطلاع في القوات السورية التي كانت في لبنان رستم غزالة"موضع اشتباه"ميليس ولجنة التحقيق الدولية اضافة الى ثلاثة آخرين لم تذكر اسماءهم. وأضافت المجلة الأسبوعية التي تصدر اليوم وحصلت"الحياة"امس على النص الكامل لتقريرها ان ميليس ولجنته الدولية حققت مع عشرة ديبلوماسيين واستخباراتيين سوريين خمسة منهم"شهود"بينهم اللواء غازي كنعان الذي انتحر الأسبوع الماضي على حد الرواية السورية الرسمية، وخمسة"مشتبه بهم". وفي اتصال اجرته"اذاعة دويتشه فيلله"الألمانية مع كاتب التقرير الصحافي اوليفر شروم امس اكد ان لديه مصدرين مستقلين للمعلومات التي نشرها في المجلة. وشدد على"ان المصدر الثاني المستقل اكد صحة معلومات المصدر الأول"، لافتاً الى"الفارق الجوهري بين الشاهد والمشتبه به". وعن الانطباع الذي يخرج به من يقرأ تقريره الذي يوحي بأن مصادره"من الداخل"لدقة الوصف لردود فعل غزالة خلال استجوابه، لم ينف شروم ذلك قائلاً:"من الواضح للقارئ ان"شتيرن"حصلت على معلومات من الداخل علماً اننا لن نصرح بشيء ابداً عن المصادر حماية لها، ولكنني اكرر من جديد ان ليس لدينا مصدر واحد لمعلوماتنا، ولكن لنا مصدران على الأقل". وعما اذا كان ميليس سيذكر اسمي شوكت وغزالة في التقرير كمشتبه بهما في اغتيال الحريري، قال:"لا اعرف ما اذا كان سيذكر اسماء محددة او انه سيقدم معلومات عامة فقط علماً انه تقرير سري جداً". وبعدما اشار الى ان مهمة ميليس ستمدد الى اواسط كانون الأول ديسمبر المقبل ذكر"أنه سيكون من قلة الحذر وضع كل الأسماء والإثباتات على الطاولة في حال استمرار التحقيق، كما سيكون على فريق ميليس الأخذ في الاعتبار امكان اختفاء المشتبه بهم والتخلص من الآثار". وذكر انه لا يعتقد شخصياً بأن التقرير سينشر كل الإثباتات المتوافرة ان اقر التمديد بطلب من رئيس الحكومة اللبنانية. ونقل شروم في تقريره في المجلة نقلاً عن مصادره ان ميليس"قرأ على غزالة في بداية الاستماع إليه حقوقه وأبلغه بأنه يحقق معه ليس كشاهد، وإنما كمتهم، وأن أي تغيير لم يظهر على وجه غزالة". وبعد خمس ساعات من التحقيق والاستماع الى الشكوك حوله قال للمحقق الدولي:"انا احب كل اللبنانيين، والحريري احببته بصورة خاصة". وأضاف كاتب التقرير ان ميليس الذي تمكن من رفع السرية المصرفية في لبنان عن حسابات عدد من المشتبه بهم ومنهم غزالة، اكتشف وجود 20 مليون دولار في رصيد له في احد مصارف بيروت فكشف له عندها معرفته بالأمر وسأله عن كيفية حصوله عليها فرد غزالة بعد فترة تفكير:"ما علاقة العشرين مليون دولار خاصتي بعملية القتل؟". وتابع الكاتب ان ميليس"لم يرد على غزالة، لكن المراقبين السوريين للاستجواب تبادلا النظرات في ما بينهما".