منذ انطلاقته، استطاع المطرب السعودي جواد العلي أن يلفت الأنظار ويكسب قاعدة جماهيرية لا بأس بها. كتب الكثيرون عن موهبته المتميزة صوتاً وحضوراً، فحجز مكانة خاصة في قائمة المطربين الخليجيين الطويلة. عرف كيف يجذب الجمهور عبر خوض تجارب غنائية مختلفة ولهجات متعددة. غنى الطربي والعصري فلاقى استحسان الجمهور والنقاد. خلال زيارته الأخيرة إلى بيروت، التقته "الحياة" وكان معه هذا الحوار: تسجل أغنيات بلهجات عربية مختلفة بينها اللبنانية، ألم تجد صعوبة في أدائها؟ - غنيت سابقاً بلغات عدة، لذا أجد مسألة اللهجات أمراً سهلاً عليّ. اعتدنا في الطفولة على سماع أغنيات جيل العمالقة من مصر ولبنان، لذا لا أجد أي صعوبة في أداء لهجة سمعت أغانيها وحفظت كلماتها. كنت تصرّح بأنك تحّب التجديد، فلماذا أعدت تجربة الغناء باللهجة التركية في أغنية "مجنون ليلى"؟ - التجديد الذي قصدته هو من الناحية الموسيقية وليس اللهجات. فبعد أن لمست حبّ الجمهور التركي لأغنية "اسأليني"، أحببت إعادة التجربة ولكن بتوزيع وأنغام موسيقية جديدة. كما سأعيد قريباً تجربة الغناء باللهجة الإيرانية بعد أن أحب الجمهور أغنية "يجيلك يوم". توقعوا مني أن أصدر كل عام أغنية باللهجة التركية والإيرانية أو أي لغة أو لهجة يحبها الجمهور. هل صار الدويتو الغنائي علامة تميز ألبوم جواد العلي؟ - لا أبتعد عن غناء الدويتو لأنه يعجبني خصوصاً إذا كان الصوت الآخر يناسب صوتي وكان بيننا انسجام فني. غنيت مع مطربين من جنسيات مختلفة: أولاً مع المغنية حزن من تركيا ثم مع المطربة صبا الجان، وأحيينا سوياً حفلات خارج الوطن العربي. وسجلت أغنية "يجيلك يوم" مع المطرب الإيراني سمعان وسأكرر التجربة مع فنان إيراني، كما أحضّر لدويتو عربي سيكون مفاجأة للجمهور. هل مع أحلام؟ - لا غنيت مع الفنانة أحلام دويتو على المسرح من دون تحضير ولم نسجله حتى الآن. لكن الدويتو سيكون مفاجأة لأنه سيجمع بين جيلين. هل يمكن أن يكون فنان العرب محمد عبدو، خصوصاً أنه أشاد بصوتك؟ - لا. يشرفني رأي محمد عبده وأسعدني أنه اعتبرني من أصوات الشباب المميزة. شهادات راشد الماجد وعبدالله الرويشد وجورج وسوف أعتز بها، كما أتمنى التعامل مع فنان العرب. كنت في السابق تحرص على تنفيذ ألبوماتك في تركيا، ولكنك أخيراً اخترت مصر لماذا؟ - أحببت التنويع رغبة في اكتساب خبرات مختلفة، لذا قسمت تنفيذ الألبوم بين تركيا ومصر ودبي. لماذا لم تضم أية أغنية خليجية إلى ألبومك الجديد؟ المطرب الناجح هو الذي يعمل على التواصل وجذب أكبر عدد من الجمهور. لذا بعد نجاح ألبوم "يجيلك يوم" تمكنّت من الوصول إلى جمهور عربي أكبر، وأحببت أن أحذو حذو القدامى مثل فريد الأطرش وغيره عبر تنويع اللهجات الغنائية، فخصصت لهذا التنويع مساحة أكبر في أعمالي الجديدة. الظروف تعاكس الفنان وتعوق مسيرته. لكنها في المقابل قد تسهم في انطلاقته, فهل هذا صحيح؟ - صدقني، طريق الفن ليس مفروشاً بالورود, والنجاح مرهون بالتعب والجهد والموهبة إلى جانب الفرص طبعاً. البعض يبتعد عن الصحافة، فهل تجدها مثيرة للمشاكل؟ - الصحافة مثل أي مجال آخر, تجد فيها الصالح والطالح والطيب والخبيث... حين بدأت العمل في المجال الفني توقعت ألا يكتب عني لأنني كنت جديداً ولا أعرف أحداً. لكنني كنت مخطئاً, فحين صدر ألبومي الأول كتب عني الكثيرون من دون معرفة سابقة بيننا. واليوم صارت علاقتي بالصحافة جيدة. وقد أكون أقل مطرب عربي يواجه النقد السلبي، فأكثر النقد الذي وجه إلي كان بنّاء.