بعد عناوين تعذيب المعتقلين في العراق وخارجه، والضحايا من المدنيين، والسلاح الكيماوي الذي استخدمه الاميركيون لا صدام حسين كما سجلت في هذه الزاوية امس، عندي للقارئ اليوم هذا العنوان: - الجيش الاميركي يعترف بأن العراقيين اكثر من المقاتلين الاجانب كعدو رئيسي له. منذ سنتين وأنا اسجل هذا العنوان، أو شيئاً بمعناه، في هذه الزاوية، فالادارة الاميركية زعمت دائماً ان هناك مقاتلين أجانب، وتسللاً من سورية، غير ان الجنرالات الاميركيين في الميدان صرحوا مرة بعد مرة بأن التسلل محدود وان أعداد المقاتلين الاجانب قليلة، وكذلك فعلت دور البحث الاميركية، فآخر تقرير منها قبل شهرين، وقد نشرت مقتطفات منه، قدر عدد المقاتلين الاجانب بأربعة الى عشرة في المئة على اقصى تقدير، مع ترجيح النسبة الاقل، واعتقل الاميركيون الف مقاتل في تلعفر لم يكن بينهم اجنبي واحد. اليوم أريد أن اسجل عناوين الفساد، وسرقة العراق جهاراً نهاراً. وكما قلت امس فالمادة كلها محفوظة عندي، وهي بتصرف القارئ المهتم، وسأحاول ان يكون شرح العناوين، ومصادرها كافة اميركية أو غربية ضمن اضيق نطاق، وهكذا: - استطلاع يظهر قلق الاميركيين من نفقات العراق، والخبر يتحدث عن قلق من انفاق خمسة بلايين دولار في العراق شهرياً، مع ان الرقم الحقيقي أعلى من ذلك بكثير. - تدقيق حسابات نظمته الاممالمتحدة يظهر ان الولاياتالمتحدة يجب ان ترد الى العراق بلايين الدولارات. وتدقيق الحسابات هذا ورد في تقرير الاممالمتحدة يسجل عمليات نصب واحتيال، وفرض اسعار عالية على العقود بموافقة الاحتلال. - مشكلة بعد رحيل سلطة التحالف الموقتة في مطلع الصيف: بلايين الدولارات المخصصة لإعادة تعمير العراق اختفت من دون أثر. وهذا تحقيق في صفحات وهناك عنوان كبير على صفحتين في الداخل يسأل: حسناً يا مستر بريمر، أين ذهب كل ذلك المال؟ - ماذا حدث لبليون دولار ضائعة في العراق. وهذا تحقيق موسع عن سرقة موازنة وزارة الدفاع العراقية عندما كان الوزير حازم الشعلان في حكومة الدكتور إياد علاوي التي اختار وزراءها المبعوث الاميركي روبرت بلاكويل والمبعوث الدولي الاخضر الابراهيمي. - بريطانيا تحاول تأخير التحقيق في سرقة 1.3 بليون دولار حتى لا تؤذي وضع علاوي في الانتخابات. والموضوع عن القضية في الخبر السابق مع رفع المبلغ من بليون دولار الى 1.3 بليون دولار. - مسؤول اميركي يدافع عن حركة اعادة تعمير العراق. المسؤول هو دانيال سبيكارد الذي أكد انفاق 90 في المئة من 17.5 بليون دولار خصصت لاعادة الاعمار، أي انه يتحدث عن المبالغ التي سرقت. - العراقيون يسألون بوش: أين ذهبت أموالنا؟ والجواب انها ذهبت حيث ذهبت الاموال الاميركية التي خصصت لاعادة التعمير. - بلايين الدولارات اختفت. هي ذهبت رشى للعراقيين وعمولات للمتعاقدين. والخبر هذا والذي سبقه يضمان تفاصيل شغلت 17 صفحة كاملة. - اعادة اعمار العراق تحت الخطر لأن الولاياتالمتحدة صرفت كل المبالغ. - الولاياتالمتحدة تتهم رجلين بتزوير عقود اشغال في العراق، والمتهمان هما روبرت ستاين من سلطة التحالف وفيليب بلوم، ممثل شركات مقرها رومانيا. - مسؤول في الجيش انتقد التعاقد مع هالبرتون تخفض رتبته. المسؤول هذا هو امرأة اسمها بوناتاين غرينهاوس التي عملت في مكتب عقود الجيش 20 سنة، وكانت المشرفة على عقود سلاح الهندسة. وشركة هالبرتون كان يترأسها نائب الرئيس ديك تشيني، واسمها برز في كل فضيحة مالية لكل عقد كانت طرفاً فيه في العراق. - سناتور يقول ان قضية هالبرتون حولت الى وزارة العدل. السناتور هو بايرون دورغان، والقضية هي المشار اليها في الخبر السابق، ورائحة هالبرتون تزكم الانوف. - الولاياتالمتحدة تقول ان مجرماً اميركياً سابقاً تلقى رشى في العراق. والخبر هذا يكاد يكون مضحكاً، فالرجل هو روبرت ستاين، الذي دين وسجن مرات عدة بتهمة النصب والاحتيال في التسعينات، ومع ذلك عينته سلطة التحالف مسؤولاً عن 82 مليون دولار"كاش"مخصصة لاعادة التعمير. وتبين انه اخذ عمولات ورشى باستمرار وأحيل على المحاكمة. - اميركي يواجه تهم نصب واحتيال في العراق. تفاصيل اخرى عن الخبر السابق. - اعادة تعمير العراق تظهر"تقدماً محدوداً". اتوقف هنا لأقول انني تجاوزت اخباراً كثيرة لأنها تكرار بعضها لبعض، غير انني اريد ان اختتم بأكبر فضيحة فساد انفجرت في الاسابيع الأخيرة، وتعادل سرقة اموال اعادة التعمير الاميركية والعراقية، او تزيد عليها. الفضيحة هي في اخبار كثيرة اختار واحداً يجملها هو"العراقيون قد يخسرون 200 بليون دولار لشركات نفط غربية بحسب خطة اميركية". الفضيحة/المؤامرة/ السرقة كشفتها جماعات ضغط مثل الحرب على الفاقة ومؤسسة الاقتصاد الجديد التي وجدت ان الادارة الاميركية تريد تسليم تطوير حقول النفط العراقية الى شركات اميركية وبريطانية بأسعار قدرت جماعات الضغط انها ستعني خسارة العراق 200 بليون دولار. ووجدت عنوان موضوع يعبر بشكل مؤلم عن الموضوع هو"نفط العراق غنيمة حرب". هل لهذا كانت الحرب؟ هل احتاج ان اسأل؟