لا يستطيع المرء ان يصدق ان من عاش للبنان، وأحبه، وعمل على وحدته وعيشه المشترك، يستشهد في عملية اغتيال وحشية، وفي منطقة لطالما ابرزها شاهدة حية على إعادة لبنان وإعماره، وطي صفحة الحرب الأليمة، وجعل لبنان نقطة وصل للعالم اجمع. بقي الشهيد الراحل الرئيس رفيق الحريري متفائلاً بأن لبنان سيبقى موحداً ووطناً لجميع ابنائه. وكان دائماً، باعتراف الجميع، صلة وصل بين اللبنانيين، وجسراً للعبور، فاتخذ موقع المحاور والموحد. فمن له مصلحة في اغتيال زعيم بهذا الحجم وهذه الروح الوحدوية؟ من له المصلحة في اغتيال مقاوم للعدو الصهيوني وعدوانه المستمر على لبنان؟ وعندما نتحدث عن المقاومة، لا بد من ان يكون للشهيد الراحل محطات مهمة في مسيرة المقاومة والصمود. فالبناء مقاومة، وتعليم الشباب مقاومة، ومساعدة المواطنين المتضررين من الاحتلال مقاومة. وكلنا نذكر دور الشهيد في لملمة جراح عوائل شهداء قانا. وكلنا نذكر ما فعله الشهيد في المحافل الدولية من اجل إصدار تفاهم نيسان ابريل عام 1996 الذي بموجبه تم اعتراف العالم بأسره بمقاومة الشعب اللبناني. فمن يريد ان يعرف من كان وراء هذا العمل الجبان، لا بد له إلا ان يقف عند نقطتين بالغتي الأهمية، وهما تصريح الرئيس الشهيد يوم استشهاده لصحيفة"السفير"الذي قال فيه انه متمسك باتفاق الطائف، وانتقد من يريد ان يلغي هذا الاتفاق، كما اكد انه قومي عربي ومتمسك بقوميته، والأمر الثاني كلام السيد حسن نصر الله في نعيه الشهيد، وكشفه عن انه كان يلتقي بالشهيد الراحل مرتين في الأسبوع، وكم كان الشهيد متمسكاً بالمقاومة وضرورة الحفاظ عليها. وأكد حرفياً للسيد نصر الله انه لن يسمح بنزع سلاح المقاومة، وترجم هذا الرفض عندما عمل مع اصدقائه الأوروبيين على عدم إدراج"حزب الله"على لائحة المنظمات الإرهابية. عباس المعلم [email protected]