أكد المحامي العراقي بديع عزت المكلف الدفاع عن طارق عزيز نائب رئيس الوزراء العراقي السابق أمس، أن الأممالمتحدة طلبت طرح 18 سؤالاً على موكله في خصوص اتهامات بحدوث اختلاسات مالية وعمليات تزوير في اطار برنامج"النفط مقابل الغذاء". وكشف عزت في حديث الى"الحياة"أنه تولى قبل أيام مهمة الدفاع عن معتقلين آخرين من ضمنهم العالمة الكيماوية هدى صالح مهدي عماش وفاضل محمود غريب، عضوا قيادة"البعث"في النظام السابق، والوكيل السابق لوزارة الخارجية سعد عبدالمجيد الفيصل والمدير السابق للرقابة الوطنية حسام محمد أمين والمحافظ السابق للبنك المركزي عصام ملا حويش. وأوضح أنه ينتظر اذن المحكمة العراقية الخاصة المكلفة محاكمة الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين ورموز نظامه، لمقابلة موكله والتشاور معه حول أسئلة المنظمة الدولية. وقال إن لجنة قانونية شكلتها الأممالمتحدة أرسلت مذكرتين رسميتين"لمقابلة عزيز وطرح الأسئلة عليه من دون توجيه التهم إلى المحكمة وإليّ شخصياً باعتباري محاميه"، مشيراً إلى أنه سيلتقي موكله قبل مقابلة اللجنة كإجراء احترازي قانوني. وأضاف أنه سيطرح على عزيز عدداً من الخيارات في هذا الشأن من ضمنها عدم الزامه الاجابة عن أسئلة الأممالمتحدة أو الاجابة عن قسم منها أو ارجاء الاجابة الى ما بعد اطلاقه أو نقله إلى بلد محايد. ولفت إلى أن الادارة الأميركية التي تشرف قواتها على معتقلي النظام السابق هي خصم في قضية"النفط مقابل الغذاء"ولا"يجوز قانونياً اثارة الموضوع أمام الخصم من جانب الخصم الآخر". وأشار عارف إلى أن المحكمة منشغلة حالياً بالتحقيق في حملة"الأنفال"ضد الأكراد تمهيداً لمحاكمة علي حسن المجيد، ابن عم صدام، في ظل الاتهامات الموجهة إليه عن مسؤوليته عن ضرب الأكراد بالأسلحة الكيماوية. ورفض عارف الادلاء برأيه في شأن اشاعات تحدثت عن وجود رشاوى ووساطات داخل أروقة المحكمة أو تعيين أعضائها تحت ضغوط معينة. وقال:"ليس من مصلحتي الخوض في هذه التفاصيل ووجهة نظري تتلخص في أن المحكمة غير شرعية لأنها شكلت في ظل قوات محتلة". وأضاف عارف أنه لا يخشى التهديدات التي وصلته من مصادر مجهولة"لأن الأحزاب السياسية والدينية الحالية وإن وقفت ضد صدام حسين والمسؤولين في النظام السابق إلا أنها ذات توجهات ديموقراطية وتعتبر القضاء الفيصل في الحكم على أي متهم أو تبرئة البريء"، معرباً في الوقت ذاته عن خشيته ممن أسماهم"الغوغاء". وناشد الحكومة الأميركية ورئيس الحكومة الموقتة أياد علاوي وزعماء الأحزاب العراقية وفي مقدمهم"عبدالعزيز الحكيم وأحمد الجلبي وابراهيم الجعفري وعبدالكريم العنزي وجلال طالباني ومسعود بارزاني ومقتدى الصدر"ان"يستنهضوا القيم العربية والاسلامية ويتدخلوا لمصلحة اطلاق هدى عماش ورحاب طه لأنهما امرأتان عراقيتان معتقلتان لدى القوات الأميركية، مع الأخذ في الاعتبار اصابة الأولى بمرض السرطان".