تتجه الانظار الى كوالالمبور اليوم الخميس حيث ستقام قرعة الدور الثاني الحاسم من تصفيات آسيا لكرة القدم المؤهلة الى نهائيات مونديال 2006 في ألمانيا. وتوزع المنتخبات الثمانية المتأهلة وهي كوريا الجنوبية واليابان والسعودية والكويت والبحرين واوزبكستان وايرانوكوريا الشمالية على مجموعتين يتأهل صاحبا المركزين الاول والثاني فيهما مباشرة الى النهائيات في حين يخوض صاحبا المركزين الثالث مباراتين فاصلتين يتحدد على اثرهما هوية المنتخب المتأهل لخوض الملحق ضد رابع تصفيات اوقيانيا ذهاباً واياباً لتحديد المنتخب الذي سينال البطاقة الاخيرة الى نهائيات كأس العالم. ووزعت المنتخبات الثمانية على اربعة مستويات وجاءت اليابان وكوريا الجنوبية في المستوى الاول وستوضعان بالتالي على رأسي المجموعتين، ثم جاءت السعودية وايران في المستوى الثاني، والكويت واوزبكستان في الثالث، والبحرينوكوريا الشمالية في الرابع. وبموجب هذا التوزيع، قد تقع المنتخبات العربية في مجموعة واحدة تماماً كما حصل في دورة كأس الخليج السابعة عشرة التي تنطلق بعد غد الجمعة اذ جمعت المجموعة الثانية المنتخبات الثلاثة السعودية والكويت والبحرين مع اليمن. الكويت لم يكن اكثر المتفائلين في الشارع الكويتي يتوقع ان يحسم منتخب بلاده البطاقة الوحيدة في المجموعة في مصلحته نظراً لوجود العملاق الصيني الذي حقق نتائج جيدة في السنوات الاخيرة وابرزها بلوغه نهائيات مونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان وصعوده الى نهائي كأس أمم آسيا التي استضافها على ارضه الصيف الماضي، لكن "الازرق" ضرب جميع التوقعات ونجح في دحر التنين الصيني وتفوق عليه بفارق هدف واحد مؤكداً انه استعاد مستواه السابق. وجاءت المباراة الحاسمة للكويت ضد ماليزيا مثيرة وحبست فيها الانفاس حتى الرمق الاخير الى ان انتهت بفوز ساحق 6-1، في حين اكتسحت الصين هونغ كونغ 7-صفر لكن ذلك لم يكن كافياً. السعودية كانت السعودية اول منتخب يحجز مقعده في الدور الثاني ولم تجد اي صعوبة على الاطلاق في مجموعة سهلة للغاية ضمت سريلانكا واندونيسيا وطاجيكستان. وعوض المنتخب السعودي بعضاً من اخفاقه في كأس امم اسيا حيث خرج من الدور الاول بخفي حنين علماً بانه بلغ المباراة النهائية في النسخ الاربع الماضية واحرز اللقب مرتين خلالها. ولا شك في ان دورة الخليج المقبلة ستمكن النقاد من تكوين صورة حقيقية عن الاخضر لان التصفيات كانت في منتهى السهولة له وفي مواجهة منتخبات مغمورة حتى على الصعيد القاري. يذكر ان السعودية ستخوض دورة الخليج بقيادة مدربها الجديد الارجنتيني غابريال كالديرون. البحرين اثبت المنتخب البحريني في السنوات الاخيرة انه احد افضل المنتخبات العربية والآسيوية وخير دليل على ذلك بلوغه نصف النهائي لكأس امم اسيا التي كان يشارك فيها للمرة الاولى في تاريخه، والمركز الثاني في دورة كأس الخليج الاخيرة في الكويت العام الماضي. وساهمت هذه النتائج بتقدم البحرين خطوات عملاقة في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم حيث يحتل حالياً المركز 48 كما برز جيل ذهبي جديد من اللاعبين منهم علاء حبيل هداف كأس امم اسيا الاخيرة وعلي حسين وغيرهم. وقد يكون المنتخب البحريني الحصان الاسود في الدور الثاني الحاسم وقد اثبت في النهائيات الاسيوية انه يستطيع ان يكون نداً عنيداً لافضل منتخبات القارة, خصوصاً انه احرج