الاكتئاب من الأمراض النفسية الشائعة بسبب ضغوط الحياة اليومية، التي تؤثر سلباً في طريقة التفكير وفي السلوك والتعامل مع الآخرين. وتفيد دراسة علمية حديثة نشرها باحثون من جامعة تورنتو الكندية، بأن الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب لديهم نقص في معدن الزنك في الدم، وبناء عليه ينصح المشرفون على الدراسة بتناول العدس، ومنتجات البحر، والكاكاو، لأنها غنية بالزنك. يحتاج الشخص البالغ إلى نحو 15 ميلليغراماً من الزنك يومياً، وهناك مصادر غذائية عدة يمكن الاعتماد عليها في تأمين الحاجة اليومية من الزنك، إلا أن أهمها المحار، جنين القمح، الكبد، واللحوم الحمراء. يحتلّ المحار رأس قائمة الأغذية الغنية التي تزوّد الجسم بالزنك، فكل 100 غرام تعطي 60 ميلليغراماً من الزنك. ويمتاز المحار بأنه قليل السعرات الحرارية، وهو غني بالأحماض الدهنية أوميغا - 3 التي تحمي القلب والشرايين، ويشكّل مصدراً جيداً للحديد المضاد لفقر الدم، كما أنه غذاء غني بالمواد البروتينية. ويقول علماء من إيطاليا وأميركا، أن المحار يحتوي على أحماض أمينية خاصة تملك القدرة على تحفيز الهرمونات الجنسية. ويتفوق المحار على كثير من الأطعمة بغناه بالفيتامين ب12 المهم جداً لسلامة الجهاز العصبي وتشكيل كريات الدم الحمر. أما جنين القمح فإن 100 غرام منه تعطي 17 ميلليغراماً من الزنك. كما أنه يعدّ مصدراً مهماً للألياف الغذائية والفيتامينات والأملاح المعدنية ومضادات الأكسدة، التي تساهم في حماية القلب والدماغ من خطر الجلطات القاتلة. وفي خصوص الكبد، فإن مئة غرام منه تزود الجسم بحوالى 12 ميلليغراماً من الزنك. ويعتبر الكبد من الأطعمة الغنية بالفيتامين ب12، إذ تكفي قطعة صغيرة منه لا يتجاوز وزنها 10 غرامات لتوفر للجسم حاجته اليومية من الفيتامين المذكور المهم جداً لتصنيع كريات الدم الحمر. لكن حذار من المبالغة في أكل الكبد أكثر من مرة واحدة في الأسبوع، لأنه يشكل خطراً على الصحة. في المقابل، فإن 100 غرام من اللحم الأحمر تضمّ نحو 10 ميلليغرامات من الزنك. ويمتاز اللحم الأحمر بغناه بالبروتينات العالية الجودة التي تساعد في بناء الأنسجة وترميمها. وينصح باستهلاك اللحم الأحمر باعتدال، ويفضل اختيار اللحم الهبر الذي يحتوي على أقل نسبة من الدهون، ويجب الابتعاد من اللحوم المعالجة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة التي ترفع مستوى الكوليسترول السيئ في الدم، وبالتالي تزيد من احتمال الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية. جدير ذكره هنا، أن نقص معدن الزنك يمكن أن يؤثر سلباً في جودة الحيوانات المنوية وبالتالي في خصوبة الرجل، من هنا ضرورة تناول ما يكفي من معدن الزنك يومياً للحفاظ على عمل الجهاز التناسلي في شكل جيد، خصوصاً من ناحية جودة الحيوانات المنوية وعددها. أيضاً فإن نقص الزنك يمكن أن يؤثر سلباً في معدل التبويض والخصوبة عند المرأة.