أعلن مجلس إدارة شركة "هيوليت- باكارد" ، شركة الحاسبات العملاقة وأكبر بائعة طابعات ومعدات حفظ المعلومات الكترونياً في العالم، على موقع الشركة الإلكتروني استقالة رئيسة مجلس الإدارة والرئيسة التنفيذية كارلي فيورينا، وترقية باتريشيا دان إلى منصب رئيسة مجلس إدارة غير تنفيذية مكانها، وتولي المدير المالي روبرت وايمان، موقتاَ منصب الرئيس التنفيذي. وشكرت دان، نيابةً عن مجلس الإدارة، فيورينا" على الجهود التي بذلتها خلال ست سنوات لتنشيط الشركة، لا سيما خطتها الاستراتيجية التي جعلت الشركة قادرة على المنافسة والربح". ويتوقع ان تحصل فيورينا على 21 مليون دولار تعويض صرف من الخدمة من ضمنه قيمة حصتها من"خيارات أسهم" الشركة، بحسب وكالة "رويترز". وكانت فيورينا اشتهرت بأنها المرأة الوحيدة التي وصلت في تموز يوليو 1999 إلى منصب "الرئيس التنفيذي" في إحدى كبريات الشركات الأميركية المدرجة على مؤشر "داو جونز" الصناعي لأكبر30 شركة، ورقيت إلى منصب رئيس مجلس الادارة والرئيس التنفيذي عام 2000. وأشارت مجلة "بزنس ويك" الأميركية في مقالة في عددها الصادر في آب أغسطس 1999 ان مجلس إدارة الشركة في حينه درس ملفات ومؤهلات نحو 300 مدير محتمل واختاروها كونها كانت "الأفضل" وتوقعوا ان" تستمر الرئيسة التنفيذية للشركة لمدّة طويلة". ما الذي حصل مع فيورينا التي احتلت المرتبة العاشرة في لائحة مجلة "فوربس" الأميركية ل" أقوى 100 سيدة في العالم"، العام الماضي؟ يأتي خروج فيورينا بعد سجال مع مجلس الإدارة في الفترة الأخيرة، واختلاف في وجهات النظر بسبب تراجع أداء الشركة المالي واتهامات مجلس الإدارة لفيورينا بإدارة الشركة ب"قبضة من حديد"، وإصرارها على اعتماد القرارات "مركزياً"ً، إذ قامت بتجميع 83 وحدة في أربع وحدات مركزية، وربطت صلاحيات السلطات التنفيذية بمكتبها، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" الاميركية. ويبدو أنها كانت تقاوم اقتراح قدمه مجلس الإدارة سعياُ لاعادة ترتيب الشركة بتحويل بعض صلاحيات القرارات المتخذة في شكل يومي إلى ثلاثة مديرين تنفيذيين لتفعيل سير العمل. وكانت فيورينا، صاحبة الباع الطويل في تقنيات البيع والتسويق، أول شخص يحتل هذا المنصب من خارج "هيوليت- باكارد" كونها جاءت إليها من شركة "لوسنت" للتكنولوجيا. واتبعت سياسة توسعية بهدف تنويع أعمال الشركة جعلتها تشتري شركة "كومباك كومبيوترز" المنتجة للحاسوب بقيمة 19 بليون دولار في 2002 بعد نزاعٍ مع والتر هيوليت، أحد ورثة الشركة، الذي كان يخالفها الرأي حول مدى جدوى هذه العملية. ولجأت مرات عدّة خلال إدارتها للشركة إلى إلقاء اللوم على الموظفين والمديرين وعمدت إلى تسريحهم وجعلتهم ينضمون إلى شركات منافسة. وكان سهم الشركة سجل تراجعاً 50 في المئة خلال فترة ترؤس فيورينا. واتضح ان استراتيجية التنويع في منتجاتها كانت مكلفة وغير صائبة كونها كانت تخسر بسبب تراجع مبيعات الحاسوب الشخصي وتلجأ الى التعويض عن هذه الخسارة من خلال تغطيتها بأرباح الطابعات اذ ما زالت تواجه منافسة شديدة في سوق الحاسبات خصوصاً من "ديل" في مجال الحاسوب الشخصي و"أي بي إم" في مجال الحاسبات الضخمة للشركات، ما أدى إلى تراجع ادائها في الربع الثالث من 2004 . وتقدم "هيوليت - باكارد" الخدمات إلى أكثر من بليون عميل حول العالم في 160 بلداً لا سيما الدول العربية، وتخطت عائداتها السنوية 80 بليون دولار للسنة المالية 2004 من بيع البنية التحتية المعلوماتية، والحاسوب الشخصي وأدوات الطباعة والتصوير. وتواجه الرئيس التنفيذي الجديد تحديات عدة لا سيما ان خبراء في شركة "مريل لينش"، بحسب جريدة "هيرالد تريبيون"، اقترحوا خيار تفكيك الشركة إلى أقسام عدّة وبيع وحدة إنتاج الطابعات وتقنيات التصوير التي تشكل ثلاثة أرباع إيراداتها، لكن الإدارة الحالية تنفي اتخاذ قرارات من هذا النوع في الوقت الحاضر.