سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الجعفري يأمل بتحالف مع "الحزب الاسلامي" ... وعلاوي يسعى الى استقطاب أطراف في قائمة الحكيم . القائمة السنية تطالب بحقيبتي الداخلية والدفاع وإلغاء "اجتثاث البعث" للتحالف مع "الائتلاف"
أخذت المفاوضات بين الائتلافات الرئيسية لتشكيل حكومة دائمة بعد انتخابات الخميس الماضي منحى جديداً أمس، بإعلان رئيس الوزراء إمكان تحالف قائمة"الائتلاف"الشيعية مع"جبهة التوافق الوطني"السنية، خصوصاً"الحزب الاسلامي العراقي"، ولم يرفض زعيم القائمة عدنان الدليمي الأمر شرط ان يخدم مصلحة العراق". وتزامن ذلك مع سلسلة لقاءات يقودها رئيس قائمة"العراقية الوطنية"إياد علاوي لتشكيل ائتلاف ثلاثي مع السنة و"التحالف الكردستاني"، وسط توقعات بأن يحل الأكراد في المرتبة الثانية بعد"الائتلاف"في عدد المقاعد النيابية. ومعلوم أن الأكراد أعلنوا رغبتهم في التحالف مع أي قائمة تحقق مطالبهم، خصوصاً قضية كركوك، في وقت أكدت كل من قائمة"المؤتمر الوطني العراقي"بزعامة أحمد الجلبي و"الجبهة العراقية للحوار الوطني"بزعامة السياسي السني صالح المطلك أن الوقت ما زال مبكراً للخوض في مسألة التحالفات. وأكد سامي العسكري أحد المرشحين عن"الائتلاف"الشيعي أن الأخير يرغب في"تشكيل حكومة وحدة وطنية حتى في حال حصد غالبية الأصوات، معتبراً أن ذلك سيتحقق داخل المجلس النيابي مع عدم وجود ضرورة للبحث عن قوى سياسية خارج البرلمان لتحقيق مبدأ الوحدة بين الأطياف العراقية وخصوصاً مع مشاركة السنة". وقال العسكري ل"الحياة"إن"الباب مفتوح أمام التحالف مع الأكراد وجبهة التوافق التي يتوقع ان تحل في المرتبة الثالثة بعد الائتلاف والتحالف الكردستاني"، مضيفاً أن هذا التحالف الثلاثي قائم وأن لقاءات أولية تعقد في هذا الخصوص بين ممثلي القوائم الثلاثة. ورأى العسكري أن هناك"نقاطاً جوهرية مشتركة"بين الكتل الثلاث، لافتاً الى أن الاختلاف هو على بعض التفاصيل التي يمكن التقريب بينها. وأوضح أن"الائتلاف"يعتبر تطبيق مبادئ الدستور الدائم عبر سن قوانين ثابتة"مبدأ أساسياً للحوار مع أي قائمة"، ومؤكداً أن"الخلاف مع السنة ينحصر في قضية اجتثاث البعث التي يمكن إيجاد حل وسط لها". واقترح العسكري"تعديل المادة اذا رغب ثلثا الأعضاء في ذلك، أو تشكيل لجنة مشتركة داخل البرلمان تراقب عمل لجنة الاجتثاث ومدى التزامها الضوابط الوطنية والاخلاقية، ما قد يجد قبولاً عند السنة". وتابع أن"التحالف مع الأكراد قائم على رغم تطلبه بعض الوقت مع السقف العالي لمطالبهم". وأكد أن التحالف مع قائمة علاوي لا يمكن التعويل عليه"لأن التوقعات تشير الى أن حجمها سيكون ضئيلاً". وكان الجعفري دعا السنة أول من أمس الى التحالف مع"الائتلاف"الشيعي، مؤكداً عدم وجود شروط مسبقة للتحالف مع الأكراد، فيما صرح وزير الخارجية الكردي هوشيار زيباري بأن الأكراد"لا مانع لديهم في التحالف مع أي قائمة تحقق مصلحة الشعب الكردي، خصوصاً قضيتي كركوك وصلاحيات الأقاليم والفيديراليات". واستبعد حسين عذاب مرشح قائمة"كفاءات العراق المستقل"بزعامة علي الدباغ أن يكون هناك تحالف بين قائمة"الائتلاف"و"القائمة العراقية الوطنية"التي يتزعمها علاوي لوجود مشاكل كبرى من الصعب حلها بينهما"، أو حصول تحالف بين"الائتلاف"و"جبهة التوافق العراقية"بسبب"الاتهامات الطائفية بين القائمتين". وقال إن"هناك نية لدى الائتلاف لأن يتحالف مع التحالف الكردستاني"، مضيفاً أن"هذا التحالف سيكون أساسه الاتفاق على قضية كركوك ومن سيكون رئيس الوزراء، لأن لدى الأكراد تحفظاً عن الجعفري". وأوضح أن"هناك مشكلة ستبرز داخل الائتلاف في قضية ترشيح رئيس الوزراء. وأكد مرشح كتلة الزعيم الشيعي مقتدى الصدر في قائمة"الائتلاف"ناصر الساعدي نيّة"الائتلاف"ترشيح الجعفري وعادل عبد المهدي لرئاسة الوزراء، متوقعاً أن يبقى الأول رئيساً للوزراء. وأعلن عضو"الائتلاف"همام حمودي وجود مساع للتحالف مع"الحزب الاسلامي العراقي"، خصوصاً لجهة وجود قواسم مشتركة في مسألة مواجهة"الارهاب"وضرورة خروج القوات الأجنبية وبناء جيش قوي. واعتبر أن المقاعد التي سيحصل عليها"الائتلاف"ستجعل من الصعوبة تشكيل الحكومة المقبلة من دون مشاركته. وكان ثائر النقيب الناطق باسم قائمة علاوي كشف مفاوضات مع الطرفين المذكورين وأشخاص في"الائتلاف"الشيعي لتشكيل الحكومة. وأكد الشيخ خلف العليان رئيس"مجلس الحوار الوطني"المرشح على"جبهة التوافق"أن الشروط الأخيرة للتحالف مع أي قائمة تتلخص في إلغاء الاجتثاث وتحديد الفيديرالية وتحجيم المحاصصة الطائفية في بناء المؤسسات الأمنية والحكومية. واستبعد العليان التحالف مع"الائتلاف"الشيعي اذا لم تحل هذه القضايا. وقال ل"الحياة":"سنتحالف مع أي قائمة تتبنى سياستها الخط الوطني"، لافتاً الى أن المشكلة تكمن في بنود الدستور التي ستحدد التحالفات السياسية وخصوصاً أن الحكومة المقبلة ستشرع قوانين الدستور. وكشف سياسي سني بارز رفض كشف هويته ل"الحياة"أن قائمة"جبهة التوافق"ستتحالف مع"الائتلاف"اذا وافق على منحها حقيبتي الدفاع والداخلية، وإعادة الجيش العراقي السابق وحل الميليشيات الشيعية المسلحة، مشيراً الى أن قائمة"الائتلاف"لم ترد على ذلك حتى الآن.