دعا الرئيس الأميركي جورج بوش والمستشار الألماني غيرهارد شرودر إيران أمس، إلى التخلي عن مساعيها امتلاك السلاح النووي. وأكدا الأهداف السياسية المشتركة في ما يتعلق بعملية السلام في الشرق الاوسط وإعادة إعمار العراق. كما التقيا في تقويم الوضع المستقبلي لحلف شمال الاطلسي"ناتو"، واتفقا على تعاون عملي مشترك لحماية المناخ. وذكرت مصادر حكومية ألمانية مطلعة أن المحادثات التي أجريت في جو ودي ستوضع في مصاف أهم محادثات سياسية أجريت بين البلدين حتى الآن،"إذ سادت فيها للمرة الأولى روح التعامل بوضوح من الند الى الند". وأبدت برلين ارتياحها الكبير لتأكيد بوش في زيارته الثانية لألمانيا أمس، أنه لن يستخدم تعبير"التحالف الأطلسي بقيادة الولاياتالمتحدة"الذي سبق وأطلقه والده من هذه المدينة بالذات حين تولى منصب الرئيس، ما عكس بحسب مصادر مطلعة تصميم بوش الابن على مواصلة التقرب من أوروبا وتعزيز التحالف معها على قاعدة الشراكة المتساوية. وأكد المستشار الالماني في المؤتمر الصحافي الذي عقد بعد محادثات مع بوش دامت ساعة ونصف الساعة وشارك فيها وزيرا خارجية البلدين كوندوليزا رايس ويوشكا فيشر، أن"صفحة جديدة من العلاقات الألمانية - الأميركية فتحت الآن بعدما أصبحت الخلافات التي نشأت بسبب الحرب على العراق من الماضي"، في حين شدد بوش على أهمية موقع ألمانيا في أوروبا و"بالتالي في الولاياتالمتحدة". بوش:"إيران ليست العراق" وطالب الزعيمان إيران بوقف العمل ببرنامجها النووي، وأوضح بوش أن بلاده"ستمنح الديبلوماسية فرصة للنجاح". وأشار إلى أن واشنطن ستضع مع الترويكا الأوروبية"سلسلة من المفاوضات التكتيكية"من أجل التنسيق إزاء إيران. وحرص بوش على تبديد الشكوك من وجود تهديد أميركي لإيران كما أوحى كلامه في بروكسيل أول من أمس. وقال:"ليست إيرانالعراق، والديبلوماسية لا تزال في أول الطريق". وحض المجتمع الدولي على المطالبة بصوت واحد بتخلي طهران عن"برنامجها العسكري النووي". لكن بوش أعلن بعدما شكر ألمانيا على مبادرتها للتفاوض مع إيران وأثنى على جهودها مع فرنسا وبريطانيا لحل الأزمة النووية معها ديبلوماسياً، أن"كل الفرضيات تبقى على الطاولة"، في تلميح منه إلى عدم استبعاد فكرة توجيه ضربة عسكرية إلى طهران. وأضاف:"يتوجب على إيران التخلي عن هذا السلاح بطريقة شفافة وحكيمة". وفي المقابل، أبدى شرودر قناعته بوجود فرصة للتوصل إلى اتفاق مع طهران، وشكر الدعم الأميركي للموقف الأوروبي،"المستند إلى قاعدة تطابق الاهداف". وفي موضوع العراق، أعلن شرودر استعداد حكومته لزيادة مساهمتها في مشاريع إعادة الإعمار التي تجرى على أراضيه، وجاهزيتها لتحمل أي مسؤولية دولية تلقى على عاتقها. وأثنى على الدور الذي تلعبه إدارة بوش حالياً لحل أزمة الشرق الأوسط، وعملها الفاعل في تقارب وجهات النظر الفلسطينية-الاسرائيلية. وبالانتقال إلى تقويم الدور الذي يضطلع به حلف شمال الأطلسي ومستقبله، فإن الزعيمين وصفا الحلف بأنه "مؤسسة أساسية للعلاقات الأطلسية وموقعاً رئيسياً للتشاور بين الحلفاء، من دون أن يعني ذلك عدم التشاور خارجها أيضاً". واللافت أن شرودر كان صرح في مناسبات عدة بأن عمل الحلف بات لا يتماشى مع التغيرات التي طرأت على أوروبا والعالم. تظاهرات وعلى رغم الترتيبات الأمنية الاستثنائية التي اتخذت وساهمت في شل الحياة في وسط مدينة ماينتس جنوب غربي ومحيطها، سمحت السلطات الألمانية بتظاهر آلاف المعارضين لنهج الرئيس الأميركي في مختلف أنحاء البلاد. وتظاهر نحو 005 شخص في فيسبادن، وسط غرب البلاد، حيث توجد قاعدة أميركية زارها بوش، و003 آخرون في المحطة المركزية في مدينة ماينتس حيث التقى بوش مع شرودر. وسارت التظاهرة التي دعا إليها دعاة السلام تحت شعار"بوش لا نريدك". وأيضاً، تظاهر نحو 005 شخص في برلين، كما نظمت تظاهرة في شتوتغارت جنوب غربي البلاد حيث يوجد مقر القيادة العامة للقوات الأميركية في أوروبا، وفي مدن أخرى. على صعيد آخر، توقفت حركة الملاحة في مطار فرانكفورت الدولي، وذلك فترة 38 دقيقة قبل ظهر أمس خلال توجه طائرة الرئيس بوش إليه، كجزء من الترتيبات التي اتخذت لحمايته من أي اعتداء. وفي وقت ذكرت إدارة المطار أنها أوقفت 71 رحلة جوية لهذا السبب، صرحت شركة"لوفتهانزا"أنها تبحث في إمكان المطالبة بدفع تعويضات مالية بسبب الخسائر التي تكبدتها. \