حقق السعوديون سبقاً لم يحققوه من قبل، عندما أنهوا التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم التي ستقام صيف العام المقبل في ألمانيا بنجاح منقطع النظير بفوزهم في اربع مباريات، ثلاث منها في قواعدهم، والرابعة خارج أرضهم، وتحديداً في سيول... والفوز على كوريا الجنوبية مرتين، احداهما على أرضها وبين جمهورها، يشكل انجازاً في قاموس المتابعين لكرة القدم خصوصاً الآسيويين منهم. فالفريق الكوري الذي يعد من نمور الكرة الآسيوية الى جانب اليابانوايران ومعها السعودية، كان أحرز المركز الرابع في مونديال 2002، وهو صاحب الرقم القياسي إلى جانب ايران في الفوز بكأس أمم آسيا، وبالتالي فان الفوز عليه مرتين لا يمكن أن يكون مصادفة أو ضربة حظ. دخل السعوديون ومعهم الكوريون المباراة من دون أي دافع سوى الحافز المعنوي المتمثل في كسب الصدارة... على الورق، وقبل أن تبدأ المباراة، كان المنتخب الكوري هو المرشح، قياساً باعتبارات الأرض والجمهور وكتيبة المحترفين اوروبياً، وفوق هذا وذاك فهو يسعى الى رد اعتباره اثر خسارته في الدمام في مباراة الذهاب صفر-2، لكن كل هذه الامتيازات تلاشت داخل الملعب، بعد أن لعب مدرب المنتخب السعودي الأرجنتيني غابريال كالديرون بواقعية، وأشرك اللاعبين الجاهزين بدنياً وذهنياً، مستبعداً أغلى اللاعبين السعوديين المهاجم ياسر القحطاني الذي شغل الرأي العام الرياضي طوال الصيف بانتقاله من القادسية الى الهلال، وتخلى أيضاً عن"الكشف الجديد"في الكرة السعودية المهاجم سعد الحارثي، ودافع كالديرون عن تصرفه قائلاً:"الحارثي لم يكن جدياً في التدريبات، والقحطاني لا يمكن أن يلعب مباراة من 90 دقيقة". نظرية كالديرون آتت أكلها عندما سجل المهاجم الشاب محمد العنبر هدف المباراة الوحيد من رأسية هائلة، وهو أحد اللاعبين الجدد في خريطة الكرة السعودية، وقد تعود الحسم في مباريات الهلال كما ظهر في مناسبتين خلال الموسم الماضي، ونجح الحارس مبروك زايد بشكل لافت، ومعه صالح الصقري على رغم أنه لعب في غير مركزه، لكنه كان صاحب تمريرة الهدف الوحيد. وتشكيلة كالديرون أعادت الثقة لأنصار"الأخضر"الذي بات يملك قاعدة من اللاعبين الجدد المؤهلين لسد الشواغر في أي مركز، بدءاً من الحراسة وانتهاء بخط الهجوم. حقق السعوديون المهم وبقي أمامهم الأهم المتمثل في التحضير للمونديال... سينسى أنصار المنتخب التأهل وكيف تم، وسيفتحون ملف الاعداد للنهائيات وفي مخيلتهم الإخفاق الكبير الذي حققوه في مونديال 2002 في كوريا الجنوبيةواليابان... سيهلل الاعلام السعودي لهذا الإنجاز أياماً، لكنهم سيطوون هذه الصفحة سريعاً ويتفرغون لمناقشة البرنامج التحضيري الذي سيبدأ سريعاً، تحديداً في آخر الشهر الجاري بمعسكر اعدادي في ألمانيا.