حاول المنسق الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا التخفيف من حدة تصريحاته التي قال فيها ان الاتحاد الاوروبي سيعيد النظر في الدعم المالي الذي يقدمه للسلطة الفلسطينية في حال فازت"حركة المقاومة الاسلامية"حماس في الانتخابات التشريعية المقررة في 25 الشهر المقبل. وكان نقل عن سولانا دعوته"حماس"الى إلقاء سلاحها ووقف العنف والاعلان على الملأ معارضتها الارهاب. وأضاف بعيد لقائه في تل ابيب زعيم حزب"العمل"السابق شمعون بيريز انه لن يكون بمقدور الاتحاد الأوروبي مواصلة دعم السلطة مالياً"في حال واصلت حماس لعب دور سلبي في العملية السياسية ولم تنأى بنفسها عن الارهاب". اما بيريز، فقال ان الأردن قادر على لعب دور كبير في الضفة على غرار الدور الذي تلعبه مصر في غزة، مضيفاً ان"تطوير الأردن اقتصادياً سيساعد على ايجاد حلول في المنطقة". وخلال مؤتمر صحافي عقده سولانا مع وزير الشؤون المدنية الفلسطيني المستقيل محمد دحلان في معبر رفح امس، بذل المسؤول الاوروبي جهدا لافتا في توضيح موقفه وموقف الاتحاد الاوروبي من مشاركة"حماس"في الانتخابات بعدما ركز الصحافيون على سؤاله عن ذلك، فشدد على انه يقصد انه لا يجوز بعد تنظيم الانتخابات وبعد قيام الدولة الفلسطينية ان تستمر الفصائل في حمل السلاح، وقال:"انا لا اريد ان اثير الشكوك، بالنسبة الينا كل الفصائل يجب ان تنبذ العنف وان تعترف باسرائيل اذا ارادت ان تكون جزءا من العملية السياسية". واضاف:"ليس من المناسب ان تكون الدولة ديموقراطية وان يستخدم فيها العنف". وزاد:"نعمل مع الكثير من الاصدقاء من اجل ان تكون دولة فلسطينية ديموقراطية، وعندما توجد هذه الدولة لا يمكن ان يكون هناك اناس موجودون في السلطة ولهم جماعة مسلحة". وجاءت تصريحات سولانا هذه بعد يومين من صدور قرار عن مجلس النواب الاميركي بقطع الدعم المالي عن السلطة الفلسطينية في حال فازت"حماس"في الانتخابات التشريعية وشاركت في الحكومة الفلسطينية، وهو ما رفضته السلطة والحركة واعتبرتاه تدخلا سافرا في الشأن الداخلي الفلسطيني، الامر نفسه الذي ينطبق علي الموقف الاوروبي. وفي شأن معبر رفح، قال سولانا ان الاتحاد سينشر اكبر عدد ممكن من المراقبين الاوروبيين في المعبر حسب مطالب السلطة، معربا عن امله ان"يصبح هذا نموذجا عما يمكن فعله في المستقبل لربط الشعب الفلسطيني مع العالم الخارجي". واضاف:"اليوم الربط من خلال المعبر مع مصر، وغدا المطار والميناء". واعرب عن سعادته لرؤية المسافرين يعبرون الحدود، كما اشار الى التعاون مع الشرطة كي تتمكن من تحديث قدراتها. بدوره، اعتبر دحلان ان الموظفين ورجال الشرطة يقومون بعملهم في المعبر في شكل مثالي، مشيرا الى ان اسرائيل قدمت عددا من الاحتجاجات. وقال:"نحن ملتزمون الاتفاق الذي رعته وزيرة الخارجية الاميركية كونداليزا رايس نصا وروحا"، مشيرا الى ان"المراقبين الاوروبيين مبهورون بالاداء الفلسطيني، وهم من حقهم تقويم اداء الجانب الفلسطيني". واشار الى انه تم امس عبور اول شاحنة محملة بالبضائع من قطاع غزة عبر معبر رفح الذي اعيد فتحه في 25 الماضي بموجب"اتفاق رايس". ولفت الى وجود مفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي حول الممر الآمن، مشيرا الى انه سيتم التوصل خلال ايام قليلة مقبلة الى ترتيبات في شأن معبر المنطار كارني وتنقل المواطنين بين الضفة والقطاع. وكان سولانا ودحلان جالا في معبر رفح الحدودي واطلعا على سير العمل فيه والدور الرقابي الذي يلعبه المراقبون الأوربيون القادمون من دول اوروبية عدة للمساهمة في تنفيذ بنود"اتفاق رايس"عبر غرفة مراقبة ثلاثية في معبر"كيرم شالوم"القريب الواقع عند نقطة تلاقي الحدود الثلاثية بين القطاع ومصر واسرائيل. وكان سولانا التقى دحلان في مكتبه في غزة وبحث معه جملة من القضايا من بينها معبر رفح ودور المراقبين الاوروبيين في المعبر، فضلا عن بحث بقية بنود"اتفاق رايس"في ما يتعلق بفتح الممر الآمن الذي يربط بين غزة والضفة مرورا بالاراضي الاسرائيلية، وكذلك الدعم المالي والسياسي الاوروبي للسلطة. وزار سولانا مقر قيادة الشرطة والتقى مديرها العميد علاء حسني الذي اطلعه على السيارات والآليات التي تبرع بها الاتحاد الاوروبي، ومن بينها آليات للتعامل مع العبوات الناسفة والمواد المتفجرة. كما شاهد سولانا عددا من الصواريخ كانت طائرات اسرائيلية اطلقتها في اوقات سابقة ولم تنفجر، ورأى كلمات ورموزا باللغة العبرية.