نظيره الياباني الذي احرز اللقب فيما بعد، طويلاً في الدور نصف النهائي قبل ان يخسر امامه بصعوبة. اليابان باتت اليابان قوة ثابتة على الصعيد الاسيوي بدليل احرازها النسختين الاخيرتين لكأس امم اسيا عامي 2000 في لبنان والصين 2004 علما بانها خاضت البطولة الاخيرة في غياب اكثر من لاعب اساسي بداعي الاصابة، كما انها شاركت في نهائيات المونديال في البطولتين الاخيرة في فرنسا عام 1998 وخرجت من الدور الاول في مشاركتها الاولى، ثم في النهائيات التي استضافتها على ارضها مع كوريا الجنوبية عام 2002 وبلغت الدور الثاني. وتملك اليابان كوكبة من النجوم اثبتوا انفسهم في البطولة الاوروبية ومنهم على سبيل المثال في الماضي البعيد هيديتوشي ناكاتا وحالياً شينجي اونو وشونسوكي ناكامورا. وتبدو اليابان مرشحة فوق العادة لبلوغ النهائيات للمرة الثالثة على التوالي بقيادة مدربها النجم البرازيلي السابق زيكو. كوريا الجنوبية عانت كوريا الجنوبية التي شاركت في النهائيات ست مرات بينها البطولات الخمس الاخيرة على التوالي الامرين لحجز بطاقتها الى الدور الثاني على رغم من وقوعها في مجموعة سهلة نسبياً الى جانب لبنان وفيتنام وجزر المالديف. وقد انتظرت كوريا الجنوبية مباراتها الاخيرة ضد جزر المالديف لتضمن مقعدها في الدور الثاني. وتراجع مستوى المنتخب الكوري الجنوبي كثيراً بعد الانجاز غير المسبوق الذي حققه ببلوغ الدور نصف النهائي للمونديال الذي استضافه على ارضه قبل سنتين. ايران تبدو ايران من المنتخبات المرشحة لبلوغ النهائيات التي حرمت منها في مونديال كوريا الجنوبية واليابان لخسارتها الملحق امام جمهورية ايرلندا. وسبق لايران ان بلغت النهائيات عامي 1978 في الارجنتين، و1998 في فرنسا حيث حققت نصراً تاريخياً وسياسياً على الولايات المتحدة 2-1. وتملك ايران جيلاً ذهبياً من اللاعبين لعل ابرزهم علي دائي الذي بات افضل هداف على الصعيد الدولي بعد ان تخطى عتبة المئة هدف في صفوف منتخب بلاده. وإضافة الى دائي هناك علي كريمي احد افضل اللاعبين الايرانيين والاسيويين في هذه الفترة. أوزبكستان رشح كثيرون منتخب اوزبكستان ليقول كلمته على الصعيد الاسيوي بعد انفصاله عن الاتحاد السوفياتي سابقاً وانضمامه الى عائلة الاتحاد الاسيوي في مطلع التسعينات. وبالفعل ضرب المنتخب بقوة عندما توج بطلاً لدورة الالعاب الاسيوية في هيروشيما عام 1994 في اول مشاركة فعلية باسمه الجديد. لكن مستوى المنتخب تراجع كثيراً بعد ذلك حتى انه تعرض لخسارة مشينة صفر-8 امام اليابان في نهائيات كأس امم اسيا في لبنان عام 2000. لكن يبدو ان الامور عادت الى سابقتها من خلال العروض الجيدة التي قدمها المنتخب في التصفيات وازاحته منتخب العراق القوي. ويعول المنتخب الاوزبكستاني كثيراً على مهاجمه اوليغ تشاستنيخ مهاجم دينامو كييف الاوكراني والخبرة التي جناها في صفوفه من خلال خوض مسابقة دوري ابطال اوروبا. كوريا الشمالية لم تحقق كوريا الشمالية اي نتيجة بارزة على الصعيد الاسيوي في السنوات الاخيرة ويعتبر بلوغها الدور الثاني مفاجأة وقد جاء ذلك على حساب منتخبي الامارات وتايلاند وستحقق مفاجأة من العيار الثقيل في حال نجحت في بلوغ النهائيات. يذكر ان كوريا الشمالية حققت احدى ابرز المفاجآت في نهائيات كؤوس العالم عندما تفوقت على ايطاليا في مونديال انكلترا عام 1966 بهدف سجله لاعبها باك دو ايك الذي دخل التاريخ.