أبرز التقرير المرحلي للجنة تقصي الحقائق في ادعاءات الفساد في ادارة الأممالمتحدة لبرنامج"النفط للغذاء"في العراق، تورط أقارب الأمين العام السابق للأمم المتحدة بطرس بطرس غالي مع مدير البرنامج بينون سيفان، في حض الحكومة العراقية على اختيار شركة"بترول افريقيا والشرق الأوسط"للعقود النفطية من أجل استفادة مالية شخصية، حسب التقرير. وبرز اسم كل من فخري عبد النور ابن عم بطرس غالي، وفرد نادلر شقيق ليا زوجة بطرس غالي. ولم يتضمن التقرير المرحلي توجيه تهمة ارتكاب عمل جنائي إلى أي فرد، لكنه شدد على أن التحقيق مستمر. ونفى سيفان، عبر بيان لمحاميه، أن يكون تسلم أموالاً غير شرعية، وقال إن"الضغوط السياسية الهائلة"أدّت بلجنة تقصي الحقائق التي يترأسها بول فولكر، الرئيس السابق للاحتياطي الفيديرالي الأميركي، إلى استخدام سيفان"كبش فداء". وبرز اسم غالي في التقرير في إطار اختيار البنك الفرنسي BNP"لأسباب سياسية"، حسب قول فولكر، تماشياً مع رغبة بغداد. وأكد فولكر في حديث إلى"الحياة"فور انتهائه من مؤتمر صحافي قال فيه إن غالي قيد التحقيق:"انني ارتكبت خطأ، إذ ظننت أن السؤال عن سيفان". وقال:"إن بطرس غالي، تقنياً، انتهك قواعد المناقصة باختياره هذا البنك لأسباب سياسية". وأكد فولكر أن اللجنة أجرت مقابلات عدة مع غالي، وأنه يتعاون معها، وقال:"انه متعاون جداً. وكلما طلبنا اجراء مقابلة معه، كان دائماً متجاوباً". وزاد ان المقابلات اجريت معه"وجهاً لوجه، وكذلك هاتفياً"، وانه، شخصياً، أجرى مقابلة واحدة معه عبر الهاتف. وقال:"بكل تأكيد أنه يتعاون معنا كلياً". وسألت"الحياة"فولكر اذا كان يعتقد بأن مسؤولية اجراءات الفساد التي اتهم بها سيفان تتوقف عليه وحده أو انها تصل إلى الامين العام كوفي أنان، فأجاب:"لدي سبب يجعلني اعتقد ان التورط يتعدى سيفان"في هذه التهمة بالذات. لكن فولكر أكد ان اللجنة ستمضي الآن في الادعاءات ضد ما سماه"قصة كوفي انان"لجهة"ماذا كان يعرف، وحتى عن دور ابنه كوجو مع شركات ذات علاقة ببرنامج النفط للغذاء". وعن رئيس حزب"المؤتمر الوطني العراقي"احمد الجلبي الذي تعتقد الأممالمتحدة انه يقف اساساً وراء الحملة على الأممالمتحدة وكانت لديه سجلات يزعم انها تثبت ادعاءات الفساد، قال فولكر"لا اعرف شيئاً عن الجلبي. ان عملنا يعتمد على السجلات ولدينا ما يكفي من السجلات العراقية". واضاف:"ان نظرنا سيتجه في المرحلة المقبلة ناحية كوفي انان لنقرر على ماذا نركز بصورة ملحة". وتابع ان"العنصر الآخر سيكون في تركيزنا على ادعاءات تورط موظفين من الأممالمتحدة داخل العراق في الفساد، وكيف تصرف الموظفون الدوليون على الارض العراقية". وعبر انان عن"الدهشة"لما انطوى عليه التقرير من ادانة لكبار موظفيه وتعهد باجراءات تأديبية وسحب الحصانة اذا ما وجهت اليهم تهم اقتراف عمل جنائي وبتطبيق كل التوصيات. ورحب السفير العراقي لدى الأممالمتحدة سمير الصميدعي بالتقرير وبمواقف الأمين العام منه وطالب"بتعويض العراق عن أي خسائر حصلت نتيجة سوء ادارة"برنامج النفط للغذاء. وقال ان الأممالمتحدة"اقتطعت من اموال العراق أكثر من بليون دولار لإدارة البرنامج"وطالب باعادة ما تبقى من الأموال المخصصة لذلك، وقيمتها 37 مليون دولار، الى العراق. كما طالب مجدداً بتراجع الأمين العام عن استخدام أموال العراق لتغطية نفقات التحقيق في سوء ادارة الأممالمتحدة للبرنامج. وشكك الصميدعي بنزاهة بطرس غالي وقال"لدى شكوك فيه"على صعيدين"تدخله في اختيار البنك لإرضاء حكومة العراق ومدى تدخله لاستفادة ومساعدة أقاربه". يذكر ان غالي متزوج من يهودية اميركية.