لم يكن تقدم لائحة"الائتلاف العراقي الموحد"التي يدعمها آية الله علي السيستاني مفاجئاً في الانتخابات العراقية، إذا أخذ في الاعتبار ان الشيعة يشكلون الأكثرية. لكن المفاجأة التي حققتها هذه اللائحة كانت في محافظة صلاح الدين السنية معقل الرئيس المخلوع صدام حسين اذ تقدمت على اللائحة الكردية وعلى لائحتي رئيس الجمهورية السني غازي الياور ورئيس الوزراء العلماني اياد علاوي، لكن الاكراد حققوا فوزاً ساحقاً في مناطقهم. وفيما تشتد المنافسة على منصب رئيس الوزراء ولعب دور في صوغ الدستور الجديد، أعلن نائب الرئيس زعيم حزب"الدعوة"ابراهيم الجعفري ان التحالف الشيعي سيعمل جاهداً لإشراك السنة في هذه العملية، وأوضحت المرجعية الشيعية انها تريد ان يكون الاسلام مصدراً اساسياً للتشريع. أمنياً، قتل امس 29 عراقياً في عمليتين انتحاريتين في الموصل وبعقوبة، فيما قتل جندي اميركي وجرح اثنان بانفجار عبوة ناسفة. وأعلنت جماعة المتشدد الأردني"أبو مصعب الزرقاوي"مسؤوليتها عن العمليتين. الى ذلك، أوقف الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان رئيس برنامج"النفط للغذاء"بنون سيفان المتهم بالفساد عن العمل. وأعلنت المفوضية العليا للانتخابات أمس ان لائحة السيستاني احتلت الطليعة في محافظة صلاح الدين السنية التي كانت معقلاً للرئيس السابق صدام حسين، وذلك على رغم الهجوم الدائم للزرقاوي على الشيعة واتهامهم بالخيانة، وعلى رغم ان الأكراد من المذهب السني. وحصلت اللائحة على 27645 صوتاً، اي 22.1 في المئة من الأصوات ال124651 التي تم فرزها حتى الآن. كما تقدمت على لائحة التحالف الكردي التي تضم"الحزب الديموقراطي الكردستاني"و"الاتحاد الوطني الكردستاني"والتي حصلت على 18791 صوتاً، أي ما يوازي 15 في المئة من الأصوات. وجاءت لائحة الرئيس السني المنتهية ولايته غازي عجيل الياور في المرتبة الثالثة، فحصلت على 15832 صوتاً أي 12.7 في المئة من الأصوات. أما لائحة رئيس الوزراء اياد علاوي الشيعي العلماني فنالت 13035 صوتاً أي 10 في المئة، واحتلت بذلك المرتبة الخامسة بعد فرز الأصوات في 80 في المئة من مكاتب الاقتراع في المحافظة حيث كانت نسبة المشاركة متدنية جداً. وعلى الصعيد ذاته، أعلنت المفوضية العليا للانتخابات ان لائحة الحزبين الكرديين حققت فوزاً ساحقاً في اثنين من محافظات كردستان الثلاث بعد فرز معظم الأصوات. وحصلت اللائحة على 1104388 صوتاً من أصل 1121897 تم فرزها حتى الآن في دهوك والسليمانية أي 92.8 في المئة من الأصوات. وحلت لائحة"الجماعة الاسلامية"الكردية بزعامة محمد نجيب البرزنجي في المرتبة الثانية مع 39579 صوتاً أي 3.5 في المئة تلتها"القائمة الوطنية لبلاد ما بين النهرين"وهي ائتلاف من حزبين مسيحيين وحصلت على 4219 صوتاً. وأصبح شبه مؤكد ان اللائحة الكردية ستحتل المرتبة الثانية على المستوى الوطني. في بغداد، رفض الجعفري وهو أحد المتنافسين البارزين على منصب رئيس الوزراء، نداءات تطالب بتحديد جدول زمني لانسحاب القوات الاجنبية. وقال ان مغادرة القوات المتعددة الجنسية في الوقت الراهن سيجعل العراق يواجه حماماً من الدم. وأشار الى ان القوات العراقية ليست جاهزة بعد للاعتماد على نفسها. في بيروت، أكدت مصادر قريبة من المرجعية الشيعية أنها"لم تدع يوماً الى اقامة دولة دينية في العراق"، وانها كررت دائماً انه"بما ان الاسلام هو دين غالبية الشعب العراقي، فمن المؤكد ان الحكومة التي ستنبثق من ارادة هذا الشعب ستحترم دين الغالبية وتأخذ بقيمه، كما ستحترم حقوق الاقليات. والجميع متفق على ضرورة اعتماد مبدأ العدل والمساواة الى جانب مبدأ التعددية والتداول السلمي للسلطة". ونفت المصادر ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية أول من أمس عن"تحذير السيستاني من محاولة فصل الدين عن الدولة". وأوضحت ان الكلام الذي قيل في هذا الشأن"جاء على لسان ممثل للمرجع الشيخ اسحق الفياض في مؤتمر لقراء العزاء الحسيني وان أي ممثل عن المرجع السيستاني لم يكن موجوداً في اللقاء، وان المرجع يتجنب عادة ارسال أي ممثل الى لقاءات كهذه لتفادي أي تفسيرات لاحقة قد تثير لغطاً حول موقف المرجعية". وأكدت مصادر مطلعة على موقف المرجعية ان"لا خلاف بين مراجع التقليد"في النجف على اعتبار الاسلام"مصدراً أساسياً للتشريع في العراق، مع التأكيد على ألا تكون الاحكام أو التشريعات التي تؤخذ من مصادر أخرى مخالفة للشريعة الاسلامية".