لفت الفوز النسبي لقائمة رئيس الوزراء السابق اياد علاوي، ذات الطابع العلماني، في مدينتي كربلاء والنجف اللتين تعدان معقلين اساسيين للاحزاب الدينية، انتباه اكثر السياسين ورجال الدين، على رغم تأكيد مصادر مختلفة فوز قائمة «ائتلاف دولة القانون»، بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي، بالمرتبة الاولى تلتها قائمتا «الائتلاف الوطني» و «العراقية». وكان لعامل الربط بين البعثيين وقائمة علاوي، عبر قرارات «المساءلة والعدالة»، اثر واضح في نتائج انتخابات محافظات الجنوب لكن نسباً غير قليلة من السكان صوتوا مع ذلك لعلاوي. وشهدت الايام الاخيرة للانتخابات في النجف وكربلاء حملة اعلامية مضادة ل «القائمة العراقية» شملت يوم الانتخابات حيث وزعت اطراف مجهولة رسائل نصية عبر اجهزة النقال تقول ان «القائمة العراقية تسيء الى المرجعية واهل البيت» كنوع من الاستقطاب المذهبي للسكان. وأكد احد مراقبي الكيانات السياسية في النجف ياسر الموسوي ل «الحياة» ان «عمليات الفرز والعد انتهت في النجف ليلة امس (اول من امس) في جميع المراكز الانتخابية واظهرت النتائج تقدم قائمة «ائتلاف دولة القانون» وتليه بفارق ضئيل قائمة «الائتلاف الوطني العراقي» ثم القائمة «العراقية». من جانبها اعلنت مديرة المفوضية العليا للانتخابات في النجف بشرى الزاملي «عن اتمام عملية الفرز والعد ونقل الصناديق بصورة سرية الى بغداد». وأشارت الى ان «المفوضية أجرت عملية الاقتراع بصورة جيدة في عموم المحافظة ولم تُسجل اختراقات الا جزئية وبسيطة». وأوضحت ان «نسبة المشاركة كانت 55 في المئة في عموم مراكز المحافظة». وشددت على ان «النتائج الاولية ستُعلن الثلثاء ادارة المفوضية في بغداد». وتتخوف شخصيات رسمية من الاحزاب الاسلامية من ان حصول اياد علاوي على منصب رئيس الوزراء سيؤدي الى انقلاب فكري خلال اربع سنوات وتحويل افراد المجتمع الى علمانيين وليبراليين ما يُفقد الاحزاب الاسلامية فرصتها». وقال القيادي في حزب الدعوة الاسلامية في النجف عماد الخفاجي ل «الحياة» ان «حزب الدعوة مع خيارات الشعب ولا ينتابنا اي قلق من تسلم علاوي منصب رئيس الوزراء». وأشار الى ان «النسب التي وردتنا لا تشير الى حصول القائمة العراقية على اعداد كبيرة وهذه النسب هي نفسها تحصل عليها القائمة في كل عملية انتخابية». وقال البطيخ ل «الحياة» انه «في انتخابات مجلس المحافظات السابقة لم نحصل على مقعد واحد لا في النجف ولا كربلاء ونعتبر حصولنا على المركز الثالث بنسبة الاصوات في النجف وكربلاء كمعاقل للاحزاب الدينية فوزاً ساحقاً للعراقية». وزاد «على رغم محاولات التضليل والخداع التي استخدمت فإن الشعب العراقي باتجاه ينحو نحو الاحزاب الوطنية العلمانية لأنها هي من تحقق طموحات الفرد العراقي». وأعلنت مصادر اعلامية مشرفة على عمليات الفرز أن «القائمة العراقية حلت في المرتبة الثانية في ثلاث محافظات جنوبية (بابل والمثنى والبصرة)، لكنها جاءت في المرتبة الثالثة في ست محافظات أخرى من جنوب العراق، بعد الائتلاف الوطني، الذي يضم الأحزاب الشيعية الرئيسية باستثناء حزب الدعوة تنظيم العراق». ويضم ائتلاف «القائمة العراقية الوطنية» قوى علمانية شيعية وسنية، من أبرزها حركة الوفاق الوطني العراقي بزعامة رئيس الوزراء السابق إياد علاوي، وحركة التجديد التي يقودها نائب رئيس الجمهورية العراقي طارق الهاشمي، وجبهة الحوار الوطني بزعامة السياسي السني البارز صالح المطلك، وتجمع «عراقيون» بزعامة أسامة النجيفي.