قبل نحو أسبوعين نشر وزير الثقافة الأردني الأسبق الشاعر حيدر محمود قصيدة بعنوان "السرايا" هاجم فيها "ممارسات وأخطاء" الحكومة الأردنية الحالية شاكياً هذه الحكومة إلى القصر الملكي وأثارت القصيدة جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والثقافية الأردنية كون الشاعر وزيراً وسفيراً سابقاً ومعروفاً بأنه "شاعر البلاط". وبعد هذه القصيدة استقال حيدر محمود من منصبه الرسمي الأخير كمدير لمركز الحسين الثقافي... وتبع ذلك استقالة ابنه من وزارة الخارجية الأمر الذي أثاره مجدداً فكتب هذه القصيدة التي خص بها "الحياة". أللهُ! كم أنتَ قاسي القلْب، يا بَلِدي أَخذْتَ أَمْسِي الذي ولَّى.. فَخلِّ غَدي حَكَّمْتَ فيَّ "العِدى".. حتى إذا عرفوا أنّي الْعَصِيُّ عليهم.. حاربوا وَلَدي! وهو الذي كان يرْجو أن تَرُدَّ لهُ بعضَ الوفاءِ، لِما خَطَّتْهُ فيكَ يدي! لقدْ وَقَفْتُ عليكَ النبض، هل سَمِعَتْ رُباكَ؟ أصدقَ مِمّا قالهُ كَبِدي؟! وكم تحمَّلتُ مِنْ قهْرِ "الكبار" ومِنْ غدرِ "الصِّغارِ".. وما غيَّرتُ مُعتَقَدي! وإذ صحوتُ على أنّاتِ "داليتي" وجدتُها امتلأَتْ "نمْلاً" بلا عَدَدِ!! وما أخافُ على نفسي، فقد تَعِبَتْ نفسي من النَّكَد الموصول بالنّكَدِ! لكن.. أخافُ على "شَمْعِي" فويلُ يدٍ تُريدُ إطفاءها.. مِنْ رد فِعْلِ يدي!! * * * يا هؤلاءِ.. اتّقوا شِعْري، فإنَّ لهُ "سوْطيْن": من لهبٍ قاسٍ ومنْ بَرَدِ..! هذي الكراسي التي "تسْتِزْلمونَ" بها ليستْ رواسيْ.. ولن تبْقى إلى الأَبَدِ.. لئنْ كِسِبْبُمْ "ملايين الدنى"، فلقدْ أَصبْتُكمْ بعمِى الأَلوانِ.. والرَّمَدِ! مِنْ أين جئتمْ بها؟! تَدْري أصابعُكمْ وسوفَ تشْهَدُ عِنْدَ "الواحدِ الأحَدِ!! * * * قُلْها إذَنْ أيُّها "القدِّيسُ" يا بلدي بملءِ صَوْتِك.. لا تُنْقِصْ، ولا تَزِدِ: لا للعصاباتِ، لا للمافِياتِ، ولا للخصْخَصاتِ.. التي قَدْ مزَّقَتْ "جَسَدي"! * * * يا مُسْتَبيحي دَميْ.. مَهْلاً.. فَمَنْ رَحِمي غداً، سيأتي "مَسيحي".. أَوْ فَبَعْدَ غَدِ!! * وزير الثقافة الأردني السابق.