تبدأ شركة "سوناطراك" الجزائرية بالتعاون مع كونسورتيوم دولي في تموز يوليو المقبل مد ثالث أنبوب غاز طبيعي الى الساحل الجنوبي الأوروبي بطاقة قصوى مقدارها ثمانية بلايين متر مكعب سنوياً. وتشير التقديرات الى ان خط الأنابيب "ميدغاز" الممتد بطول 200 كيلومتر وعمق 2150 متراً من بني ساف في الجزائر عبر البحر الأبيض المتوسط الى الميريا في أسبانيا سيكلف نحو 780 مليون دولار. وتملك خط "ميدغاز" كل من الشركة الجزائرية الوطنية "سوناطراك" نسبة 20 في المئة و"سيبسا" الأسبانية 20 في المئة و"توتا ل" و"بريتيش بتروليوم" و"غاز دي فرانس" و"أنديسا" و"أبردولا" بنسبة 12 في المئة لكل منها. وستقوم الشركات المشاركة في المشروع بشراء الغاز الطبيعي وتسويقه في الأراضي الأسبانية. ويتم مد هذا الخط الغازي الجديد الى أوروبا في ظل تصميم السلطات النفطية الجزائرية على زيادة الصادرات الغازية الطبيعية والمسيلة من 60 بليون متر مكعب سنوياً حالياً الى نحو 85 بليون متر مكعب مع نهاية العقد، وذلك مع بدء الانتاج من حقل "عين صالح" تسعة بلايين متر مكعبة سنوياً في الجنوب الأقصى من البلاد، إضافة الى تطوير حقل "أوهانيت" 655 مليون قدم مكعبة سنوياً وحقل "عين ميناس" 700 مليون قدم مكعبة سنوياً، ناهيك عن زيادة الإنتاجية في حقل "حاسي رمل" المصدر الأساس للإنتاج الغازي الجزائري. وينصب الاهتمام الجزائري في تطوير الحقول الجديدة وبناء مشاريع التصدير الحديثة والتي تقدر نفقاتها الإجمالية نحو 10 بلايين دولار في النصف الثاني من العقد الجاري نتيجة الزيادة الكبيرة في الطلب على الغاز الطبيعي في أوروبا، وبالذات الارتفاع الكبير المتوقع في الاستهلاك في الدول المطلة على البحر المتوسط، مثل أسبانياوإيطاليا. وكان المفاوضون الجزائريون أمضوا شهوراً طويلة من المفاوضات مع المسؤولين في السوق الأوروبية من أجل تحقيق أحسن الشروط التجارية للغاز الجزائري في ظل سياسة الانفتاح الأوروبية في تجارة الغاز. يذكر ان هناك حالياً أنبوبين يصدران الغاز الجزائري الى أوروبا الجنوبية، هما خط "ترانسميد" الذي ينقل نحو 27 بليون متر مكعب سنوياً الى إيطاليا، إضافة الى كميات محدودة الى تونس وسلوفينيا، والخط "الغربي" الذي يمر عبر المغرب وينقل نحو ثمانية بلايين متر مكعب سنوياً الى أسبانيا.