رغم وجود عيوب فنية ظاهرة للعيان في أداء الاتحاد مساء أمس أمام فريق سيول الكوري الجنوبي، وهذا يفسر حال الترقب والتوجس من أنصار الاتحاد، الذين يخشون ان تضيع فرصة التأهل للأدوار المقبلة من بطولة كأس آسيا الذي تعود الاتحاديون على الوصول الى النهائي ثلاث مرات من قبل فاز بالبطولة مرتين وخسر الثالثة، والحقيقة ان مستوى فريق الاتحاد أفضل وبكثير من المنافس، وكان يمكن للفريق السعودي ان ينهي هذا التنافس من مباراة الذهاب في جدة، أما في كوريا فقد اختلف التفكير كثيراً من قبل مدرب الاتحاد ديمتري، والذي جعل فريقه يستكين للدفاع اكثر من أي شيء آخر، وبطبيعة الفريق الاتحادي ومنذ زمن طويل لا يعرف ان يؤدي مباراة كاملة مدافعاً، ورغم التزام اللاعبين بتعليمات المدرب، فقد نجحوا الى حد ما رغم ربكة الدقائق الأخيرة التي قرب فيها أمل المحافظة على النتيجة التي خطط لها المدرب الاتحادي ديمتري، إلا ان الهدف المباغت الذي سجل في الدقيقة «85» من عمر المباراة، أعاد الأمل للفريق الكوري، هذا الوضع جعل المدرب ديمتري يصحو من سباته في تعديل كفة الفريق والعمل على توازنه من جديد بإخراج اللاعب النمري الذي لم يكن له أي دور في منتصف الشوط الثاني. والحقيقة ان الفريق الاتحادي كان مؤهلاً لتجاوز الفريق الكوري قبل مباراة الأمس، فهناك فوارق فنية بين الفريقين، لكن الطريقة الاتحادية التي اعتمدها المدرب ديمتري وهي عدم المجازفة كادت تعصف بالأمل الاتحادي، وعندما يفكر أي مدرب في الفوز وكسب نتيجة المباراة دون ان يفكر في المقام الأول بقدرات لاعبيه ومدى قدرتهم على ايجاد الفوارق هي التي تحتاج الى إعادة نظر، بالأمس حقق الاتحاد ما كان يسعى اليه المدرب رغم خسارته بهدف وحيد لا يؤهل الفريق المضيف بل يؤهل الاتحاد، وهنا لا ينظر الاتحاديون الى ما سيسجله تاريخ مشاركات «العميد» في هذه البطولة ما دام انهم يتأهلون، فقد تلقى الاتحاد الخسارة ال 11، وبالطبع مثل تلك الخسائر وان لم تكن مؤثرة لها أسبابها الفنية والتي يجب معالجتها اذا ما اراد الفريق الاتحادي الاستمرار الى النهاية. وصحيح ان الفريق الاتحادي فاز بنتيجة المباراتين وبفارق بسيط (3/2) إلا ان المقبل سيكون أكثر سخونة، وكل ما يمكن ان يكون مفرحاً هو بداية الفريق الاتحادي في الاعتماد على أسماء شابة، مثل ابو سبعان ووجود معن وهتان، والذين ستتاح لهما الفرصة في قادم الأيام، ومن هنا نستطيع القول ان الفريق الاتحادي من الصعب ان يتنازل عن كبريائه والسعي للانتصارات وزيادة خزينته من البطولات، وهو للحقيقة مؤهل لذلك من خلال الاهتمام المنقطع النظير لمسؤولي النادي، ورغم ان المباريات فوز وخسارة إلا ان معالجة الاخطاء يجب الا تنسي الفريق الاتحادي بأن الفريق بحاجة الى علاج سريع قبل ان يبدأ غمار المنافسات المقبلة، وهكذا يمكن للفريق ان يحقق ما يسعى اليه، وتتطلع الجماهير الاتحادية إلى أن يظهر فريقها قوياً، والاتحاد الآن اصبح قريباً جداً من الوصول الى النهائي، وبعد ان يستريح في الدوري المحلي لابد ان يضع كل ثقله في ما سيواجهه من مباريات سواء كانت محلية او قارية، ولكي يمضي الاتحاد الى أمجاده التي تعود عليها. [email protected]