حذرت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس طهران امس، من عقوبات محتملة في مجلس الامن ما لم تتخلى عن برنامجها النووي. في غضون ذلك، تحدثت صحيفة في فيينا عن ضغوط أميركية تمارس على شركة نمسوية كبرى بهدف ثني الاخيرة عن تنفيذ صفقة بيع سلاح خفيف متطور إلى إيران. الى ذلك، اعلن وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر انه يمكن لايران ان تكون"بين المستفيدين من شرق اوسط جديد"اذا قبلت بتنازلات في شأن برنامجها النووي بادرت وتبنت اصلاحات ديموقراطية. في الوقت نفسه، دعا الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا الايرانيين الى ان يكونوا"جديين"في المفاوضات مع الجانب الاوروبي في شأن برنامجهم النووي التي استؤنفت في جنيف اول من امس. سلاح نمسوي وفي فيينا، تحدثت صحيفة"فيرتشفتس بلاتيس"الاقتصادية أمس، عن ضغوط أميركية على شركة"شتاير مانليشر"وهي إحدى ابرز شركات تصنيع السلاح في النمسا، بهدف ثني الشركة عن تنفيذ صفقة بيع سلاح خفيف متطور إلى إيران. وذكرت الصحيفة ان صفقة السلاح تتضمن 800 بندقية متطورة إضافة إلى خمسين منظاراً للرؤية الليلية البعيدة من النوع المتطور، قالت ايران انها ستستخدمها في مكافحة عصابات تهريب المخدرات الناشطة عبر حدودها الشرقية مع افغانستان، اضافة الى تعزيز مراقبة وحماية تلك الحدود. ونقلت الصحيفة عن مدير الشركة قوله ان الادارة الاميركية أعربت له عن مخاوفها من احتمال انتقال السلاح الى أيدي المقاتلين المناهضين لوجودها العسكري في العراق، مضيفاً انه لا توجد أدلة ملموسة تثبت الشبهات الأميركية هذه، مشدداً على ان ايران تعتبر سوقاً مهماً للمستقبل لمنتجات الشركة من السلاح. وأضاف أن الموقف الأميركي مبالغ فيه وغير مبرر، خصوصاً أنه يعتمد على تكهنات ومخاوف من دون أدلة. في المقابل، أكد الناطق باسم وزارة الداخلية النمسوية رودولف جوليانا حصول هذه الصفقة على ترخيص من قبل الحكومة النمسوية في أواسط شباط فبراير من العام الماضي وذلك بعد التشاور بين وزارتي الدفاع والخارجية النمسويتين، والتأكد من خلوها من أي شوائب، وذلك إثر"تعهد"طهران عبر مذكرة أصدرتها للنمسا بأن هذا السلاح لن يستخدم إلا لأغراض داخلية. تهديد رايس وأكدت وزيرة الخارجية الاميركية امس، انه يجب تحذير ايران من انها ستتعرض لعقوبات في مجلس الامن ما لم تقبل الاتفاق الاوروبي الخاص ببرنامجها النووي. وقالت لتلفزيون"فوكس نيوز"ان"الايرانيين في حاجة لان يسمعوا انهم اذا لم يقبلوا الاتفاق الذي يعرضه الاوروبيون، ستلوح في الافق عقوبات مجلس الامن". وأضافت:"لست واثقة من ان احداً قال ذلك للايرانيين بوضوح كما يجب". وأوضحت ان واشنطن تراقب عن كثب المفاوضات الديبلوماسية الجارية بين طهران وثلاث دول اوروبية ولم تحدد مهلة نهائية لنجاح الجهود في شأن الحصول على ضمانات من ايران في شأن برنامجها النووي. وقالت:"يجب العمل على التاكد من تطبيق الايرانيين التزاماتهم الدولية. لم نحدد اي جدول زمني. ونواصل مشاوراتنا الوثيقة مع الاوروبيين في شأن سير المفاوضات واذا ما كان يتم احداث تقدم في شأنها". نصيحة فيشر وفي ولينغتون، قال فيشر خلال زيارة لنيوزيلاندا ان ايران"في مفترق الطرق"، وذلك رداً على اسئلة عما تبذله المانيا وفرنسا وبريطانيا من مساع لحمل طهران على احترام التزامها تعليق عملية تخصيب اليورانيوم. وأوضح ان ايران قد تكون"من بين المستفيدين من شرق اوسط جديد اذا تم الاعلان عن اصلاحات اساسية واذا انفتح البلد على التجارة". وأضاف:"نحاول اقناع الايرانيين بالطرق الديبلوماسية ان عليهم ان يفكروا في مصالحهم على المدى البعيد وعدم القيام بحسابات خاطئة". سولانا الى ذلك، رد سولانا على دعوة الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية حميد رضى آصفي الاتحاد الاوروبي الى ان يكون"جدياً"مع الجمهورية الاسلامية في ايران خلال المفاوضات في شأن البرنامج النووي. وقال المسؤول الاوروبي للصحافيين:"نحن جديون للغاية. لا اريد ان افقد ابتسامتي. نحن جديون للغاية عندما تكون لنا قضية مع ايران. من جانبنا، نحن جديون. انه امر واضح: من الضروري ان تكون هناك جدية من الطرفين".