"بدأت اتساءل هل تكون التغيرات المناخية وارتفاع درجة حرارة الارض هما سبب التقلبات المزاجية التي تعصف بالكثيرين؟ راقت لي هذه الفكرة وبدأت في تطويرها، إذ افترضت انه من المنطقي جداً ان تكون حال الغضب المفاجئة التي تصيب احدهم هي بسبب ذوبان جبل صغير من الجليد في القطب. شعرت بالفرح لهذا الاكتشاف، لأنني احسست في تلك اللحظة اننا لسنا السبب في مشكلاتنا، والحل ليس مشكلتنا انما مشكلة حكومات العالم، عندما تذكرت ان حكومات 160 دولة وقعت بروتوكول كيوتو عام 1997، الذي يهدف إلى حماية كوكب الارض من التلوث الصناعي وان الولاياتالمتحدة رفضته فشعرت بالاحباط. مرة اخرى، امي تكون على حق، فهي تردد دائماً ان كل المشكلات وراءها اميركا"، كما كتب ناصر الأومير، وهو كاتب سعودي، "الحياة" (عدد 06-09-2006) عن التغيير المناخي واحتمالات تأثيره في المجتمع. ومسؤولية أميركا يشدد عليها رضوان زيادة ("الحياة" 01-06-2006)، من منطلق تاريخي وسياسي، عندما كتب: "يميّز فوكوياما الخلافات بين الدول الغربية على أساس مفهوم الشرعية الديموقراطية على المستوى العالمي، ومحور النزاع الأوروبي – الأميركي يدور حول ذلك، فهناك خشية أوروبية من الأحادية الأميركية كما تمثلت في خروج الولاياتالمتحدة على «اتفاقية كيوتو» المتعلقة بارتفاع درجات حرارة المناخ العالمي، وكذلك انسحابها من الاتفاقية المضادة للصواريخ البالستية، مع سعيها في الوقت ذاته إلى بناء الدرع الصاروخي، وكذلك معارضة واشنطن لخطر استخدام الألغام الأرضية واعتراضها على اتفاقية حظر الحرب البيولوجية، ومعارضتها للمحكمة الجنائية الدولية". قد يصح القول إن المسؤولية بمعظمها تقع على الولاياتالمتحدة، ولكن قصة تغيرالمناخ، على الرغم من أهميتها، لا تعني العرب، كما كتب نجيب صعب، رئيس تحرير مجلة "البيئة والتنمية"، (في "الحياة" 02-06-2007): "الصيف الأعلى حرارة في التاريخ"، "فصل الأعاصير الأسوأ في الولاياتالمتحدة"، "الربيع الأكثر جفافاً في أوروبا"... بعض من العناوين التي غدت شائعة في الفترة الأخيرة. ولو كان في دولنا العربية مؤسسات بحث علمي فاعلة، لكنا قرأنا عناوين مثل: "الشتاء الأبرد والصيف الأدفأ في السعودية"، أو "ربيع لبنان يتحول شتاء". المواطن العربي العادي في أي مكان يلاحظ أن المناخ بدأ يتغير. لكن يبدو أن مؤسساتنا العلمية والرسمية غائبة. أستاذ دكتور التقيت به الشهر الماضي، أسهب في شرح نظريته عما سماه «مؤامرة تغير المناخ». فهذه، بنظره، اخترعتها الدول المتقدمة «لضرب الدول المصدرة للبترول، ومنع العالم النامي من التطور». مسؤول كبير في وزارة بترول تصدى للدكتور، مؤكداً أن تغير المناخ أصبح حقيقة علمية واقعة. فاستبشر السامعون خيراً، حين ظنوا أن المسؤول النفطي سيكون أكثر رأفة بالبيئة من الأستاذ الجامعي في علوم البيئة. لكن الأمل تبخّر حين تابع المسؤول أن قصة تغيرالمناخ، على الرغم من أهميتها، لا تعني العرب، اذ ان مساهمة العالم العربي من انبعاثات غازات الدفيئة المسببة لتغير المناخ لا تتجاوز 3 في المئة من المجموع العالمي". وأخيراً، (أ ف ب) سجلت الدول الاكثر تلويثا للكوكب تقدما في مفاوضاتها في المكسيك، سعيا الى توازن جديد في الالتزامات الرامية الى مكافحة الاحتباس الحراري. واحرزت المفاوضات تقدما فاق التوقعات وستؤول الى "اتفاقات مهمة" حول التزامات الدول، على ما اعلن وزير البيئة المكسيكي خوان رافائيل الفيرا كويسادا، المشارك في رئاسة الاجتماع المنظم في خيوتيبيك في وسط المكسيك. واكد المبعوث الاميركي الخاص لتغير المناخ تود ستيرن "ازدياد عدد الاتفاقات ومستوى التوافق بين البلدان". ويشكل الاجتماع الذي انعقد في المكسيك ثالث لقاءات وزراء البيئة في منتدى الاقتصادات الكبرى استعدادا لمؤتمر المناخ المرتقب في كوبنهاغن في كانون الاول/ديسمبر حيث يفترض ابرام اتفاق دولي باشراف الاممالمتحدة يستكمل بروتوكول كيوتو الذي تنتهي صلاحيته عام 2012. وقرأ الفيرا كويسيدا ملخصا نهائيا للاجتماع امام الصحافيين وقال ان "المشاركين اقروا بضرورة زيادة الدعم للدول النامية التي ستكون الاكثر عرضة الى حد بعيد" لاثار الاحتباس الحراري. وترمي المفاوضات الى انشاء آلية جديدة متعددة الاطراف لمكافحة الاحتباس الحراري تشمل الدول المصادقة على بروتوكول كيوتو, تنضم اليها الولاياتالمتحدة، وتلزم الاقتصادات الناشئة الكبرى. _____________________________ * موضوع بقلم كوفي أنان، الأمين العام السابق للأمم المتحدة: - المناخ يتغير، فهل نتغير نحن أيضاً؟ - كوفي أنان ("الحياة" 2006-11-13)