اكدت مصادر مطلعة ل"الحياة"ان الازمة السياسية التي تفاقمت اخيراً بين الكتلتين الرئيسيتين في الحكومة العراقية"الائتلاف العراقي الموحد" الشيعية و"التحالف الكردستاني"شهدت أمس تطوراً جديداً باجراء أطراف كردية اتصالات مع شخصيات داخل"الائتلاف"لإسقاط حكومة ابراهيم الجعفري واختيار رئيس وزراء جديد، في وقت التزمت الكتلة الشيعية ومجلس الوزراء العراقي الصمت ازاء الاتهامات الكردية بخرق الاتفاق المبرم بين الطرفين. وقالت مصادر مطلعة ل"الحياة"ان الزعيمين الكرديين جلال طالباني ومسعود بارزاني صعدا الموقف مع الجعفري باجراء اتصالات في محاولة لتغييره، فيما أشارت مصادر أخرى الى رفض نائب رئيس الوزراء احمد الجلبي المنصب وتركزت المفاوضات لاقناع نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي القيادي في"المجلس الاعلى للثورة الإسلامية"بتوليه. واعتبرت اطراف سياسية تلويح الاكراد بتغيير رئيس الوزراء ورقة ضغط سياسية على الأخير للاستجابة لمطالبهم، فيما اجتمعت امس قيادات"حزب الدعوة الإسلامية"الذي يتزعمه الجعفري للنظر في التصريحات الكردية واتخاذ المواقف المناسبة إزاءها. وقال علي الدباغ القيادي في"الائتلاف"ل"الحياة"انه"من غير المفيد تصعيد الخلاف بين رئيسي الجمهورية والوزراء في هذه المرحلة"، واكد ان"الخلافات خرجت الى وسائل الاعلام قبل ان يطلع عليها أعضاء الجمعية الوطنية لاقتراح حلول لها". واضاف:"نحن نتفهم مواقف الاخوة الاكراد فيما يخص تطبيع الاوضاع في كركوك. فقد حصل تأخير بالفعل في تشكيل هيئة تطبيع الأوضاع في كركوك لكن الهيئة شكلت وتقوم بأعمالها الآن على اكمل وجه". وانتقد الدباغ ما سماها"الطريقة العنيفة" التي خرجت بها الخلافات الحكومية الى العلن. وقال ان الخلافات الشخصية قد تقف خلف الموضوع ولا بد من عرض القضية بشفافية لتجاوز هذه الأزمة. واستبعد اللجوء الى خيار عزل رئيس الوزراء"لأنه امر غير منطقي و لا يمكن تطبيقه عملياً في هذه المرحلة"لافتاً الى ان ذلك"يندرج في أطار الضغط السياسي". وقال انتفاض قنبر الناطق باسم الجلبي ان الخلاف بين الجعفري وطالباني يعود الى اشهر ماضية وطرح مراراً وتمت مناقشته، ولم ينف قنبر او يؤكد الانباء عن عرض الاكراد منصب رئيس الوزراء على الجلبي. وأكدت مصادر في قائمة"الائتلاف"ان اتصالات حثيثة تجري حاليا لتطويق الأزمة وتسوية الخلافات بين الطرفين، مشيرة الى ان جوهر المشكلة يتعلق بمدينة كركوك وإجراءات التطبيع فيها بالإضافة الى"تقاطعات"أخذت ابعاداً شخصية بين رئيسي الجمهورية والوزراء. وكان طالباني اتهم في مؤتمر صحافي مساء أول من أمس الجعفري ب"خرق القوانين والتجاوز على صلاحيات رئاسة الجمهورية". وأكد ان"مجلس الوزراء لا يمثل سوى ربع السلطة التنفيذية المكونة من رئاسة الجمهورية ورئاسة البرلمان والقضاء ورئاسة الوزراء". يذكر ان"الحياة"نشرت الجمعة رسالة احتجاج وجهها طالباني وبارزاني الى الجعفري وهددت بفض التحالف بين الطرفين.